أضرار حبوب الخميرة على الصحة

أضرار حبوب الخميرة: دراسة شاملة

تعد حبوب الخميرة من المكملات الغذائية الشهيرة التي يروج لها في العديد من الأسواق الصحية والتجميلية. وقد اشتهرت بأنها من الأغذية المكملات الغنية بالفيتامينات والمعادن التي تعزز الصحة العامة وتعزز من جمال البشرة والشعر. لكن، وعلى الرغم من فوائدها المحتملة، لا تخلو حبوب الخميرة من بعض الأضرار والمخاطر التي قد تؤثر على الصحة العامة في حال استخدامها بشكل غير صحيح أو مفرط.

تحتوي حبوب الخميرة على مزيج من الفيتامينات من المجموعة B، البروتينات، المعادن مثل الزنك والمغنيسيوم، ومجموعة من الأحماض الأمينية التي يقال إنها مفيدة لصحة البشرة والشعر. ولكن من المهم أن نكون على دراية بالآثار السلبية التي قد تترتب على استخدامها.

1. آثار الخميرة على الجهاز الهضمي

تعتبر حبوب الخميرة من المكملات التي تحتوي على خميرة حية (Saccharomyces cerevisiae) يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الجهاز الهضمي. قد تسبب هذه الخميرة مجموعة من المشاكل الهضمية مثل:

• الغازات والانتفاخ: عند تناول حبوب الخميرة، يمكن أن يسبب تواجد الخميرة في المعدة مع مرور الوقت تكوّن الغازات. الأشخاص الذين يعانون من مشاكل مثل القولون العصبي قد يواجهون زيادة ملحوظة في الغازات والانتفاخ.

• الإسهال: يقال إن بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات في المعدة مثل الإسهال نتيجة تناول حبوب الخميرة بشكل مفرط، خاصة لأولئك الذين يعانون من حساسية للمكملات أو مكونات الخميرة.

2. التفاعلات مع الأدوية

تتفاعل حبوب الخميرة مع بعض الأدوية التي قد تكون تستخدمها بعض الأشخاص لعلاج حالات صحية معينة. من أهم التفاعلات التي قد تحدث:

• مضادات الاكتئاب (مثبطات MAO): الأشخاص الذين يتناولون مثبطات الأوكسيداز الأحادي الأمين يجب أن يكونوا حذرين عند استخدام حبوب الخميرة. تحتوي حبوب الخميرة على مادة “التيرامين” التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم عند التفاعل مع أدوية الاكتئاب.

• أدوية السكري: تعتبر حبوب الخميرة قد تتداخل مع الأدوية المعالجة للسكري، حيث يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم، مما يسبب انخفاضًا مفاجئًا في مستوى السكر.

3. تفاقم بعض الحالات الصحية

حذر بعض الأطباء من أن حبوب الخميرة قد تؤدي إلى تفاقم بعض الحالات الصحية مثل:

• النقرس: الأشخاص الذين يعانون من النقرس يجب أن يتجنبوا تناول حبوب الخميرة بشكل مفرط، حيث قد تحتوي على مستويات عالية من البيورينات التي قد تحفز زيادة حمض اليوريك في الدم، مما يزيد من احتمالية حدوث نوبات النقرس.

• الصداع النصفي: تناول حبوب الخميرة قد يؤدي إلى تحفيز حدوث الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. وذلك بسبب محتوى التيرامين في الخميرة الذي يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالصداع النصفي.

4. الحساسية والمشاكل الجلدية

على الرغم من الفوائد التي قد تجلبها حبوب الخميرة للبشرة والشعر، إلا أن هناك بعض المخاطر المحتملة. يمكن أن تسبب حبوب الخميرة ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى ظهور:

• طفح جلدي: من الممكن أن يظهر طفح جلدي نتيجة لتحفيز الجهاز المناعي على التعامل مع الخميرة كجسم غريب.

• تهيج البشرة: بعض الأشخاص قد يعانون من تهيج أو حساسية في البشرة نتيجة الاستخدام الموضعي للخميرة أو تناول المكملات.

5. آثار جانبية على الكبد

تشير بعض الدراسات إلى أن الاستخدام طويل الأمد لحبوب الخميرة قد يؤثر على وظائف الكبد. يحتوي جسم الإنسان على عدة إنزيمات للتعامل مع المواد المختلفة التي تدخل الجسم، ومنها الخميرة. وفي حال تم استخدام حبوب الخميرة بشكل مفرط، يمكن أن يؤدي ذلك إلى إرهاق الكبد أو حتى تلفه على المدى الطويل.

6. زيادة الوزن

على الرغم من أن حبوب الخميرة تحتوي على خصائص قد تساهم في تقليل الوزن عن طريق تحسين عملية التمثيل الغذائي، إلا أن بعض الأشخاص قد يعانون من زيادة الوزن نتيجة تناول المكملات. يعود ذلك إلى أن بعض أنواع الخميرة تحتوي على نسب مرتفعة من الكربوهيدرات، مما قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم خاصة إذا كانت تستخدم بشكل مفرط دون متابعة غذائية دقيقة.

7. زيادة مستوى حمض اليوريك

كما تم الإشارة إليه سابقًا، تحتوي حبوب الخميرة على نسبة من البيورينات التي قد تتحول إلى حمض اليوريك في الجسم. ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم يؤدي إلى تراكم بلورات اليوريك في المفاصل والأنسجة، مما يسبب آلامًا حادة وخاصة لدى الأشخاص المصابين بالنقرس.

8. تأثيراتها على مستويات الحديد

تحتوي حبوب الخميرة على نسبة من الحديد، وهو أمر مفيد للعديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد. لكن في بعض الحالات، قد تؤدي الخميرة إلى زيادة مستوى الحديد بشكل مفرط في الدم، مما يؤدي إلى حالة تسمى “التسمم بالحديد”. يمكن أن يسبب هذا التسمم أعراضًا مثل الإسهال، الغثيان، وتلف الأعضاء في الحالات الشديدة.

9. آثارها على النساء الحوامل والمرضعات

تعد حبوب الخميرة غير موصى بها للنساء الحوامل أو المرضعات دون استشارة طبية مسبقة. وذلك لأن تأثيراتها على المرأة الحامل غير مدروسة بشكل كامل، وقد تؤدي إلى مضاعفات محتملة تتعلق بالهرمونات أو وظائف الجسم.

10. التأثيرات على الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب

بينما يمكن لحبوب الخميرة أن تحتوي على مكونات تعزز من الصحة النفسية مثل فيتامينات B، فإن بعض الأشخاص قد يعانون من تأثيرات عكسية قد تؤدي إلى تفاقم أعراض القلق والاكتئاب. تلك التأثيرات السلبية تكون غالبًا بسبب التفاعلات الكيميائية في الدماغ نتيجة تناول المكملات.

11. التأثيرات على الجهاز المناعي

في بعض الحالات، يمكن أن يكون للمكملات التي تحتوي على الخميرة تأثير غير مرغوب فيه على الجهاز المناعي. زيادة استهلاك حبوب الخميرة قد تضعف قدرة الجهاز المناعي على العمل بشكل فعال، مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالأمراض المعدية.

12. التداخل مع الأنظمة الغذائية

بعض الأشخاص الذين يتبعون حمية غذائية معينة قد يجدون أن حبوب الخميرة تتداخل مع تلك الأنظمة. على سبيل المثال، في الأنظمة الغذائية التي تعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات، قد يتسبب تناول حبوب الخميرة التي تحتوي على الكربوهيدرات العالية في تعارض مع أهداف النظام الغذائي.

الخلاصة

تظل حبوب الخميرة واحدة من المكملات الغذائية الشائعة التي تقدم فوائد صحية متنوعة، من بينها تحسين صحة الشعر والبشرة ودعم الجهاز الهضمي. ومع ذلك، يجب أن يتم تناول هذه الحبوب بحذر، خاصة إذا كان الشخص يعاني من حالات صحية معينة أو يتناول أدوية تؤثر على تفاعلات الخميرة مع الجسم. علاوة على ذلك، من المهم عدم تجاوز الجرعة الموصى بها لتجنب الآثار الجانبية السلبية التي قد تظهر في حال استخدامها بشكل مفرط.