أسباب ظهور الكدمات وعلاجها

ظهور كدمات في الجسم: الأسباب والتشخيص والعلاج

تعد الكدمات من الأعراض التي قد يعاني منها العديد من الأشخاص، حيث تظهر في الجسم على شكل بقع ذات لون أزرق أو أسود أو أخضر أو أصفر، وقد تكون مصحوبة بألم. عادةً ما تتكون الكدمة عندما يتعرض الجلد أو الأنسجة الداخلية لضغط أو صدمة تؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة.

تظهر الكدمات على سطح الجسم نتيجة لعدة عوامل وتختلف أسبابها من إصابات طفيفة إلى حالات طبية أكثر تعقيداً. يختلف لون الكدمة مع مرور الوقت نتيجة لعملية الشفاء التي تحدث داخل الأنسجة المصابة. في هذا المقال، سنناقش الأسباب الرئيسية لظهور الكدمات، وكيفية تشخيصها، بالإضافة إلى طرق علاجها والوقاية منها.

1. أسباب ظهور الكدمات

أ. الإصابات الجسدية البسيطة

أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لظهور الكدمات هو التعرض لإصابة طفيفة. قد تحدث نتيجة لضربة أو اصطدام عرضي بجسم صلب مثل الحواف الحادة للأثاث، أو بسبب النشاط البدني المفرط. في هذه الحالة، يحدث نزيف في الأوعية الدموية الدقيقة تحت الجلد، مما يؤدي إلى ظهور الكدمة.

ب. اضطرابات تجلط الدم

بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات تجلط الدم، حيث يكون لديهم مشاكل في قدرة الدم على التجلط بشكل طبيعي. الأشخاص الذين يعانون من مرض الهيموفيليا، أو الذين يتناولون أدوية مضادة للتخثر مثل الوارفارين، قد يظهر لديهم كدمات بسهولة شديدة حتى من الإصابات البسيطة.

ج. التقدم في العمر

مع التقدم في العمر، تصبح الأوعية الدموية أكثر هشاشة، مما يجعل الجلد أرق وأقل قدرة على تحمل الصدمات. لذلك، قد يظهر كبار السن الكدمات بشكل متكرر حتى بدون التعرض لإصابة واضحة. ضعف الجلد والأوعية الدموية يزيد من احتمال حدوث النزيف تحت الجلد.

د. استخدام الأدوية

بعض الأدوية، مثل الأدوية المضادة للتخثر (مثل الأسبرين)، أو الستيرويدات، أو الأدوية التي تؤثر على الأوعية الدموية، قد تزيد من قابلية الجسم لتكوين الكدمات. الأدوية التي تؤثر على قدرة الدم على التجلط يمكن أن تجعل الجسم أكثر عرضة لهذه الكدمات.

هـ. الأمراض المزمنة

بعض الأمراض المزمنة مثل أمراض الكبد، والفشل الكلوي، وأمراض القلب، قد تؤدي إلى ظهور كدمات نتيجة لتأثيرها على الأوعية الدموية أو قدرة الجسم على التئام الجروح والنزيف. على سبيل المثال، في حالة مرض الكبد، قد يكون هناك نقص في البروتينات التي تلعب دورًا في تجلط الدم.

و. الأورام والأمراض السرطانية

السرطانات التي تؤثر على خلايا الدم أو الأنسجة الرخوة يمكن أن تكون أحد الأسباب المحتملة لظهور الكدمات. يمكن أن يؤدي وجود الأورام في الأنسجة أو الأوعية الدموية إلى هشاشة الأوعية الدموية أو زيادة النزيف الداخلي، مما يسبب الكدمات.

ز. الاضطرابات الوعائية

اضطرابات الأوعية الدموية مثل توسع الشعيرات أو التهاب الأوعية الدموية قد تسبب ضعف الأوعية الدموية وزيادة النزيف تحت الجلد. هذا يؤدي إلى ظهور كدمات حتى بدون إصابة فعلية.

ح. الإجهاد البدني المفرط

التمارين الرياضية العنيفة أو الإجهاد البدني المفرط يمكن أن يؤدي إلى تمزق الأوعية الدموية الصغيرة نتيجة الضغط على الأنسجة. في هذه الحالة، تتكون الكدمات بسبب حدوث تمزق في الأوعية الدموية بعد الجهد الكبير.

ط. التعرض للحرارة أو البرودة الشديدة

الحرارة أو البرودة الشديدة يمكن أن تؤدي إلى تلف الأوعية الدموية الصغيرة في الجلد. يمكن أن يحدث ذلك بسبب التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس الحارقة أو درجات الحرارة المنخفضة، وهو ما يمكن أن يسهم في ظهور الكدمات.

2. تشخيص الكدمات

غالباً ما يمكن تشخيص الكدمات عن طريق الفحص البصري للمريض وتاريخ الإصابة. ومع ذلك، في بعض الحالات التي تكون فيها الكدمات متكررة أو شديدة، قد يتطلب الأمر فحوصات طبية إضافية لتحديد السبب الرئيسي. قد تشمل هذه الفحوصات:

• الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص الكدمات وتحديد مدى شدتِها.

• اختبارات الدم: لتحديد إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات تجلط الدم أو أمراض مزمنة تؤثر على الأوعية الدموية.

• الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لتحديد ما إذا كانت هناك إصابات داخلية في الأنسجة.

3. علاج الكدمات

أ. الراحة والبرودة

في حالات الكدمات البسيطة الناتجة عن الإصابات الطفيفة، يمكن تخفيف الألم والورم باستخدام طريقة الراحة والضغط البارد. يتم وضع كمادات باردة أو أكياس ثلجية على الكدمة لمدة 15 إلى 20 دقيقة عدة مرات يومياً في الأيام الأولى بعد الإصابة.

ب. الرفع

رفع الجزء المصاب من الجسم يمكن أن يقلل من التورم ويزيد من سرعة الشفاء. من الأفضل رفع الساق أو الذراع المصابة بحيث تكون فوق مستوى القلب إذا أمكن.

ج. الأدوية المسكنة

يمكن استخدام الأدوية المسكنة للألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم المرتبط بالكدمة. ولكن يجب تجنب استخدام الأدوية المضادة للتخثر مثل الأسبرين في حالة وجود نزيف شديد.

د. التدليك والعلاج الطبيعي

في بعض الحالات، يمكن أن تساعد جلسات العلاج الطبيعي أو التدليك اللطيف على تسريع عملية الشفاء وتحفيز تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.

هـ. علاج الأمراض المزمنة

في حال كانت الكدمات ناتجة عن حالة طبية معينة مثل اضطراب في تخثر الدم أو أمراض الكبد أو السرطان، فإن علاج السبب الكامن هو الأساس. قد يتطلب الأمر تناول أدوية معينة مثل مميعات الدم أو العلاج الكيميائي لعلاج الأورام.

و. الضمادات والجبائر

في حالات الكدمات الكبيرة أو الإصابات الأكثر تعقيدًا، قد تكون هناك حاجة إلى وضع ضمادة أو جبيرة لتثبيت المنطقة المصابة وحمايتها.

4. الوقاية من الكدمات

الوقاية من الكدمات تعتمد على تجنب الإصابات والجروح، ولكن في بعض الحالات لا يمكن تجنبها بسبب الحالة الصحية أو العمر. مع ذلك، هناك بعض التدابير الوقائية التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر حدوثها:

• استخدام واقيات الجسم: عند ممارسة الرياضات العنيفة أو الأنشطة التي قد تتسبب في إصابات، من المهم استخدام واقيات الجسم مثل واقيات الركب والمرفقين.

• العناية بالبشرة: العناية الجيدة بالبشرة والجلد، خصوصًا في الأشخاص كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الكدمات.

• مراجعة الأدوية: إذا كانت الكدمات متكررة نتيجة للأدوية التي تتناولها، من الأفضل التحدث مع الطبيب بشأن تعديل الأدوية أو البحث عن بدائل.

5. الخلاصة

تعد الكدمات من الأعراض الشائعة التي يمكن أن تحدث نتيجة للإصابات الطفيفة أو بسبب مشاكل صحية أكثر تعقيدًا. تتفاوت أسباب ظهور الكدمات من شخص لآخر، ومن المهم تشخيص السبب الأساسي بدقة لتحديد العلاج المناسب. علاوة على ذلك، يجب على الأفراد توخي الحذر لتجنب الإصابات التي قد تؤدي إلى ظهور الكدمات، وفي حالة استمرار المشكلة أو ظهورها بشكل متكرر، يجب استشارة الطبيب لتحديد السبب وراء ذلك والعلاج الأنسب.