حماية البشرة في الشتاء

عنوان المقال: حماية البشرة في الشتاء

المقدمة

تُعد البشرة خط الدفاع الأول عن جسم الإنسان ضد العوامل البيئية، وتتعرض خلال فصل الشتاء لتحديات قاسية نتيجة لتغيرات الطقس، وانخفاض درجات الحرارة، وزيادة معدل الجفاف في الهواء. حيث يؤدي الهواء البارد والجاف إلى سحب الرطوبة من الطبقة الخارجية للبشرة، مما يتسبب في جفافها، وتشققها، وظهور علامات التهيج والحساسية. من هنا تنبع أهمية اتباع روتين عناية دقيق ومتوازن يهدف إلى حماية الجلد والحفاظ على صحته ووظائفه الحيوية خلال هذا الفصل البارد.

تأثيرات الطقس البارد على الجلد

عندما تنخفض درجات الحرارة ويزداد استخدام أجهزة التدفئة، ينخفض مستوى الرطوبة في البيئة، وهو ما يؤدي إلى فقدان الجلد لمحتواه الطبيعي من الماء. ويترتب على هذا:

• جفاف الجلد: يظهر على شكل تقشر، وخشونة، وإحساس بالحكة أو الشد، خاصةً في مناطق الوجه واليدين والكوعين.

• تشقق الجلد: نتيجة لفقدان المرونة الطبيعية، لا سيما في الشفتين والقدمين.

• ضعف الحاجز الجلدي: مما يسهل اختراق المهيجات والملوثات ويساهم في تفاقم التهابات الجلد مثل الإكزيما.

• الاحمرار والتهيّج: وهو شائع خصوصًا لدى أصحاب البشرة الحساسة أو الذين يعانون من اضطرابات جلدية مزمنة.

• التغير في لون البشرة: قد تبدو شاحبة أو باهتة نتيجة لانخفاض تدفق الدم إلى سطح الجلد بفعل البرودة.

أسباب ضعف البشرة في الشتاء

• نقص إفراز الدهون الطبيعية (الزهم): حيث يقل إنتاج الزهم في الشتاء، مما يضعف الغشاء الواقي للبشرة.

• الاستحمام بالماء الساخن: وهو شائع في الشتاء، لكنه يزيل الزيوت الطبيعية من الجلد.

• الرياح الباردة: تعمل على تجفيف البشرة مباشرة عند التعرض لها.

• الملابس الصوفية: قد تؤدي إلى تحسس واحتكاك مفرط في البشرة الحساسة.

• قلة تناول المياه: ينخفض الشعور بالعطش في الشتاء، مما يقلل من ترطيب الجسم الداخلي.

خطوات العناية بالبشرة في الشتاء

1. الترطيب المنتظم

يُعد الترطيب المنتظم هو الركيزة الأساسية للحفاظ على صحة الجلد. ينصح باستخدام مرطبات سميكة وغنية بالدهون (emollients) والتي تحتوي على مكونات مثل:

• زبدة الشيا

• الجلسرين

• السيراميد

• حمض الهيالورونيك

• الزيوت النباتية مثل زيت اللوز الحلو وزيت جوز الهند

يفضّل تطبيق المرطب مباشرة بعد الاستحمام للحفاظ على الرطوبة داخل الجلد.

2. تنظيف البشرة بلطف

تجنّب استخدام الصابون القاسي أو الغسولات التي تحتوي على الكحول أو الكبريتات، لأنها تزيل الزيوت الطبيعية وتسبب جفافًا إضافيًا. يمكن استخدام غسولات كريمية تحتوي على مكونات مرطبة.

3. استخدام الماء الفاتر

ينصح بالاستحمام بالماء الفاتر بدلًا من الساخن، لتقليل تبخر الزيوت الطبيعية من الجلد.

4. شرب كمية كافية من الماء

الحفاظ على الترطيب الداخلي لا يقل أهمية عن الترطيب الخارجي. فشرب الماء بانتظام يعزز مرونة الجلد ويمنع جفافه.

5. استخدام واقي الشمس

رغم قلة أشعة الشمس في الشتاء، إلا أن الأشعة فوق البنفسجية لا تزال تخترق الغيوم وتؤذي الجلد. لذا يجب استخدام واقي شمس بدرجة حماية لا تقل عن SPF 30 يوميًا.

6. ترطيب الشفاه

الشفتان عرضة للتشقق في الشتاء، ويمكن حمايتهما باستخدام بلسم يحتوي على زبدة الكاكاو أو الفازلين، وتجنّب لعق الشفاه باستمرار.

7. العناية باليدين والقدمين

تحتاج اليدان والقدمان إلى رعاية خاصة لأنهما أكثر تعرضًا للعوامل الجوية. يجب استخدام كريمات غنية باليوريا أو الفازلين، وارتداء قفازات وجوارب دافئة.

الأغذية الداعمة لصحة البشرة في الشتاء

النظام الغذائي له تأثير مباشر على صحة البشرة. وللحفاظ على نضارة الجلد في فصل الشتاء، يجب التركيز على الأطعمة الغنية بالعناصر التالية:

مشاكل جلدية شائعة في الشتاء

1. التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما)

يتفاقم غالبًا في فصل الشتاء بسبب الجفاف والبرودة. تتطلب المعالجة استخدام كريمات مرطبة قوية وأحيانًا كريمات تحتوي على الكورتيزون الخفيف تحت إشراف طبي.

2. الصدفية

قد تزداد أعراضها سوءًا خلال الشتاء. ينصح باستخدام علاجات موضعية مرطبة ومضادة للالتهاب، وتجنّب التوتر الذي يساهم في ظهور الأعراض.

3. تشقق الكعبين

تنتج عن الجفاف المفرط للجلد، ويجب معالجتها باستخدام كريمات مرطبة ومقشرات خفيفة، وارتداء الجوارب القطنية.

4. حساسية البرد

هي رد فعل تحسسي للجلد عند التعرض للبرد المفاجئ. يظهر على شكل طفح جلدي، حكة، أو تورم. ينصح بتجنّب التعرض المباشر للبرد وارتداء ملابس عازلة.

الملابس ودورها في حماية الجلد

تلعب الملابس دورًا مهمًا في الحماية من الجفاف والبرد، ومن أهم النصائح المتعلقة بها:

• ارتداء ملابس قطنية ناعمة ملاصقة للجلد لتقليل التهيّج.

• استخدام قفازات وجوارب صوفية لحماية الأطراف، مع الحرص على أن تكون بطانتها ناعمة.

• تغطية الوجه والرقبة عند الخروج لحمايتهما من الرياح الجافة.

أخطاء شائعة تضر البشرة في الشتاء

• الاستحمام لفترات طويلة بماء ساخن.

• نسيان استخدام الواقي الشمسي.

• استعمال المرطبات ذات الأساس المائي فقط.

• الاعتماد على الشعور بالعطش لتناول الماء.

• تجاهل ترطيب القدمين والكوعين.

• الإفراط في تقشير الجلد، مما يزيد من الجفاف والتهيّج.

مستحضرات العناية المثلى في الشتاء

يفضل في فصل الشتاء اختيار المستحضرات التي تحتوي على:

• الأحماض الدهنية الأساسية مثل أوميغا-6

• الدهون النباتية مثل زبدة الشيا

• النياسيناميد لتهدئة الجلد وتحسين حاجزه الطبيعي

• السيراميدات لترميم البشرة الجافة

• البانثينول لترطيب وتهدئة التهيّج

أهمية النوم والصحة النفسية

قلة النوم تؤثر سلبًا على نضارة البشرة وتجدد خلاياها، بينما يساعد النوم الكافي على إنتاج الكولاجين والإيلاستين الضروريين لصحة الجلد. كما أن التوتر والضغط النفسي يزيدان من مشاكل الجلد مثل الحكة والتهيّج، مما يستدعي أهمية التوازن النفسي وممارسة التأمل أو الرياضة الخفيفة.

خلاصة إرشادية

الشتاء هو فصل يتطلب اهتمامًا مضاعفًا بالبشرة، خاصةً مع التحديات المناخية القاسية التي تواجه الطبقة الخارجية للجلد. لا تكفي الحلول الموضعية فقط، بل يجب دعم الجلد بالعناية الشاملة التي تشمل التغذية الجيدة، النوم الكافي، استخدام منتجات العناية المناسبة، وتجنّب العوامل المهيجة. وكلما تم تبني روتين عناية وقائي ومدروس، كانت البشرة أكثر مقاومة للعوامل البيئية، وأكثر إشراقًا ونضارة على مدار العام.

المراجع:

1. American Academy of Dermatology Association. “Winter skin care: Tips for healthy skin.” aad.org

2. Mayo Clinic. “Dry skin care: Tips for prevention and treatment.” mayoclinic.org