الشامات في الجسم: أسبابها وأسباب ظهورها
الشامات هي تكتلات جلدية صغيرة، بيضاوية أو دائرية الشكل، تظهر على سطح الجلد وتختلف في لونها وحجمها. تُعرف أيضاً بالوحامات، وهي شائعة جداً بين البشر وقد تظهر في أي مكان من الجسم، مثل الوجه، والذراعين، والظهر، وحتى القدمين. الشامات في العادة غير مؤلمة وغير ضارة، لكن مع ذلك، يظل من المهم مراقبة التغيرات التي قد تطرأ عليها، حيث قد تكون هناك بعض الأنواع التي تحتاج إلى تدخل طبي. يتناول هذا المقال الأسباب الكامنة وراء ظهور الشامات في الجسم، بالإضافة إلى عوامل الخطر المتعلقة بها، وكيفية العناية بها.
تعريف الشامات وأنواعها
الشامات هي خلايا جلدية مفرطة النمو نتيجة تكاثر الخلايا الصبغية (الميلانوسيتات) التي تحتوي على مادة الميلانين المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه. تتفاوت الشامات في الشكل والحجم واللون. بعضها تكون بنيّة، بينما البعض الآخر قد يكون أسود أو وردياً، وأحيانًا قد تكون أقرب إلى لون الجلد الطبيعي. يمكن أن تكون الشامات مسطحة أو مرتفعة عن سطح الجلد، وقد تحتوي على شعر أحيانًا.
تصنف الشامات إلى أنواع عدة، منها:
-
الشامات العادية: التي تظهر غالباً على شكل دوائر أو بيضاوية، وتكون ذات لون بني موحد.
-
الشامات الخلقية: وهي التي يولد بها الشخص، وغالبًا ما تظهر في مرحلة الطفولة أو في السنوات الأولى من الحياة.
-
الشامات المكتسبة: التي تظهر في مرحلة البلوغ نتيجة تعرض الجلد لأشعة الشمس أو التغيرات الهرمونية.
-
الشامات غير الطبيعية أو غير المنتظمة: هذه الشامات قد تكون أكثر عرضة للتحول إلى أورام سرطانية.
أسباب ظهور الشامات في الجسم
هناك عدة عوامل تؤدي إلى ظهور الشامات في الجسم، وهذه العوامل يمكن أن تتداخل وتساهم في تكوين الشامات بطرق مختلفة.
1. العوامل الوراثية
من بين أبرز الأسباب المؤدية لظهور الشامات في الجسم هي العوامل الوراثية. إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من وجود شامات كثيرة أو شامات غير عادية، فإن ذلك يزيد من احتمالية ظهور الشامات لدى الأفراد الآخرين من نفس الأسرة. يمكن أن تكون الجينات المسؤولة عن ميلانين الجلد هي المسؤولة عن كثرة الشامات أو عن نوعها.
2. التعرض لأشعة الشمس
التعرض المستمر والمفرط لأشعة الشمس هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى تكوّن الشامات، خصوصاً في المناطق المعرضة مباشرة لأشعة الشمس مثل الوجه، والرقبة، والذراعين. الأشعة فوق البنفسجية (UV) تساهم في زيادة إفراز الميلانين داخل خلايا الجلد مما يؤدي إلى ظهور بقع داكنة على سطح الجلد. هذه الشامات غالبًا ما تكون مكتسبة بعد فترة طويلة من التعرض للشمس، وقد يظهر بعضها في الأماكن التي تلامس فيها الجلد مباشرة الضوء، مثل الظهر أو الوجه.
3. التغيرات الهرمونية
تؤثر التغيرات الهرمونية في نمو وتطور الشامات. تظهر بعض الشامات في مرحلة الطفولة، بينما تظهر شامات أخرى خلال فترة البلوغ أو الحمل. الهرمونات مثل الاستروجين قد تؤثر على الخلايا الصبغية، مما يزيد من تكاثرها في مناطق معينة من الجلد، وبالتالي ظهور شامات جديدة. النساء، خاصة خلال فترات الحمل أو استخدام حبوب منع الحمل، قد يلاحظن ظهور شامات جديدة بسبب هذه التغيرات الهرمونية.
4. العوامل البيئية
تعتبر البيئة الخارجية أيضاً أحد العوامل المساهمة في ظهور الشامات. بالإضافة إلى الأشعة فوق البنفسجية من الشمس، قد يؤدي التعرض إلى الملوثات البيئية أو المواد الكيميائية إلى زيادة إنتاج الميلانين في الجلد، ما قد يتسبب في ظهور الشامات.
5. التعرض للإصابات الجلدية أو الحروق
من العوامل التي قد تساهم في ظهور الشامات هي الإصابات الجلدية أو الحروق. عند تعرض الجلد للإصابة أو الحرق، قد تحدث تغييرات في الخلايا الصبغية ما يؤدي إلى ظهور شامات في مكان الإصابة. هذا يمكن أن يشمل الكدمات أو الجروح التي تلتئم بعد التعرض للحرارة أو إصابات مؤلمة.
6. الشيخوخة
مع تقدم العمر، قد يظهر بعض الناس المزيد من الشامات نتيجة لتراكم التغيرات الجلدية المرتبطة بالعمر. في هذه الحالة، لا يكون الأمر مرتبطًا فقط بالتعرض لأشعة الشمس، بل أيضًا بتباطؤ عمليات تجديد الخلايا داخل الجلد، مما يجعل من السهل أن تظهر الشامات الجديدة مع مرور الوقت.
7. الإصابة ببعض الأمراض الجلدية
في بعض الأحيان، قد تكون بعض الأمراض الجلدية مؤشراً على ظهور الشامات أو تفاقم الحالة. أمراض مثل “الذئبة الحمراء” أو التهاب الجلد يمكن أن تؤدي إلى ظهور الشامات.
عوامل الخطر المرتبطة بالشامات
بينما يُعتبر ظهور الشامات في الجسم ظاهرة طبيعية في كثير من الحالات، هناك بعض العوامل التي قد تشير إلى خطر وجود حالة طبية تحتاج إلى العناية. فيما يلي بعض العوامل التي قد تدفع الشخص للبحث عن استشارة طبية بخصوص الشامة:
1. الشامات غير المتكافئة
تعد الشامات غير المتكافئة التي تحتوي على حدود غير منتظمة أو غير واضحة من العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة صحية.
2. تغيرات في الحجم أو اللون
إذا كانت الشامة تنمو بشكل ملحوظ أو يبدأ لونها بالتغير، سواء من بني إلى أسود أو من بني فاتح إلى داكن، فإنه من المهم التحقق من هذه التغيرات.
3. الشامات التي تنزف أو تسبب ألمًا
أي شامة تبدأ في النزيف أو تؤلم قد تكون دليلاً على وجود مشكلة صحية. يُفضل استشارة طبيب الجلدية في هذه الحالة.
4. الشامات التي تظهر بشكل مفاجئ
إذا ظهرت شامة جديدة على الجلد فجأة أو في مناطق غير شائعة مثل فروة الرأس أو راحة اليد، يجب استشارة الطبيب لتقييم هذا التغيير.
كيفية العناية بالشامات
في معظم الأحيان، تكون الشامات غير ضارة ويمكن تركها دون تدخل طبي. مع ذلك، هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها للوقاية من أي مضاعفات:
-
مراقبة الشامات بانتظام: يمكن للأشخاص فحص الشامات بشكل دوري للتأكد من عدم حدوث أي تغييرات في الحجم أو الشكل.
-
حماية الجلد من الشمس: من المهم حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية عن طريق استخدام واقي الشمس بشكل يومي، خاصة للأشخاص الذين لديهم شامات متعددة.
-
تجنب التلاعب بالشامات: يجب تجنب حك أو إزالة الشامات بنفسك، حيث أن ذلك قد يؤدي إلى تهيج الجلد أو نزيف.
-
استشارة الطبيب في حالة التغيرات: إذا لاحظت أي تغيرات غير طبيعية في شامة ما، يجب استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق.
الخاتمة
في الختام، تعد الشامات جزءًا طبيعيًا من الجسم وتظهر لأسباب متعددة تتراوح بين الوراثة والتعرض لأشعة الشمس إلى التغيرات الهرمونية. في معظم الحالات، لا تكون الشامات مشكلة صحية كبيرة، لكن من المهم مراقبتها بانتظام لضمان عدم تطور أي مشاكل صحية.
