أسباب وعلاج الخفقان السريع للقلب

الخفقان السريع للقلب: الأسباب، الأعراض، والتشخيص والعلاج

الخفقان السريع للقلب هو شعور غير طبيعي في نبضات القلب يمكن أن يظهر فجأة ويثير القلق لدى الكثيرين. يعرف الخفقان القلبي بأنه شعور بزيادة سرعة أو قوة نبضات القلب، وقد يشعر الشخص وكأن قلبه يدق بشكل غير منتظم أو سريع، مما قد يؤدي إلى القلق أو الانزعاج. وفي بعض الأحيان، قد يترافق مع أعراض أخرى مثل الدوار أو ضيق التنفس. على الرغم من أن الخفقان السريع قد يكون غير ضار في بعض الحالات، إلا أنه قد يشير أيضًا إلى وجود مشكلات صحية تحتاج إلى العناية الطبية.

أسباب الخفقان السريع للقلب

تختلف الأسباب التي قد تؤدي إلى الخفقان السريع للقلب من شخص لآخر، وفي بعض الحالات، قد يكون السبب غير محدد. لكن يمكن تصنيف الأسباب إلى عدة فئات رئيسية:

1. الأسباب الفيزيولوجية (غير المرضية)

في بعض الأحيان، قد يحدث الخفقان السريع نتيجة لمؤثرات خارجية أو عوامل فيزيولوجية لا ترتبط بأي مرض قلبي. من أبرز هذه الأسباب:

• الجهد البدني المفرط: التمارين الرياضية القوية أو النشاط البدني الزائد قد يؤدي إلى تسارع نبضات القلب.

• التوتر والقلق: في الحالات النفسية مثل التوتر أو القلق الشديد، يمكن أن يزداد معدل ضربات القلب.

• التغيرات الهرمونية: خاصة لدى النساء في فترات الحمل أو خلال سن اليأس، حيث تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة في نبضات القلب.

• تناول المنبهات: مثل الكافيين أو النيكوتين، يمكن أن تتسبب في تسارع ضربات القلب.

• الحمى أو ارتفاع درجة الحرارة: التغيرات في درجة حرارة الجسم يمكن أن تؤدي إلى تسارع نبضات القلب.

2. الأسباب المرضية

في بعض الحالات، قد يكون الخفقان السريع ناتجًا عن وجود مشكلة صحية أو مرضية. هذه بعض الأسباب المرضية التي قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب:

• الرجفان الأذيني: هو اضطراب في إيقاع القلب حيث تنبض الأذينتين بسرعة غير منتظمة وبشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب.

• البلاتين القلبي: يحدث عندما تتجمع خلايا غير طبيعية في القلب، مما يؤدي إلى زيادة النشاط الكهربائي في القلب وتسبب في تسارعه.

• قصور القلب: عندما لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الأعضاء الأخرى، قد يؤدي ذلك إلى تسارع القلب كتعويض عن هذا القصور.

• فقر الدم: عندما يكون عدد خلايا الدم الحمراء منخفضًا، يقل الأوكسجين الذي يصل إلى الأنسجة، مما يحفز القلب على ضرب بشكل أسرع لتعويض النقص.

• أمراض الغدة الدرقية: مثل فرط نشاط الغدة الدرقية، يمكن أن يتسبب في زيادة إنتاج الهرمونات التي تحفز القلب على الخفقان بسرعة.

• الأمراض الرئوية: مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية قد تؤدي إلى زيادة الحمل على القلب وتسبب تسارع في نبضاته.

• التسمم بالأدوية: بعض الأدوية، مثل أدوية مضادة للاكتئاب أو أدوية الضغط، قد تسبب زيادة في سرعة ضربات القلب كأثر جانبي.

3. الأسباب الوراثية

في بعض الحالات، قد يكون الخفقان السريع ناتجًا عن عيوب خلقية أو اضطرابات جينية تؤثر في وظيفة القلب. من هذه الحالات:

• متلازمة QT الطويلة: هي اضطراب وراثي يؤثر على النظام الكهربائي للقلب، مما يؤدي إلى تسارع غير طبيعي في ضربات القلب.

• الاضطرابات الوراثية في قنوات الأيونات: قد تؤثر بعض الاضطرابات الجينية في تدفق الأيونات عبر خلايا القلب، مما يسبب عدم انتظام ضربات القلب.

أعراض الخفقان السريع للقلب

تختلف أعراض الخفقان السريع للقلب من شخص لآخر، وقد تشمل:

• شعور بالقلب النابض في الصدر: قد يشعر الشخص وكأن قلبه يدق بسرعة أو بشكل غير منتظم.

• ضيق التنفس: نتيجة للتسارع الشديد في ضربات القلب، قد يشعر الشخص بصعوبة في التنفس أو ضيق.

• الدوار أو الدوخة: زيادة سرعة نبضات القلب قد تؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسبب شعورًا بالدوار أو الدوخة.

• التعرق الزائد: يمكن أن يؤدي الخفقان السريع إلى التعرق الزائد في بعض الحالات.

• الإرهاق العام: قد يشعر الشخص بالتعب الشديد أو عدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية العادية بسبب الخفقان.

تشخيص الخفقان السريع للقلب

يتطلب تشخيص الخفقان السريع للقلب التقييم الطبي الشامل لتحديد السبب المحتمل. قد يقوم الطبيب بالعديد من الفحوصات للوصول إلى التشخيص، ومنها:

1. الفحص السريري

أول خطوة في تشخيص الخفقان السريع هي الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ الطبي للمريض وفحص العلامات الحيوية، مثل ضغط الدم، ودرجة الحرارة، ونبضات القلب.

2. تخطيط القلب (EKG)

يعد تخطيط القلب من أهم الأدوات التشخيصية لقياس النشاط الكهربائي للقلب، ويساعد في اكتشاف الأنماط غير الطبيعية في نبضات القلب، مثل الرجفان الأذيني أو تسارع القلب من مصدر غير طبيعي.

3. اختبار الجهد القلبي

قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبار الجهد القلبي، حيث يتم مراقبة نبضات القلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية، لتقييم كيفية استجابة القلب للجهد البدني.

4. فحوصات الدم

قد تكون فحوصات الدم مفيدة للكشف عن الأسباب المحتملة، مثل فقر الدم، اضطرابات الغدة الدرقية، أو مستويات الأيونات في الدم.

5. فحص تصوير القلب (مثل الأيكو)

قد يقوم الطبيب بطلب فحص تصوير القلب باستخدام الموجات فوق الصوتية (الإيكو) لتقييم هيكل ووظيفة القلب، مثل عمل الصمامات وحركة الدم عبر القلب.

علاج الخفقان السريع للقلب

يعتمد علاج الخفقان السريع للقلب على السبب الكامن وراءه. وفي حالات الخفقان غير المرضية، قد يوصي الطبيب ببعض التعديلات في نمط الحياة، مثل تقليل التوتر، تجنب المنبهات، وممارسة الرياضة بانتظام. أما إذا كان الخفقان ناتجًا عن مرض أو حالة طبية معينة، فقد يشمل العلاج:

1. الأدوية

• أدوية تنظيم ضربات القلب: مثل حاصرات بيتا أو أدوية مضادة للرجفان، والتي تساعد في تقليل سرعة ضربات القلب.

• أدوية لعلاج الأمراض الأساسية: مثل أدوية الغدة الدرقية أو أدوية علاج فقر الدم.

2. الإجراءات الطبية

• الاستئصال بالقسطرة: في حالة اضطرابات نبضات القلب غير المنتظمة، قد يتطلب الأمر علاجًا باستخدام القسطرة لعلاج مصدر الخفقان.

• التحفيز الكهربائي للقلب: في بعض الحالات، يمكن استخدام جهاز مزيل الرجفان القلبي لتنظيم ضربات القلب في حالات الطوارئ.

3. التعديلات في نمط الحياة

• إدارة التوتر والقلق: يمكن تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا أن تساعد في تقليل تأثير التوتر على القلب.

• التغذية السليمة: الحفاظ على وزن صحي وتناول نظام غذائي متوازن يساهم في صحة القلب.

• التوقف عن التدخين والحد من الكحول: تجنب هذه العوامل يمكن أن يساعد في الوقاية من تسارع ضربات القلب.

الخاتمة

على الرغم من أن الخفقان السريع للقلب قد يكون في بعض الحالات عرضًا غير ضار، إلا أنه قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية تتطلب الانتباه والعلاج. يتطلب هذا الموقف فحصًا دقيقًا من قبل الطبيب للوصول إلى التشخيص المناسب وتحديد العلاج الأمثل.