أضرار سكر ستيفيا: دراسة شاملة حول تأثيراته على الصحة
يعد سكر ستيفيا من أشهر بدائل السكر الطبيعية التي اكتسبت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة، بفضل استخدامه من قبل العديد من الأشخاص الذين يسعون لتقليل استهلاكهم للسكر التقليدي، وخاصة في ظل تزايد الوعي حول مخاطر السكر المكرر وتأثيراته السلبية على الصحة. يأتي ستيفيا من نبات “ستيفيا ريبوديانا” الذي ينتمي إلى العائلة المركبة، ويمتاز بأنه يحتوي على مركبات طبيعية تعطيه طعماً حلواً دون إضافة سعرات حرارية تذكر. ورغم العديد من الفوائد المحتملة لستيفيا، إلا أن هناك مخاوف وأضرار صحية قد تنجم عن استخدامه بكميات كبيرة أو على المدى الطويل. سنتناول في هذا المقال دراسة موسعة حول الأضرار المحتملة لاستهلاك سكر ستيفيا.
1. الآثار الجانبية الهضمية
أحد أبرز الأضرار المرتبطة بسكر ستيفيا هو تأثيره على الجهاز الهضمي، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من ستيفيا قد يسبب مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ، الغازات، والإسهال. يعود ذلك إلى أن بعض مركبات ستيفيا، مثل “ستيفيوسايد” و”ريبوديول”، قد تؤثر على توازن البكتيريا في الأمعاء أو تحفز زيادة في حركة الأمعاء.
رغم أن هذه الآثار تكون غالباً معتدلة وغير دائمة، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي أو مشاكل هضمية أخرى قد يشعرون بتفاقم الأعراض عند استهلاك ستيفيا.
2. تأثيرات على مستويات ضغط الدم
هناك أدلة تشير إلى أن ستيفيا قد تؤثر على مستويات ضغط الدم. تشير بعض الأبحاث إلى أن ستيفيا قد يكون لها تأثير خافض للضغط، مما قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. لكن في المقابل، قد يكون لها تأثير سلبي على الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم، حيث يمكن أن يؤدي استخدامها إلى تفاقم المشكلة. هذا التأثير يعود إلى قدرة ستيفيا على توسيع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى خفض الضغط بشكل كبير.
من ناحية أخرى، لا تزال الدراسات حول هذا التأثير غير حاسمة تماماً، ما يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم العلاقة بين استهلاك ستيفيا وضغط الدم بشكل كامل.
3. الآثار على مستوى السكر في الدم
بينما يعتبر ستيفيا بديلاً آمناً للسكر للأشخاص المصابين بداء السكري، إلا أن هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن استهلاك كميات كبيرة من ستيفيا قد يؤدي إلى تقلبات في مستويات السكر في الدم. على الرغم من أن ستيفيا لا يحتوي على سعرات حرارية أو سكريات قابلة للهضم، فقد أظهرت بعض الدراسات أن ستيفيا يمكن أن تؤثر على الأنسولين بطريقة غير مباشرة.
الأبحاث التي تم إجراؤها على الحيوانات تظهر تأثيرات محتملة على مستويات الأنسولين، ولكن الأبحاث البشرية لا تزال محدودة ولم تثبت بشكل قاطع تأثيرات سلبية على المصابين بالسكري.
4. التأثيرات الهرمونية
يعتقد بعض العلماء أن استهلاك ستيفيا قد يؤثر على التوازن الهرموني في الجسم. أظهرت بعض الدراسات الأولية أن المركبات الموجودة في ستيفيا قد تتفاعل مع الهرمونات في الجسم، خاصةً هرمونات الغدة الدرقية والإستروجين. على الرغم من أن هذه الدراسات لا تزال قيد البحث، إلا أن هناك قلقاً من أن الاستخدام المفرط لستيفيا قد يسبب تأثيرات غير مرغوب فيها على التوازن الهرموني، مما قد يؤثر على الدورة الشهرية أو يزيد من خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية.
هذا التأثير ليس مثبتاً بشكل قاطع، ومن غير المحتمل أن يتسبب في مشاكل للغالبية العظمى من الأشخاص. لكن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هرمونية يجب أن يكونوا حذرين عند استخدام ستيفيا.
5. تفاعل ستيفيا مع بعض الأدوية
مثل العديد من المكملات أو البدائل الغذائية، قد يتفاعل ستيفيا مع بعض الأدوية. على سبيل المثال، يمكن أن يتفاعل ستيفيا مع أدوية خفض ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى انخفاض شديد في الضغط. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤثر ستيفيا على الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري عن طريق تقليل فعالية الأدوية التي تنظم مستويات الأنسولين.
إذا كنت تتناول أدوية لخفض ضغط الدم أو تنظيم مستويات السكر في الدم، يفضل استشارة الطبيب قبل إضافة ستيفيا إلى نظامك الغذائي بشكل منتظم.
6. المخاطر المحتملة على الكلى
بينما لا توجد دراسات نهائية توضح بشكل قاطع وجود علاقة بين ستيفيا وتدهور وظيفة الكلى، هناك بعض المخاوف حول تأثيرات طويلة المدى لاستهلاك كميات كبيرة من ستيفيا على الكلى. تشير بعض الدراسات إلى أن بعض المركبات الكيميائية في ستيفيا قد تؤدي إلى تزايد الحمضية في الجسم، مما قد يؤثر على وظائف الكلى.
7. تأثيرات على الجهاز المناعي
من المعروف أن ستيفيا يحتوي على مركبات تعرف باسم “جليكوسيدات ستيفيا”، التي قد تكون لها خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات. ورغم أن هذه الخصائص قد تكون مفيدة في بعض الأحيان، إلا أن هناك تخوفات من أن تناول كميات كبيرة من ستيفيا قد يؤدي إلى تأثيرات على جهاز المناعة، حيث قد يسبب تفاعل الجسم مع هذه المركبات بشكل مفرط.
8. تأثيرات على الحمل والرضاعة
على الرغم من أن ستيفيا يعتبر آمناً بشكل عام، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول تأثيراته على النساء الحوامل والمرضعات. تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك كميات كبيرة من ستيفيا قد يكون له تأثيرات غير مرغوب فيها خلال الحمل، مثل التأثيرات المحتملة على نمو الجنين أو تحفيز تقلصات مبكرة في الرحم.
فيما يخص الرضاعة، يُنصح بأن تكون النساء المرضعات حذرات في استهلاك ستيفيا بشكل مفرط، حيث أن تأثيره على حليب الأم أو الرضيع لا يزال غير مدروس بشكل كامل.
9. أضرار التحلية الصناعية المصاحبة
على الرغم من أن ستيفيا يُعتبر بديلاً طبيعياً للسكر الصناعي، إلا أن بعض المنتجات التي تحتوي على ستيفيا قد تحتوي على مواد إضافية مثل المحليات الصناعية أو المواد الحافظة. هذه المواد يمكن أن تكون ضارة بالصحة إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة.
بعض المنتجات التي تحمل علامة “طبيعية” قد تحتوي على مزيج من ستيفيا مع محليات صناعية أخرى مثل “أسيسولفام K” أو “سكويكروز”، وهي مركبات يمكن أن تؤثر على الصحة على المدى الطويل. من الأفضل دائمًا قراءة المكونات المدرجة على العبوة والتأكد من أن المنتج يحتوي فقط على ستيفيا النقي.
10. مخاطر الإفراط في الاستهلاك
رغم أن ستيفيا يُعتبر آمناً عند استخدامه بكميات معتدلة، إلا أن الإفراط في استهلاكه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية. تتفاوت الكميات المسموح بها من ستيفيا حسب الاحتياجات الفردية، ولكن يجب تجنب تناول كميات كبيرة بشكل مستمر. يمكن أن يؤدي الاستهلاك الزائد إلى الآثار الجانبية المذكورة، مما يؤثر سلباً على الصحة العامة.
الخلاصة
في النهاية، يعد سكر ستيفيا بديلاً طبيعياً ممتازاً للسكر المكرر في العديد من الأطعمة والمشروبات. ومع ذلك، فإن استهلاكه بشكل مفرط أو بشكل غير منتظم قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية المحتملة، مثل مشاكل هضمية، تأثيرات على ضغط الدم، أو تفاعل مع الأدوية. من الضروري دائمًا استشارة الطبيب قبل إدخال ستيفيا بشكل كبير في النظام الغذائي، خاصةً إذا كنت تعاني من حالات صحية معينة أو تتناول أدوية.
مع وجود العديد من الدراسات المستمرة حول سكر ستيفيا، فإن التأثيرات طويلة الأمد لم تُدرس بشكل كافٍ بعد. لكن كما هو الحال مع أي منتج غذائي أو مكمل، ينصح دائمًا باستخدامه بحذر واتباع التوجيهات الصحية الموصى بها.
