مزايا واجهة مستخدم ويندوز 11

نظرة شاملة على واجهة المستخدم في ويندوز 11

شهد نظام التشغيل ويندوز 11، الذي أطلقته شركة مايكروسوفت في أكتوبر من عام 2021، تحولًا كبيرًا في تصميم واجهته مقارنة بسابقه، ويندوز 10. يعد هذا التغيير خطوة كبيرة نحو تحسين تجربة المستخدم بشكل عام، حيث تم التركيز على بساطة التصميم ومرونة الاستخدام، مع إضافة العديد من المزايا الجديدة التي تعزز الكفاءة وتسهّل التنقل بين التطبيقات والمهام المختلفة. يتضح ذلك من خلال مجموعة من التعديلات في التصميم العام لنظام التشغيل، واجهة المستخدم، وأسلوب التنقل. في هذا المقال، سنغطي أهم الميزات التي تم تضمينها في واجهة ويندوز 11، وسنستعرض كيفية تأثير هذه التغييرات على تجربة المستخدم بشكل عملي.

1. التصميم العصري والأنيق

أحد أبرز التغييرات في ويندوز 11 هو التركيز على التصميم العصري، الذي يتسم بالبساطة والأناقة. تم تبني مبدأ “المساحات البيضاء” بشكل كبير في التصميم، مما يتيح للمستخدمين التركيز على المحتوى بشكل أكبر. تتضمن هذه التغييرات:

• التطبيقات ذات الزوايا المنحنية: أصبحت النوافذ في ويندوز 11 تتمتع بزوايا دائرية، مما يعطيها مظهرًا أكثر نعومة وحداثة.

• التحسينات في الألوان والتدرجات: تم تحسين الألوان والتدرجات في الخلفيات، حيث تم تفعيل الشفافية في بعض الأجزاء من النظام، مما يضفي لمسة جمالية على واجهة المستخدم.

• الرموز والأيقونات: تم إعادة تصميم الرموز لتكون أكثر بساطة ووضوحًا، مع التركيز على التنسيق الموحد في جميع أنحاء النظام.

2. شريط المهام المركزي

أحد التغييرات الأكثر لفتًا للنظر هو أن شريط المهام في ويندوز 11 أصبح مركزيًا. في ويندوز 10، كان شريط المهام يتواجد على الحافة السفلية للشاشة، وكانت الأيقونات موجودة بشكل متفرق. في ويندوز 11، تم تحسين هذا الشريط ليضم الأيقونات بشكل مدمج في المنتصف، مما يعكس تصميمًا أكثر توازنًا وترتيبًا.

تتميز الأيقونات بأنها أكثر بساطة وأقل ازدحامًا، حيث يمكن للمستخدمين تخصيص أماكن الأيقونات حسب احتياجاتهم، ولكن الافتراضي هو تمركز الأيقونات في وسط الشريط. يتيح هذا للمستخدمين تجربة أكثر تنظيماً في التنقل بين التطبيقات المفتوحة.

3. قائمة “ابدأ” الجديدة

أعيد تصميم قائمة “ابدأ” في ويندوز 11 بشكل جذري. أصبحت هذه القائمة أكثر بساطة في الاستخدام، حيث تم التخلص من البلاط الديناميكي (Live Tiles) الذي كان جزءًا من ويندوز 10. بدلاً من ذلك، يتم عرض قائمة منظمة بالأيقونات الثابتة للتطبيقات الأكثر استخدامًا، مع إضافة منطقة خاصة بـ “المستندات الأخيرة” والوصول السريع إلى التطبيقات المثبتة.

تتمتع القائمة بواجهة أنيقة وبسيطة، مع الخلفية الشفافة التي تجعلها تتناغم مع باقي الأجزاء في واجهة المستخدم. كذلك، يمكن تخصيص هذه القائمة بسهولة لتتناسب مع تفضيلات المستخدم.

4. تحسينات في تعدد المهام

قدم ويندوز 11 مجموعة من التحسينات في خاصية تعدد المهام، مما يسمح للمستخدمين بتنظيم نوافذ التطبيقات بطريقة أكثر فعالية. أحد أبرز هذه التحسينات هو ميزة Snap Layouts و Snap Groups، التي تسهل ترتيب النوافذ على الشاشة.

• Snap Layouts: تتيح هذه الميزة للمستخدم تقسيم الشاشة إلى مناطق محددة مسبقًا، حيث يمكن للمستخدم سحب النوافذ إلى تلك المناطق ليتم ترتيبها تلقائيًا. على سبيل المثال، يمكن تقسيم الشاشة إلى قسمين، ثلاثة، أو حتى أربعة أقسام، حسب تفضيلات المستخدم.

• Snap Groups: تتيح هذه الميزة للمستخدم التنقل بين مجموعات النوافذ التي تم ترتيبها في وقت سابق بسهولة. يمكن العودة إلى هذه المجموعات بنقرة واحدة من شريط المهام، مما يوفر وقتًا وجهدًا عند العمل مع تطبيقات متعددة.

5. دعم أفضل للتطبيقات المزدوجة (Android Apps)

أضافت مايكروسوفت في ويندوز 11 ميزة دعم التطبيقات الخاصة بنظام الأندرويد عبر Microsoft Store. يتم ذلك بالتعاون مع Amazon Appstore، مما يسمح للمستخدمين بتثبيت وتشغيل تطبيقات أندرويد على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز 11. يمكن الوصول إلى هذه التطبيقات عبر واجهة المستخدم الخاصة بالنظام، مع تقديم تجربة مشابهة لتلك التي يتمتع بها المستخدمون على الهواتف الذكية.

هذه الميزة تتيح للمستخدمين الاستفادة من تطبيقاتهم المفضلة التي كانت متوفرة فقط على الأجهزة المحمولة، مما يزيد من مرونة استخدام النظام.

6. تحسينات في تجربة اللمس

تم تحسين تجربة اللمس في ويندوز 11 بشكل ملحوظ مقارنةً بويندوز 10. مع زيادة الاعتماد على الأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر التي تعمل بشاشات لمس، جاء ويندوز 11 ليقدم تحسينات تجعل التفاعل مع النظام أكثر سلاسة. من بين التحسينات:

• الحركة السريعة للأيقونات: أصبحت الأيقونات قابلة للسحب بشكل أسهل عبر الشاشة.

• تحسينات في التفاعل مع النوافذ: يمكن الآن سحب النوافذ بسهولة إلى الحواف لتقسيم الشاشة إلى أقسام مختلفة، مما يسهل تعدد المهام على الأجهزة اللوحية.

• اللمسات السريعة للإيماءات: يتم دعم الإيماءات بشكل أكبر على الشاشات التي تدعم اللمس، مثل التمرير بين التطبيقات أو العودة إلى الشاشة الرئيسية باستخدام الإيماءات.

7. تحسينات في إعدادات النظام

أصبح الوصول إلى إعدادات النظام في ويندوز 11 أكثر تنظيمًا وبساطة. تم إعادة تصميم نافذة الإعدادات بشكل يتيح للمستخدم العثور على الخيارات بشكل أسرع وأكثر فاعلية. تشمل بعض التحسينات:

• قائمة الإعدادات الجديدة: تم تقليص عدد الأقسام في الإعدادات، مع دمج بعض الخيارات في فئات أقل.

• إعدادات متقدمة بشكل أفضل: تم تحسين الوصول إلى الأدوات المتقدمة مثل التحكم في الطاقة، إعدادات الصوت، وتخصيص النظام بشكل عام.

• تحسينات في الأداء والسرعة: أصبح التبديل بين الإعدادات مختلفًا في ويندوز 11، حيث أصبحت عمليات التبديل بين النوافذ أسرع، مما يحسن من تجربة الاستخدام العامة.

8. الأداء والمواصفات الفنية

بالإضافة إلى التحسينات الجمالية والتصميمية، يقدم ويندوز 11 تحسينات كبيرة في الأداء مقارنة بسابقه. حيث أن النظام قد تم تحسينه ليعمل بشكل أكثر كفاءة مع الأجهزة الحديثة، مع تحسينات في سرعة تحميل التطبيقات، وتقليل زمن الاستجابة، وزيادة استقرار النظام بشكل عام. كما أن دعم المعالجات الحديثة وتقنيات مثل DirectStorage و Auto HDR يساعد في تحسين تجربة الألعاب بشكل ملحوظ.

9. الأمان والخصوصية

عملت مايكروسوفت على تعزيز الأمان والخصوصية في ويندوز 11 بشكل كبير. من بين التحسينات:

• التحقق من هوية المستخدم: مع متطلبات مثل TPM 2.0 (الوحدة الموثوقة للنظام)، أصبح من الصعب أكثر على المهاجمين الوصول إلى النظام.

• دعم بيئة افتراضية آمنة: يوفر ويندوز 11 بيئة افتراضية أكثر أمانًا، مما يمنح المستخدمين أمانًا أفضل في التطبيقات والبرامج التي يتم تشغيلها.

• أدوات الخصوصية المحسنة: يمكن للمستخدمين التحكم بشكل أفضل في البيانات التي يتم جمعها من قبل النظام والتطبيقات، مما يعزز من مستوى الخصوصية.

الختام

يعتبر ويندوز 11 تحولًا كبيرًا في عالم أنظمة التشغيل، حيث أعادت مايكروسوفت تصميم واجهة المستخدم لتكون أكثر حداثة ومرونة، مع إضافة مجموعة من المزايا التي تسهل تجربة المستخدم. من تصميم الشريط المركزي إلى التحسينات في تعدد المهام وتطبيقات الأندرويد، يقدم ويندوز 11 تجربة غنية ومتطورة. من خلال تحسين الأداء والأمان، بالإضافة إلى أدوات أكثر تخصيصًا، يعتبر ويندوز 11 خطوة قوية نحو المستقبل في مجال أنظمة التشغيل.