طرق تحديد جنس الجنين

طرق تحديد نوع الجنين

تعد معرفة جنس الجنين واحدة من أكثر المواضيع التي تثير فضول الأمهات والآباء على حد سواء. بينما كانت القدرة على معرفة جنس الجنين في العصور القديمة محصورة في التخمين والاعتقادات الشعبية، فإن التقدم العلمي والطبي في العصر الحديث قد جعل من الممكن تحديد نوع الجنين بدقة كبيرة، عبر مجموعة من الطرق والتقنيات التي تتيح للأبوين معرفة إذا كان الجنين ذكرًا أم أنثى. في هذا المقال، سوف نستعرض مختلف الطرق العلمية والطبية التي يتم من خلالها تحديد جنس الجنين، مع توضيح الأسس العلمية التي تستند إليها كل طريقة.

1. السونار (الألتراساوند)

من أكثر الطرق شيوعًا لتحديد جنس الجنين في الوقت الحالي هي استخدام جهاز السونار أو الألتراساوند. يعتمد هذا الفحص على استخدام الموجات الصوتية عالية التردد التي تنعكس من الأنسجة المختلفة في الجسم، مما يسمح للطبيب بتكوين صورة دقيقة للأعضاء الداخلية للجنين، بما في ذلك الأعضاء التناسلية.

عادةً ما يتمكن الأطباء من تحديد جنس الجنين باستخدام السونار ابتداءً من الأسبوع 16 إلى 20 من الحمل. في حالة وجود الجنين ذكرًا، فإن العضو الذكري يكون واضحًا في الصورة، بينما في حالة الجنين الأنثى، يظهر غياب العضو الذكري وتظهر الأعضاء الأنثوية بشكل يمكن تمييزه. إلا أن هذه الطريقة ليست دائمًا دقيقة 100%، حيث قد يصعب على الطبيب رؤية الأعضاء التناسلية بوضوح في بعض الأحيان، خاصة إذا كانت وضعية الجنين غير مناسبة أو إذا كان الحمل في مرحلة مبكرة جدًا.

2. الفحص الوراثي (التشخيص الوراثي قبل الزرع – PGS)

أصبح الفحص الوراثي أحد الخيارات الأكثر دقة في تحديد نوع الجنين، خاصة في حالات الحمل الناتج عن التلقيح الصناعي أو عمليات التخصيب المخبري. في هذه الطريقة، يتم أخذ عينة من الخلايا الجنينية بعد عملية التخصيب (عادةً في اليوم الخامس أو السادس من عمر الجنين)، ويتم فحص هذه الخلايا لفحص الكروموسومات.

يتم تحديد جنس الجنين بناءً على الكروموسومات التي يحملها الجنين. إذا كان الجنين يحمل الكروموسوم Y، فإنه سيكون ذكرًا، بينما إذا كان يحمل كروموسوم X فقط، فإنه سيكون أنثى. هذه الطريقة تعتبر الأكثر دقة، وتستخدم في حالات معينة مثل الكشف عن الأمراض الوراثية المرتبطة بالجنس، أو في حالات الرغبة في تحديد نوع الجنين لأسباب طبية أو اجتماعية.

3. فحص دم الأم (NIPT – Non-Invasive Prenatal Testing)

يعد فحص دم الأم من أحدث الطرق غير الجراحية التي تتيح معرفة جنس الجنين. يعتمد هذا الفحص على تحليل الحمض النووي الجنيني الموجود في دم الأم، والذي يتم جمعه في الأسابيع 10 إلى 12 من الحمل.

في هذا الفحص، يتم الكشف عن وجود الكروموسوم Y في دم الأم، والذي يشير إلى وجود جنين ذكر. إذا لم يتم العثور على الكروموسوم Y، فهذا يشير إلى أن الجنين أنثى. يعتبر هذا الفحص من أكثر الفحوصات دقة في تحديد جنس الجنين، وله ميزة أخرى وهي عدم التدخل الجراحي أو حتى الحاجة لأشعة، مما يجعله خيارًا آمنًا للمزيد من الأمهات الحوامل.

4. الاختبار الجيني التقليدي (Amniocentesis)

يتم إجراء هذا الفحص عادةً في المراحل المتأخرة من الحمل، وغالبًا بين الأسبوعين 15 و20. خلال هذا الفحص، يتم إدخال إبرة رفيعة عبر جدار البطن للحصول على عينة من السائل الأمينوسي الذي يحيط بالجنين. يحتوي السائل الأمينوسي على خلايا جنينية يتم تحليلها للكشف عن أي تشوهات وراثية أو مشاكل صحية، بالإضافة إلى تحديد جنس الجنين.

هذه الطريقة دقيقة للغاية في تحديد جنس الجنين نظرًا لأنها تتضمن فحصًا مباشرًا للكروموسومات الجنينية، ولكنها تحمل بعض المخاطر مثل خطر الإجهاض أو التهابات. لذلك، عادة ما يتم اللجوء إليها فقط في حالات الحمل التي يتم فيها الاشتباه في وجود مشاكل وراثية أو تشوهات في الجنين.

5. فحص العينة الجنينية (Chorionic Villus Sampling – CVS)

فحص CVS يشبه فحص السائل الأمينوسي، ولكنه يتم في وقت أبكر من الحمل، عادةً بين الأسبوعين 10 و12. يتم فيه أخذ عينة من الخلايا الموجودة في المشيمة (التي تكون جزءًا من الأنسجة التي تطور المشيمة والجنين) لتحليلها. يستخدم هذا الفحص لاكتشاف الأمراض الوراثية وتشوهات الكروموسومات، بما في ذلك تحديد جنس الجنين.

هذه الطريقة أيضًا دقيقة جدًا في تحديد جنس الجنين، ولكنها تحمل بعض المخاطر، خاصة إذا لم يتم تنفيذها بشكل صحيح. عادةً ما يُفضل استخدامها في الحالات التي تتطلب اختبارًا جينيًا دقيقًا.

6. الطرق الشعبية والتقليدية

بالإضافة إلى الطرق الطبية الحديثة، كانت هناك العديد من الطرق الشعبية التي استخدمها الناس عبر العصور لمحاولة تحديد جنس الجنين، رغم أنها ليست معتمدة علميًا. ومن بين هذه الطرق:

• معدل نبضات قلب الجنين: يعتقد البعض أن نبضات قلب الجنين تساهم في تحديد نوعه، حيث يُقال إن نبضات قلب الجنين الذكر تكون أقل من 140 نبضة في الدقيقة، بينما نبضات قلب الجنين الأنثى تكون أكثر من 140 نبضة. ولكن الدراسات العلمية لم تؤكد صحة هذا الادعاء.

• شكل بطن الأم: في بعض الثقافات، يعتقدون أن شكل بطن الأم يمكن أن يشير إلى جنس الجنين، حيث يُقال إن الحمل في بطن منخفض يدل على جنين ذكر، بينما الحمل في بطن مرتفع يدل على جنين أنثى. هذه طريقة تعتمد على المعتقدات الشعبية ولا يوجد أي دليل علمي يدعمها.

• الطعام الذي تشتهيه الأم: هناك معتقدات شعبية أخرى تشير إلى أن الأمهات الحوامل بالذكور يميلن إلى تفضيل الأطعمة المالحة أو البروتينات، بينما الأمهات الحوامل بالإناث يميلن إلى تفضيل الحلويات والفواكه. هذه المعتقدات ليست مثبتة علميًا ولكنها لا تزال شائعة في بعض المجتمعات.

7. الطريقة الصينية لتحديد جنس الجنين

تعد الطريقة الصينية لتحديد جنس الجنين واحدة من الطرق القديمة التي يعتمد عليها البعض. تعتمد هذه الطريقة على مزيج من عمر الأم في لحظة الحمل والشهر الذي تم فيه الحمل، وفقًا للتقويم القمري الصيني. يُعتقد أن هذه الطريقة يمكن أن تحدد نوع الجنين بدقة، رغم أنها ليست معترفًا بها علميًا.

يستند هذا التقويم على أسطورة قديمة تقول إن جنس الجنين يتحدد بناءً على عمر الأم في الشهر القمري الذي وقع فيه الحمل. يمكن للآباء استخدام جداول معينة لتحديد إذا كان الجنين ذكرًا أم أنثى، لكن هذه الطريقة تفتقر إلى أي أسس علمية موثوقة.

8. الخاتمة

تعددت طرق تحديد جنس الجنين على مر العصور، وابتكر العلماء العديد من التقنيات الطبية الحديثة التي توفر دقة عالية في معرفة نوع الجنين. في حين أن الأساليب التقليدية قد تظل شائعة في بعض المجتمعات، فإن الطرق الطبية مثل السونار، وفحص الدم، والفحص الجيني، تعد الأكثر موثوقية في تحديد جنس الجنين.