أسماء الملائكة وأعمالهم
الملائكة في الإسلام هم مخلوقات نورانية خلقها الله سبحانه وتعالى من نور، وهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون. ومنذ فجر البشرية، كانت الملائكة جزءًا أساسيًا من المعتقدات الدينية في الإسلام، حيث ورد ذكرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. رغم أن الملائكة لا تُرى بالعين البشرية، إلا أن إيمان المسلم بوجودهم يعتبر جزءًا من أركان الإيمان، إذ يجب على المؤمن أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.
تتمثل مهمة الملائكة في تنفيذ أوامر الله تعالى، وقد وكل الله سبحانه وتعالى لكل ملك منهم مهمة خاصة أو مجموعة من المهام التي لا يتجاوزونها. في هذا المقال، نستعرض أسماء بعض الملائكة وأعمالهم التي كلفهم الله بها، مع استعراض دورهم في إطار الإيمان الإسلامي.
1. جبريل (عليه السلام)
يُعتبر جبريل (عليه السلام) أحد أعظم الملائكة في الإسلام وأشرفهم، ويُطلق عليه “روح القدس”. كان له دور رئيسي في نقل الوحي إلى الأنبياء والمرسلين، حيث كان ينزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بآيات القرآن الكريم طوال فترة الوحي. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم اسم جبريل في العديد من الآيات، مثل قوله تعالى: “قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ” (سورة البقرة: 97).
جبريل كان أيضًا المسؤول عن الهداية وإبلاغ الرسالة الإلهية إلى الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان ينزل على الأنبياء مثل موسى وعيسى (عليهم السلام) وكذلك على غيرهم من الأنبياء. لا تقتصر مهمة جبريل على الوحي فقط، بل كان أيضًا ينفذ أوامر الله سبحانه وتعالى في شؤون الأرض والسماء.
2. ميكائيل (عليه السلام)
يُعتبر ميكائيل من الملائكة العظام الذين لهم دور كبير في شؤون الطبيعة والرزق. ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى: “مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِمِيكَائِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ” (سورة البقرة: 98).
مهمة ميكائيل الرئيسية هي توفير الرزق لجميع مخلوقات الله، فقد أسند الله إليه مهمة نزول الأمطار وإحياء الأرض بعد موتها. كما يقال أن ميكائيل يتولى أيضاً تقسيم الأرزاق وتوفير حاجات الناس من الطعام والشراب والموارد الأخرى.
3. إسرافيل (عليه السلام)
إسرافيل هو الملك المسؤول عن النفخ في الصور يوم القيامة، وهو أحد الملائكة الذين سيقومون بالإعلان عن بدء يوم الحساب. ورد ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ إسرافيلَ عليهِ السلامَ قائمٌ على الصورِ ينتظرُ متى يُؤمرُ بالنفخِ” (رواه مسلم).
مهمة إسرافيل تكمن في نفخ الصور، وهو النفخ الذي سيحدث في يوم القيامة، حيث ينفخ أول مرة في الصور فيموت جميع من على الأرض، ثم ينفخ مرة أخرى ليحيي الله تعالى من في القبور ويبدأ الحساب. تعتبر هذه المهمة من أعظم المهام التي وكلها الله سبحانه وتعالى لإسرافيل.
4. عزرائيل (عليه السلام)
عزرائيل هو ملك الموت الذي يتولى قبض الأرواح، سواء في حياة البشر أو في كل الكائنات الحية على وجه الأرض. لا يوجد في القرآن الكريم ذكر مباشر لاسم “عزرائيل”، ولكن وُصف عمله في العديد من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة. كما في قوله تعالى: “قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ” (سورة السجدة: 11).
عزرائيل، بحسب المفهوم الإسلامي، ليس هو نفسه الذي يقبض روح كل شخص، بل يعين له ملائكة مختصون بكل فرد. وتختلف طريقتهم في قبض الروح، إذ يتم الأمر بمرونة وبحسب مكانة الشخص أو نوعه، وهو يعتقد أن الروح تخرج بسلام لمن كان من الصالحين، بينما يتعرض المجرمون لشدة في قبض الروح.
5. مالك (عليه السلام)
مالك هو ملك الزبانية الذي يتولى إدارة جهنم، حيث ورد اسمه في القرآن الكريم في قوله تعالى: “وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ” (سورة الزخرف: 77).
مالك لا يقوم بمهمة عذاب أهل جهنم فقط، بل هو المسؤول عن متابعة سير عذابهم وتقديم التعليمات للملائكة الذين يعملون تحت إشرافه. ويُقال في بعض الأحاديث النبوية أن مالك لا يبتسم أبدًا بسبب فداحة المهام التي يقوم بها.
6. الملائكة الحفظة
الملائكة الحفظة هم مجموعة من الملائكة الذين وكلهم الله سبحانه وتعالى بحفظ الإنسان طوال حياته. فقد ذكر الله في القرآن الكريم: “لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ” (سورة الرعد: 11).
هؤلاء الملائكة يتواجدون مع الإنسان في جميع الأوقات، ويسجلون أعماله من خير وشر. وهناك نوعان من الحفظة: حفظة الليل الذين يراقبون الإنسان أثناء الليل، وحفظة النهار الذين يراقبون أثناء النهار. كما يُعتبر هؤلاء الملائكة من الأنواع التي تكتب أعمال البشر، سواء كانت حسنة أم سيئة، في صحائف الإنسان.
7. الملائكة الذين يرفعون الأعمال
هناك مجموعة أخرى من الملائكة الذين يقومون برفع الأعمال الصالحة إلى الله. فقد ورد في حديث نبوي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “يوم الإثنين والخميس يُرفع الأعمال، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم” (رواه مسلم). هؤلاء الملائكة يتعاملون مع رفع الأعمال إلى الله في الأوقات المخصصة لذلك.
8. الملائكة المكرمين
الملائكة المكرمين هم الذين يتميزون برتبة عالية في السماء، مثل الذين يحملون العرش أو المقربون من الله. فقد جاء في القرآن الكريم: “فَجَاءَتْهُ مَلَائِكَتُنَا” (سورة الصافات: 165)، حيث يٌقال عنهم أنهم يتواجدون في أماكن مرتفعة في السماء، وفي خدمة الله سبحانه وتعالى.
9. الملائكة الذين يستغفرون للمؤمنين
تعتبر الملائكة الذين يستغفرون للمؤمنين من أهم الملائكة التي تقوم بدور عظيم في حياة الإنسان المسلم. فقد ذكر في القرآن الكريم: “وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ” (سورة الشورى: 5). هؤلاء الملائكة يسعون دائمًا إلى الدعاء للمؤمنين بالرحمة والمغفرة، ويطلبون من الله أن يغفر لهم ذنوبهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
10. الملائكة الذين يشهدون الصلاة
في الإسلام، تعتبر الصلاة من أعظم العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله تعالى، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى ملائكة يشهدون الصلاة مع المؤمنين. فقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى يقول: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده” (رواه مسلم).
خلاصة
الملائكة هم خلق من خلق الله سبحانه وتعالى، قد خُصصوا بمهام مختلفة تتنوع في طبيعتها بين الوحي والحفظ والشهادة والتسجيل والرفع، وهم دائمًا في خدمة الله سبحانه وتعالى، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون.
