أسباب هبوط الضغط المستمر

سبب هبوط الضغط المستمر

يعد هبوط ضغط الدم المستمر أو ما يُعرف طبياً بـ “الهبوط المزمن” من المشاكل الصحية التي قد تؤثر على حياة الأفراد بشكل كبير. يمكن أن يظهر هذا النوع من الهبوط فجأة أو يتطور تدريجياً على مدار فترة طويلة. في هذا المقال، سنناقش الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هبوط الضغط المستمر، بالإضافة إلى العوامل التي قد تسهم في هذه الحالة، وطرق التعامل معها.

مفهوم هبوط الضغط المستمر

يُعرَف هبوط الضغط المستمر بأنه انخفاض غير طبيعي في ضغط الدم، بحيث يكون الضغط الانقباضي (أو الرقم الأعلى في قراءة الضغط) أقل من 90 ملم زئبقي، والضغط الانبساطي (أو الرقم السفلي) أقل من 60 ملم زئبقي. إذا استمر هذا الانخفاض بشكل مستمر أو متكرر، فقد يؤدي إلى شعور الشخص بدوار، وإغماء في بعض الأحيان، وقد يسبب في حالات أخرى أعراضاً أشد مثل الإعياء العام والضعف الشديد.

الأسباب الرئيسية لهبوط الضغط المستمر

1. الجفاف وفقدان السوائل

من أكثر الأسباب شيوعًا التي تؤدي إلى هبوط الضغط المستمر هو الجفاف، الذي يحدث عندما يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل. يمكن أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض حجم الدم، مما يقلل من ضغط الدم بشكل مباشر. الجفاف قد ينتج عن:

• التعرق الشديد: نتيجة للحرارة العالية أو ممارسة الرياضة.

• الإسهال أو القيء: مما يؤدي إلى فقدان السوائل والمعادن الأساسية.

• عدم شرب الكمية الكافية من الماء: خاصة في الأجواء الحارة أو خلال الأنشطة البدنية.

2. أمراض القلب

تؤثر أمراض القلب على قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة إلى أجزاء الجسم المختلفة، وبالتالي قد يتسبب ذلك في انخفاض ضغط الدم بشكل مستمر. من أبرز الأمراض القلبية التي تسبب هبوط الضغط:

• قصور القلب: عندما يكون القلب غير قادر على ضخ الدم بشكل كافٍ.

• النوبات القلبية: قد تضعف قدرة القلب على ضخ الدم.

• اضطرابات ضربات القلب: مثل الرجفان الأذيني أو البطيني، حيث تؤدي إلى انخفاض معدل تدفق الدم.

3. الاضطرابات الهرمونية

تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تنظيم ضغط الدم. أي اضطراب هرموني قد يؤدي إلى هبوط الضغط المستمر. من أبرز هذه الاضطرابات:

• قصور الغدة الدرقية: انخفاض مستوى الهرمونات الدرقية يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

• مرض أديسون: وهو نقص في إنتاج الهرمونات من الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

• انخفاض مستوى السكر في الدم: أو ما يُعرف بنقص سكر الدم، حيث يؤثر انخفاض سكر الدم على مستوى الضغط.

4. التغذية غير السليمة

تؤثر التغذية بشكل مباشر على صحة الدورة الدموية وضغط الدم. نقص بعض العناصر الغذائية قد يساهم في هبوط الضغط المستمر:

• نقص فيتامين B12: يؤثر نقص فيتامين B12 على إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الدم على نقل الأوكسجين.

• نقص حمض الفوليك: يؤدي إلى نقص في عدد خلايا الدم الحمراء.

• نقص الحديد: يسبب فقر الدم، مما ينعكس على انخفاض قدرة الدم على توزيع الأوكسجين.

5. الأدوية

تعتبر بعض الأدوية سببًا شائعًا لهبوط ضغط الدم المستمر، خاصة إذا كانت تؤثر على قدرة الجسم في تنظيم السوائل أو توسيع الأوعية الدموية. بعض الأدوية التي قد تسبب هبوط ضغط الدم تشمل:

• أدوية مضادة للاكتئاب: مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورإبينفرين.

• مدرات البول: التي تسبب فقدان السوائل من الجسم.

• أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم: قد تؤدي إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم إذا تم تناولها بشكل مفرط.

6. التمدد المفاجئ للأوعية الدموية

في بعض الحالات، قد يحدث تمدد مفاجئ في الأوعية الدموية مما يؤدي إلى انخفاض الضغط. يحدث ذلك عادة في حالات مثل:

• الحمل: في مرحلة الحمل، تحدث تغييرات هرمونية تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وبالتالي انخفاض الضغط.

• الجلوس أو الوقوف بسرعة: قد يؤدي الانتقال المفاجئ من وضعية الجلوس إلى الوقوف أو العكس إلى انخفاض سريع في ضغط الدم، وهو ما يعرف بالهبوط الموضعي.

7. أسباب عصبية وأمراض الجهاز العصبي

قد يؤثر الجهاز العصبي بشكل غير مباشر في التحكم في ضغط الدم، وتحديدا عند حدوث اضطرابات في الجهاز العصبي اللاإرادي، مما يؤدي إلى تذبذب في ضغط الدم. من أبرز هذه الأسباب:

• التوتر والقلق المزمن: قد يؤدي القلق المستمر إلى انخفاض أو اضطراب في ضغط الدم.

• الإصابات أو الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي: مثل الأورام أو السكته الدماغية.

العوامل التي تزيد من خطر هبوط ضغط الدم المستمر

1. التقدم في العمر

مع التقدم في العمر، يصبح الجسم أقل قدرة على التكيف مع التغيرات في ضغط الدم، خاصة عندما يتعلق الأمر بارتفاعه أو انخفاضه. الأشخاص المسنون أكثر عرضة لتطوير هبوط ضغط الدم بسبب تراجع كفاءة الأوعية الدموية وضعف نشاط النظام العصبي الذاتي.

2. التاريخ الطبي العائلي

إذا كان هناك تاريخ عائلي من اضطرابات ضغط الدم، فقد يكون الفرد أكثر عرضة للإصابة بهبوط ضغط الدم المستمر، خاصة في حالات مثل نقص إفراز الهرمونات أو أمراض القلب.

3. الحالات الصحية المزمنة

الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل مرض السكري، وأمراض الكلى، واضطرابات الغدة الدرقية، هم أكثر عرضة للإصابة بهبوط الضغط المستمر.

4. الراحة التامة أو قلة النشاط البدني

التوقف المفاجئ عن ممارسة الرياضة أو قلة النشاط البدني قد يؤدي إلى انخفاض الضغط المستمر، خاصة إذا كان الشخص معتادًا على ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

التعامل مع هبوط الضغط المستمر

يعد علاج هبوط ضغط الدم المستمر أمرًا يعتمد على السبب الرئيسي وراء الحالة. في بعض الحالات، يمكن إدارة الضغط المنخفض باستخدام تغييرات في نمط الحياة، بينما قد تتطلب الحالات الأخرى علاجًا طبيًا متخصصًا. من أهم الإجراءات التي يمكن اتخاذها:

• شرب السوائل بانتظام: يساعد تناول كميات كافية من الماء على منع الجفاف وزيادة حجم الدم، مما يساعد على رفع ضغط الدم.

• تناول الوجبات الصغيرة والمتكررة: تجنب تناول وجبات كبيرة قد يساعد في تقليل هبوط الضغط بعد الأكل.

• ممارسة الرياضة بشكل منتظم: تساعد التمارين الرياضية على تحسين الدورة الدموية وزيادة قوة القلب والأوعية الدموية.

• ارتداء الجوارب الضاغطة: يمكن أن تساعد الجوارب الضاغطة على تحسين الدورة الدموية والحد من تجميع الدم في الأطراف السفلى.

• تناول أدوية تحت إشراف طبي: في بعض الحالات قد يكون من الضروري تناول أدوية لرفع ضغط الدم أو لمعالجة الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الهبوط.

في النهاية، يعتبر هبوط الضغط المستمر مشكلة صحية تؤثر على العديد من الأفراد، ولا ينبغي تجاهلها. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يمكن أن يساعد في تجنب المضاعفات والحفاظ على جودة الحياة.