أسهل التخصصات الجامعية المعتمدة

أسهل التخصُّصات الجامعية: دراسة شاملة

يعتبر اختيار التخصص الجامعي من أصعب القرارات التي يواجهها الطلاب في مراحل حياتهم الدراسية. فالانتقال من مرحلة التعليم المدرسي إلى التعليم الجامعي يمثل تحدياً فكرياً وعاطفياً، ويترتب عليه تأثيرات كبيرة على مستقبل الفرد المهني والشخصي. ومن بين التحديات التي قد يواجهها الطلاب هي تحديد التخصص الذي يتناسب مع قدراتهم وميولهم الشخصية، إلى جانب مستقبله الأكاديمي والمهني.

من بين الأسئلة الأكثر شيوعاً التي قد يطرحها الطلاب أثناء اتخاذ قرارهم بشأن التخصص الجامعي هو: “ما هي أسهل التخصصات الجامعية؟”. وعلى الرغم من أن الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على عدة عوامل، منها القدرات الشخصية والاستعداد الذهني، إلا أن هناك بعض التخصصات التي يمكن اعتبارها أقل تعقيداً في ما يخص حجم العمل الأكاديمي أو متطلبات المعرفة النظرية المتعمقة. في هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض من هذه التخصصات ونناقش ما يجعلها سهلة نسبياً.

1. التخصصات الأدبية: لغة وأدب

في البداية، يمكننا النظر إلى التخصصات الأدبية مثل اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، وعلم النفس، والتي قد تُعتبر من بين التخصصات الأسهل بالنسبة للكثير من الطلاب. يتميز هذه التخصصات بالتركيز على قراءة النصوص وتحليلها، بدلاً من التعامل مع مفاهيم علمية معقدة أو مواد رياضية. لذا، يُمكن القول أن الطلاب الذين لديهم ميل للأدب والفنون قد يجدون هذه التخصصات أكثر سهولة.

دراسة الأدب تشمل على سبيل المثال دراسة الكتب والروايات، وتحليل القصائد والكتب التاريخية، وكتابة المقالات البحثية التي تعتمد على الأدلة النصية. بالنسبة للعديد من الطلاب، فإن دراسة الأدب تصبح أكثر تسامحاً لأن هذا التخصص يتطلب مهارات قراءة وكتابة جيدة فقط دون الحاجة إلى مواد علمية صعبة.

أما دراسة اللغة الإنجليزية فتتضمن دراسة الأدب الإنجليزي، واللغويات، والترجمة، وهذه التخصصات تميل أيضاً إلى التحليل الفكري بدلاً من الحسابات الرياضية أو التجريبية. يمكن للطلاب الذين يحبون القراءة والكتابة أن ينجحوا في هذه التخصصات بسهولة أكبر.

2. التخصصات الإنسانية والاجتماعية

علم النفس هو أحد التخصصات التي يجدها العديد من الطلاب أقل صعوبة مقارنةً بتخصصات العلوم الطبيعية أو الهندسة. يتمحور علم النفس حول دراسة سلوك الإنسان والعوامل التي تؤثر فيه، وهو يتطلب مهارات تحليلية وفهم عميق للنظريات النفسية والتفاعل البشري. وعلى الرغم من أن التخصص قد يتطلب دراسات معمقة في بعض الفروع، إلا أنه يمكن للطلاب المهتمين بالقضايا الاجتماعية والسلوكية أن ينجحوا فيه بسهولة نسبية.

أيضاً، هناك تخصصات مثل العلوم الاجتماعية التي تشمل مجال السياسة، الاقتصاد، وعلم الاجتماع. هذه التخصصات تتطلب فهماً جيداً للعوامل البشرية والمجتمعية، لكنها لا تحتوي عادةً على المعادلات الرياضية أو المفاهيم العلمية المعقدة التي قد يصعب على البعض التعامل معها.

3. التخصصات الفنية والإبداعية

تخصصات مثل الفنون الجميلة، التصميم الجرافيكي، والإعلام تعتبر سهلة نسبياً للطلاب الذين يملكون قدرات إبداعية وميول فنية. في هذه التخصصات، لا تحتاج إلى حفظ أو دراسات علمية معقدة. بدلاً من ذلك، يتعين على الطالب تطوير مهاراته في الإبداع، والتفكير النقدي، والتفاعل مع الأدوات الفنية والرقمية.

على سبيل المثال، في التصميم الجرافيكي، يركز الطلاب على تعلم الأدوات والبرامج مثل الفوتوشوب والإليستريتور، ويشمل العمل في هذا المجال تطبيق المعرفة الفنية في تصميم الشعارات والرسوم البيانية. رغم أن هذا التخصص قد يتطلب بعض الفهم التقني للأدوات البرمجية، إلا أنه يركز أساساً على الإبداع والتنفيذ.

4. التخصصات في مجال الإدارة والاقتصاد

إذا كنت تتحدث عن التخصصات الجامعية التي تُعتبر سهلة من ناحية الدراسة الأكاديمية، فقد تكون الإدارة من بين الخيارات المتاحة. تتضمن إدارة الأعمال دراسة أساسية لعمليات الأعمال، والتخطيط الاستراتيجي، والتسويق، والموارد البشرية. غالباً ما يكون هذا التخصص مدروساً بشكل عام، مما يسهل للطلاب فهم المواد وتطبيق ما تعلموه في الحياة العملية.

الاقتصاد هو أيضاً من التخصصات التي يجدها بعض الطلاب أقل تعقيداً من غيرها. هذا التخصص يعتمد على مفاهيم رياضية ولكن في الغالب لا يتطلب تعمقاً كبيراً في الرياضيات مقارنةً مع التخصصات الهندسية أو الفيزيائية. يتمحور علم الاقتصاد حول فهم كيفية عمل الأسواق والتفاعل بين الأفراد والشركات، وهو موضوع يمكن أن يكون مثيراً للاهتمام لطلاب يحبون فهم الديناميكيات الاجتماعية.

5. التخصصات التقنية البسيطة

رغم أن بعض التخصصات التقنية مثل الهندسة أو الطب قد تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، إلا أن هناك تخصصات تقنية بسيطة قد تكون أسهل نسبياً مثل تكنولوجيا المعلومات وإدارة الشبكات. هذه التخصصات لا تتطلب عادةً الفهم العميق للمفاهيم الفيزيائية المعقدة، ولكنها تركز على التطبيق العملي للمعرفة التقنية في مجالات مثل البرمجة، إدارة الشبكات، وصيانة الأجهزة.

تكنولوجيا المعلومات، على سبيل المثال، قد تكون مناسبة للطلاب الذين يميلون إلى التعامل مع الكمبيوتر والشبكات بشكل يومي. على الرغم من أن هناك بعض المواضيع التقنية التي قد تكون صعبة، فإن الكثير من الطلاب يجدون هذا التخصص سهلاً بما أن معظم المواد تكون عملية وليست نظرية معقدة.

6. التخصصات الصحية غير الطبية

بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في العمل في المجال الصحي لكنهم لا يرغبون في التخصصات الطبية التقليدية مثل الطب أو الجراحة، يمكنهم التوجه نحو التمريض أو الصحة العامة. رغم أن التمريض يتطلب مستوى عالٍ من التدريب العملي والميداني، إلا أن الدورات الأكاديمية يمكن أن تكون أسهل مقارنةً ببعض التخصصات الطبية الأخرى. الصحة العامة، من جانب آخر، تركز على القضايا الصحية على المستوى المجتمعي بدلاً من الرعاية الطبية الفردية، مما يجعلها أقل تعقيداً من حيث دراسة الأمراض والممارسات الطبية.

7. التخصصات في مجال القانون

القانون يعد من التخصصات التي يمكن اعتبارها أسهل نسبياً بالمقارنة مع التخصصات العلمية المعقدة. دراسات القانون تشمل تحليل النصوص القانونية، فهم الإجراءات القانونية، وكتابة الأوراق القانونية. رغم أن بعض المواضيع القانونية قد تتطلب فهماً معقداً لبعض القوانين الدولية والمحلية، إلا أن الطلاب الذين يملكون مهارات القراءة والكتابة الجيدة يمكنهم التكيف بسهولة مع هذه المواد.

8. التخصصات البيئية والزراعية

العلوم البيئية والزراعة هما من التخصصات التي يمكن أن تكون سهلة للطلاب الذين يحبون الطبيعة والبيئة. هذا المجال يشمل دراسة تأثيرات البشر على البيئة، وكيفية الحفاظ على التوازن البيئي، مما يجعله موضوعًا مثيرًا وقابلاً للتطبيق في الحياة اليومية.

في الختام

من المهم أن نلاحظ أن “سهولة” التخصص الجامعي تعتمد إلى حد كبير على استعداد الطالب وميوله الشخصية. ما قد يبدو سهلاً لشخص ما قد يكون تحدياً لشخص آخر. في النهاية، على الطالب أن يختار التخصص الذي يتناسب مع اهتماماته وقدراته، لأن النجاح في أي تخصص يتطلب جهدًا واجتهادًا في الدراسة، بالإضافة إلى الشغف والاهتمام العميق بالموضوع.