بأمر الأطباء: ممنوع الكعب العالي
يعد الكعب العالي رمزاً من رموز الأناقة والجمال لدى العديد من النساء حول العالم. فهو يضيف لمسة من الجاذبية والتألق إلى أي إطلالة، ويزيد من طول القامة بشكل ملحوظ. ومع ذلك، فقد أصبح من المعروف الآن أن ارتداء الكعب العالي قد يحمل في طياته أضراراً صحية جمة، تتراوح من آلام بسيطة إلى مشكلات مزمنة تؤثر على صحة القدمين والجسم ككل. في هذا المقال، سنتناول تأثيرات الكعب العالي على صحة المرأة بناءً على الدراسات الطبية، ونلقي الضوء على الأسباب التي تجعل الأطباء يحذرون من ارتدائه.
أضرار الكعب العالي على الجسم
1. آلام القدمين:
أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً للكعب العالي هو الألم الحاد في القدمين. فعند ارتداء الكعب العالي، يتم توزيع الوزن بشكل غير متساوٍ على القدم، مما يضغط على مقدمة القدم ويزيد من الضغط على أصابعها. هذا قد يؤدي إلى الشعور بالألم المزمن في القدمين، وقد يتفاقم مع ارتداء الكعب لفترات طويلة.
2. مشاكل في المفاصل:
الكعب العالي يسبب ضغطاً إضافياً على مفاصل الركبة والكاحل والورك، مما يؤدي إلى زيادة الإجهاد على المفاصل مع مرور الوقت. هذا يمكن أن يساهم في تطور أمراض المفاصل مثل التهاب المفاصل وآلام الركبة المزمنة. علاوة على ذلك، يمكن أن يعرض الكاحل لمخاطر الإصابات مثل التواءات الكاحل.
3. تأثيرات على العمود الفقري:
من أبرز المشكلات الصحية التي يسببها الكعب العالي هو تأثيره على العمود الفقري. فالوقوف لفترات طويلة على كعب مرتفع يغير محاذاة الجسم الطبيعية، مما يضغط على العمود الفقري ويسبب آلاماً في أسفل الظهر والرقبة. وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات مزمنة في العمود الفقري إذا استمر لفترات طويلة.
4. زيادة احتمالات التواء الكاحل:
الكعب العالي يزيد من خطر التعثر والسقوط بسبب عدم الاستقرار الناجم عن ارتفاعه. فعندما يكون الكعب عالياً جداً، يصبح من الصعب الحفاظ على التوازن بشكل طبيعي، مما يرفع من احتمالات الإصابة بالتواء الكاحل أو حتى الكسور في بعض الحالات.
5. تأثيره على الدورة الدموية:
الوقوف المستمر على كعب مرتفع يؤثر سلباً على الدورة الدموية، حيث يعيق تدفق الدم إلى أسفل الساقين. هذا يمكن أن يؤدي إلى تجمع الدم في الساقين، مما يعزز من فرص الإصابة بتورم القدمين والساقين وأحياناً الدوالي.
هل يمكن التخفيف من هذه الأضرار؟
في حين أن الأطباء لا ينصحون بالارتداء المستمر للكعب العالي، فإن هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها للتخفيف من تأثيراته السلبية على الصحة:
- اختيار الكعب المناسب: تجنب الكعوب المرتفعة جداً أو التي تزيد عن 5 سنتيمترات، واختيار تلك التي توفر دعماً أفضل للقدم.
- راحة القدمين: من المهم ارتداء أحذية مريحة عند التبديل من الكعب العالي إلى الحذاء العادي، وأخذ فترات راحة بين فترات ارتداء الكعب العالي.
- تمارين القدمين: ممارسة تمارين تقوية القدمين والمفاصل بشكل دوري يمكن أن يساعد في تخفيف الآلام الناتجة عن ارتداء الكعب العالي.
- استخدام أكواب مريحة للكعب: يمكن استخدام أنواع خاصة من الوسائد المريحة أو أكواب القدم التي توضع داخل الحذاء لتخفيف الضغط على القدم.
ما البدائل الصحية؟
إذا كان لا بد من ارتداء الأحذية التي تعطي طولا إضافياً أو تزيد من أناقتك، هناك بعض البدائل الصحية التي يمكن النظر فيها:
- الأحذية ذات الكعب المنخفض: يمكن اختيار أحذية ذات كعب منخفض وأكثر راحة، ولكنها تقدم نفس الفائدة الجمالية لزيادة الطول.
- الأحذية ذات السطح المسطح: مثل الصنادل أو الأحذية الرياضية، التي تعطي راحة أكبر للقدمين وتساعد في تجنب الضغط الزائد على المفاصل.
- الأحذية الطبية: توفر هذه الأحذية دعماً أكبر للقدمين والمفاصل، ما يقلل من تأثيرات ارتداء الكعب العالي.
خلاصة القول
على الرغم من أن الكعب العالي يعتبر من رموز الأناقة والموضة، إلا أن أضراره الصحية لا يمكن تجاهلها. مع مرور الوقت، قد يسبب ارتداء الكعب العالي العديد من المشاكل الصحية مثل آلام القدمين والمفاصل، والتأثيرات السلبية على العمود الفقري والدورة الدموية. لذا، ينصح الأطباء بتقليل فترة ارتداء الكعب العالي واختيار الأنواع الأكثر راحة التي توفر دعماً للقدمين. كما يمكن التفكير في بدائل أخرى تمنح المرأة نفس الأناقة دون التأثير على صحتها.