كل ما تحتاج معرفته عن السكري

مرض السكري: الأسباب، الأعراض، الوقاية والعلاج

يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تشكل تهديدًا خطيرًا لصحة الأفراد في مختلف أنحاء العالم. من المتوقع أن يستمر هذا المرض في الانتشار بشكل كبير في العقود القادمة نظرًا للتغيرات في أسلوب الحياة، والنظام الغذائي، وأنماط العمل. يُعرف مرض السكري بأنه اضطراب في عملية التمثيل الغذائي للجسم، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم (الجلوكوز) بشكل غير طبيعي. وهو مرض يعكس خللاً في قدرة الجسم على إنتاج أو استخدام الأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم مستويات السكر في الدم.

أنواع مرض السكري

1. السكري من النوع الأول:
   يحدث السكري من النوع الأول عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويعتمد الأشخاص المصابون بهذا النوع من السكري على الأنسولين مدى الحياة. السبب الرئيسي لهذا النوع من السكري هو أن الجهاز المناعي للجسم يهاجم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين، مما يؤدي إلى نقص حاد في هذا الهرمون.

2. السكري من النوع الثاني:
   يحدث السكري من النوع الثاني عندما يفشل الجسم في استخدام الأنسولين بشكل فعال أو عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين. هذا النوع من السكري عادة ما يتطور مع تقدم العمر ويكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو الذين يعيشون نمط حياة غير نشط.

3. سكري الحمل:
   يظهر سكري الحمل أثناء الحمل ويختفي عادة بعد الولادة. ومع ذلك، يعاني بعض النساء من زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بعد الحمل إذا لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.

أسباب مرض السكري

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، وتختلف باختلاف النوع. ومع ذلك، هناك بعض العوامل المشتركة التي يمكن أن تساهم في حدوث المرض:

1. العوامل الوراثية:
   تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في الإصابة بمرض السكري، خاصة في النوع الأول حيث تكون الجينات المسؤولة عن استجابة الجهاز المناعي لخلايا البنكرياس متورطة. بالنسبة للسكري من النوع الثاني، تلعب العوامل الوراثية أيضًا دورًا مهمًا، حيث يزيد احتمال الإصابة في حال كان أحد الأقارب مصابًا بالمرض.

2. السمنة:
   تعد السمنة من أهم العوامل المؤدية إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني. تؤدي زيادة الوزن إلى مقاومة الأنسولين، حيث تصبح الخلايا غير قادرة على استخدام الأنسولين بفعالية، ما يسبب تراكم الجلوكوز في الدم.

3. النظام الغذائي غير الصحي:
   النظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة يمكن أن يؤدي إلى تطور مرض السكري. هذه الأطعمة تزيد من فرص الإصابة بالسمنة وتقلل من قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم.

4. قلة النشاط البدني:
   الحياة الخاملة تساهم بشكل كبير في زيادة مخاطر الإصابة بمرض السكري. النشاط البدني المنتظم يساعد في تحسين استخدام الجسم للأنسولين ويقلل من مستوى السكر في الدم.

5. العوامل البيئية والمهنية:
   يمكن أن تؤدي بعض العوامل البيئية مثل التلوث، إلى تأثيرات سلبية على صحة الأفراد وزيادة خطر الإصابة بالسكري. كما أن ضغوط العمل والمشاكل النفسية قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض.

أعراض مرض السكري

تتفاوت أعراض مرض السكري حسب النوع ومرحلة المرض، ولكن هناك مجموعة من الأعراض التي قد تشير إلى الإصابة بهذا المرض:

1. التبول المتكرر:
   عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة للغاية، يبدأ الجسم في التخلص منها عبر البول، مما يؤدي إلى التبول المتكرر.

2. العطش الشديد:
   بسبب التبول المتكرر، يفقد الجسم الكثير من الماء، مما يسبب العطش المستمر.

3. الجوع المستمر:
   يعاني المرضى من السكري من زيادة الشعور بالجوع، حيث يفتقر الجسم إلى القدرة على تحويل الطعام إلى طاقة بشكل فعال.

4. فقدان الوزن غير المبرر:
   على الرغم من زيادة تناول الطعام، يعاني مرضى السكري من فقدان الوزن بشكل مفاجئ. يحدث هذا لأن الجسم لا يمكنه استخدام السكر بشكل صحيح للطاقة، ويبدأ في تحطيم الدهون والعضلات للحصول على الوقود.

5. الإرهاق والتعب الشديد:
   نقص الطاقة الناتج عن عدم قدرة الجسم على استخدام السكر بشكل فعال يؤدي إلى شعور دائم بالإرهاق.

6. بطء التئام الجروح:
   من أبرز الأعراض أيضًا بطء شفاء الجروح والتقرحات، حيث يؤثر ارتفاع مستويات السكر في الدم على قدرة الجسم على التعافي.

7. تشوش الرؤية:
   زيادة السكر في الدم يمكن أن تؤثر على العين، ما يؤدي إلى رؤية ضبابية أو صعوبة في التركيز.

تشخيص مرض السكري

يتم تشخيص مرض السكري عادة عبر اختبارات الدم التي تقيس مستوى السكر في الدم. ومن بين الفحوصات الشائعة:

1. اختبار الجلوكوز الصائم:
   هذا الاختبار يقيس مستوى السكر في الدم بعد صيام لمدة 8 ساعات. إذا كان مستوى السكر في الدم 126 مجم/ديسيلتر أو أعلى، يعتبر المريض مصابًا بالسكري.

2. اختبار تحمل الجلوكوز الفموي:
   في هذا الاختبار، يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد تناول مشروب يحتوي على الجلوكوز. إذا كانت مستويات السكر مرتفعة بشكل غير طبيعي بعد ساعتين من تناول الجلوكوز، فهذا يشير إلى الإصابة بالسكري.

3. اختبار الهيموجلوبين السكري (A1C):
   يقيس هذا الاختبار متوسط مستوى السكر في الدم خلال آخر 2-3 أشهر. يعتبر مستوى A1C فوق 6.5% علامة على الإصابة بالسكري.

مضاعفات مرض السكري

إذا لم يتم التحكم في مرض السكري بشكل جيد، فقد يؤدي إلى عدد من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر على مختلف أجهزة الجسم:

1. أمراض القلب والأوعية الدموية:
   يعد السكري من أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، حيث يسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم تلفًا في الأوعية الدموية.

2. الفشل الكلوي:
   يمكن أن يؤدي السكري إلى تلف الكلى، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة.

3. مشاكل العين:
   يمكن أن يتسبب السكري في تلف الأوعية الدموية في العين، مما يؤدي إلى مشاكل في الرؤية مثل العمى السكري.

4. مشاكل الأعصاب (الاعتلال العصبي):
   يؤثر السكري على الأعصاب، ما يؤدي إلى فقدان الإحساس في الأطراف، وزيادة خطر الإصابة بالجروح والعدوى.

5. التهاب اللثة وفقدان الأسنان:
   السكري يزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة والتسوس.

الوقاية من مرض السكري

على الرغم من أن مرض السكري من النوع الأول لا يمكن الوقاية منه في الغالب، إلا أن هناك العديد من الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها للحد من خطر الإصابة بالنوع الثاني:

1. ممارسة النشاط البدني:
   يساعد النشاط البدني المنتظم في تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتنظيم مستويات السكر في الدم. يُنصح بممارسة النشاط البدني لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا.

2. اتباع نظام غذائي صحي:
   تناول الطعام الغني بالألياف، مثل الخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة، والتقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكري.

3. الحفاظ على وزن صحي:
   الحفاظ على وزن صحي من خلال التمارين الرياضية والنظام الغذائي السليم يعد من أهم العوامل التي تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

4. الابتعاد عن التدخين والكحول:
   التدخين وشرب الكحول يزيدان من خطر الإصابة بمضاعفات السكري ويجب تجنبها.

5. المراقبة المنتظمة لمستوى السكر في الدم:
   للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري، يُنصح بإجراء اختبارات دورية لقياس مستوى السكر في الدم.