أعراض سرطان الغدة الدرقية

أعراض سرطان الغدة الدرقية

سرطان الغدة الدرقية هو نوع من أنواع السرطانات التي تبدأ في الخلايا الموجودة في الغدة الدرقية، وهي غدة صغيرة تقع في منطقة العنق الأمامية، وتلعب دورًا حيويًا في تنظيم وظائف الجسم من خلال إفراز الهرمونات التي تتحكم في عمليات الأيض. على الرغم من أن سرطان الغدة الدرقية يُعد من أكثر أنواع السرطانات التي يمكن علاجها بنجاح عند اكتشافه مبكرًا، إلا أن الأعراض التي قد تظهر قد تكون في بعض الأحيان غير واضحة أو مشابهة لأعراض حالات طبية أخرى. في هذا المقال، سيتم مناقشة أعراض سرطان الغدة الدرقية، مع التركيز على كيفية تشخيص هذا النوع من السرطان، وأسبابه، والعوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة به.

1. الغدة الدرقية ووظائفها

الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة الرقبة تحت الحنجرة. على الرغم من حجمها الصغير، إلا أنها تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم من خلال إنتاج الهرمونات الدرقية. هذه الهرمونات تشمل الثيروتوكسين (T3) والثيروكسين (T4)، وهما مسؤولان عن تنظيم عملية الأيض في الجسم. تعمل الغدة الدرقية أيضًا على تنظيم مستويات الطاقة، والتحكم في درجة حرارة الجسم، وتنظيم نمو الخلايا وتكاثرها.

2. أنواع سرطان الغدة الدرقية

هناك عدة أنواع من سرطان الغدة الدرقية، ويختلف كل نوع في الأعراض، والانتشار، والتشخيص، والعلاج. الأنواع الرئيسية تشمل:

• سرطان الغدة الدرقية الحليمي (Papillary Thyroid Cancer): هذا النوع هو الأكثر شيوعًا ويمثل حوالي 70-80% من حالات سرطان الغدة الدرقية. عادة ما يكون نموه بطيئًا ويمكن علاجه بنجاح.

• سرطان الغدة الدرقية الجريبي (Follicular Thyroid Cancer): يعد ثاني أكثر الأنواع شيوعًا، ولكنه غالبًا ما يتم تشخيصه في مراحل متقدمة مقارنة بالأنواع الأخرى.

• سرطان الغدة الدرقية الأنبوبي (Medullary Thyroid Cancer): هذا النوع ينشأ من الخلايا التي تنتج هرمون الكالسيتونين.

• سرطان الغدة الدرقية النخاعي (Anaplastic Thyroid Cancer): يعد من الأنواع النادرة والأكثر عدوانية، ويصعب علاجه في الغالب.

3. أعراض سرطان الغدة الدرقية

تختلف أعراض سرطان الغدة الدرقية حسب النوع ومرحلة المرض. في بعض الحالات، قد لا تظهر أي أعراض في المراحل المبكرة، مما يجعل الكشف المبكر أمرًا بالغ الأهمية. يمكن أن تكون الأعراض الأولية غير محددة أو مشابهة لحالات طبية أخرى، لذلك يجب أن يتم فحصها بشكل دقيق. تشمل الأعراض الرئيسية لسرطان الغدة الدرقية ما يلي:

3.1. ظهور تورم في الرقبة

أحد الأعراض الأكثر شيوعًا لسرطان الغدة الدرقية هو ظهور تورم أو كتلة في منطقة الرقبة. في البداية، قد لا تكون الكتلة مؤلمة، ولكنها قد تزداد في الحجم مع مرور الوقت. يمكن أن يكون هذا التورم ناتجًا عن نمو ورم في الغدة الدرقية أو العقد اللمفاوية المجاورة.

3.2. التغيرات في الصوت

يمكن أن يؤدي سرطان الغدة الدرقية إلى تأثير على الحبال الصوتية، مما يسبب بحة في الصوت أو تغييرات غير مفسرة في طريقة الكلام. قد يشعر المريض بأنه يجد صعوبة في التحدث أو أن صوته قد يصبح ضعيفًا أو مشوهًا بشكل مستمر.

3.3. صعوبة في البلع

قد يعاني المرضى المصابون بسرطان الغدة الدرقية من صعوبة في البلع أو الشعور بأن هناك شيئًا عالقًا في الحلق. قد يكون هذا بسبب تورم الغدة الدرقية أو انتشار السرطان إلى الأنسجة المجاورة التي تؤثر على المريء.

3.4. ألم في الرقبة أو الحلق

عادةً ما يكون الألم ناتجًا عن الضغط الذي يحدث عندما ينمو الورم في الغدة الدرقية أو ينتشر إلى الأنسجة المحيطة. قد يشعر المريض بألم مستمر في الحلق أو الرقبة، وقد يزيد الألم مع مرور الوقت أو عندما يقوم الشخص بحركات معينة في الرقبة.

3.5. صعوبة في التنفس

في حالات متقدمة من سرطان الغدة الدرقية، قد ينمو الورم بشكل كافٍ للضغط على القصبة الهوائية أو الأوعية الدموية المحيطة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس أو شعور بعدم القدرة على التنفس بعمق. هذه الأعراض تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.

3.6. الإرهاق غير المفسر

قد يشعر المرضى المصابون بسرطان الغدة الدرقية بإرهاق شديد أو تعب عام دون سبب واضح. يمكن أن تكون هذه الأعراض نتيجة لتأثير السرطان على عمليات الأيض أو نتيجة للعلاج نفسه مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي.

3.7. تغيرات في الوزن

قد يعاني بعض المرضى من تغييرات في الوزن مثل فقدان الوزن غير المبرر أو زيادة الوزن، خاصة في حال كان الورم يؤثر على مستويات الهرمونات الدرقية. يمكن أن تؤدي اختلالات الهرمونات الدرقية إلى تأثيرات كبيرة على التوازن الغذائي واستهلاك الطاقة في الجسم.

3.8. تعرق مفرط

قد يعاني مرضى سرطان الغدة الدرقية في بعض الحالات من تعرق مفرط، خصوصًا في الليل. يمكن أن يرتبط هذا العرض بتغيرات في مستويات الهرمونات الدرقية أو تأثيرات السرطان على الأنسجة المحيطة.

4. تشخيص سرطان الغدة الدرقية

يبدأ تشخيص سرطان الغدة الدرقية بتقييم الأعراض والفحص السريري. في معظم الحالات، يمكن للطبيب اكتشاف وجود تورم في الرقبة، مما قد يثير الشك في وجود سرطان. قد تشمل طرق التشخيص الأخرى ما يلي:

4.1. الموجات فوق الصوتية للغدة الدرقية

تُستخدم الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الكتلة في الغدة الدرقية. تساعد هذه التقنية في تحديد ما إذا كانت الكتلة صلبة أو مليئة بالسوائل، وهو ما يمكن أن يكون مؤشرًا على نوع الورم.

4.2. الخزعة بالإبرة الدقيقة

في حال الاشتباه بوجود ورم، قد يوصي الطبيب بإجراء خزعة بالإبرة الدقيقة (FNA) لأخذ عينة من الكتلة لفحصها في المختبر. يمكن أن يحدد هذا الاختبار ما إذا كان الورم خبيثًا أو حميدًا.

4.3. التصوير المقطعي (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI)

في بعض الحالات، قد يُطلب إجراء تصوير مقطعي أو رنين مغناطيسي لتحديد حجم الورم ومدى انتشاره في الأنسجة المجاورة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.

4.4. تحليل الدم للهرمونات الدرقية

يمكن أن يساعد اختبار الدم في قياس مستويات الهرمونات الدرقية (T3 و T4) واختبار بروتينات أخرى قد تشير إلى وجود سرطان في الغدة الدرقية.

5. عوامل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية

على الرغم من أن السبب الدقيق لسرطان الغدة الدرقية غير معروف دائمًا، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان:

• التاريخ العائلي: إذا كان لديك أفراد في العائلة مصابون بسرطان الغدة الدرقية أو أمراض الغدة الدرقية، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة.

• التعرض للإشعاع: الأشخاص الذين تعرضوا لعلاج إشعاعي في منطقة الرأس أو الرقبة في مرحلة الطفولة يكونون أكثر عرضة للإصابة.

• العمر والجنس: سرطان الغدة الدرقية أكثر شيوعًا في النساء مقارنة بالرجال، ويزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر.

6. علاج سرطان الغدة الدرقية

تختلف خيارات علاج سرطان الغدة الدرقية وفقًا لنوع السرطان ومدى انتشاره. تشمل خيارات العلاج الرئيسية:

• الجراحة: تعتبر الجراحة من العلاجات الأساسية لاستئصال الغدة الدرقية أو الورم.

• العلاج بالإشعاع: يُستخدم العلاج بالإشعاع لعلاج الأورام التي لا يمكن إزالتها جراحيًا أو بعد الجراحة للتأكد من القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية.

• العلاج بالعقاقير: في بعض الحالات، قد يتم استخدام أدوية خاصة لمعالجة الأعراض أو تقليص حجم الأورام.

7. الختام

إن الكشف المبكر عن سرطان الغدة الدرقية يزيد من فرص العلاج الناجح. لذا، يجب أن يكون المرضى على دراية بالأعراض المحتملة التي قد تشير إلى وجود مشكلة في الغدة الدرقية، مثل التورم في الرقبة أو التغيرات الصوتية أو صعوبة البلع. إذا