أسباب ظهور الشامات الحمراء

الشامات الحمراء، التي يشار إليها علمياً بالوشم الوعائي أو الشامات الوعائية، هي نوع من العلامات الجلدية التي تظهر على سطح الجلد بشكل أحمر أو وردي نتيجة لتجمع الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد. تختلف هذه الشامات عن الشامات العادية (الملونة أو البنية) التي تكون ناتجة عن تجمع الخلايا الصبغية. ظهور هذه الشامات له أسباب متعددة تختلف باختلاف العمر، العوامل الوراثية، البيئة، والحالة الصحية العامة للفرد.

تعريف الشامات الحمراء وطبيعتها

الشامات الحمراء ليست مجرد تغيير في لون الجلد، بل هي تجمّع لأوعية دموية دقيقة ومرئية تحت سطح الجلد، قد تكون على شكل بقع حمراء صغيرة، أو خطوط دقيقة، أو أحياناً تورمات مرفوعة قليلاً. تختلف أشكالها وأحجامها باختلاف موقعها في الجسم والعوامل المؤثرة عليها.

تتشكل هذه الشامات نتيجة توسع أو تكاثر غير طبيعي في الأوعية الدموية تحت الجلد، ويمكن أن تظهر في أي عمر، لكن أكثر ظهورها شيوعاً يكون في فترة الطفولة أو مرحلة البلوغ المبكرة.

الأسباب الأساسية لظهور الشامات الحمراء

1. عوامل وراثية وجينية

تلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً في ظهور الشامات الحمراء، إذ أن بعض العائلات لديها ميل جيني لظهور مثل هذه الشامات. في حالات معينة، قد يكون هناك خلل جيني يؤثر على نمو الأوعية الدموية تحت الجلد، ما يؤدي إلى ظهور هذه العلامات.

2. التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية خاصة في فترات معينة مثل الحمل أو البلوغ قد تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وظهور الشامات الحمراء. زيادة هرمون الاستروجين خلال الحمل تعمل على زيادة تدفق الدم وتوسع الأوعية مما يجعل بعض الشامات الحمراء تظهر أو تزداد وضوحاً.

3. التعرض المستمر للشمس

التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية يؤثر على الجلد ويسبب تلفاً في الأوعية الدموية الصغيرة، مما يزيد من احتمالية ظهور الشامات الحمراء على الوجه واليدين وأماكن أخرى معرضة للشمس.

4. الشيخوخة الطبيعية

مع تقدم العمر، يفقد الجلد مرونته وتتوسع الأوعية الدموية الصغيرة، ما يؤدي إلى ظهور بقع حمراء أو شامات حمراء تظهر على سطح الجلد. تسمى هذه الشامات أحياناً بـ”شامات الشيخوخة”.

5. الإصابات الجلدية

أي إصابة أو التهاب في الجلد قد تسبب تلفاً أو توسعاً في الأوعية الدموية ما يؤدي إلى تكوّن شامات حمراء في المنطقة المصابة. كما أن بعض أنواع التقرحات أو الحروق قد تترك خلفها علامات حمراء.

6. الأمراض المزمنة والحالات الصحية

بعض الحالات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، أمراض الكبد، أو اضطرابات الأوعية الدموية قد تزيد من احتمالية ظهور الشامات الحمراء بسبب التأثير على جدران الأوعية الدموية.

7. الأدوية والعلاجات الطبية

تناول بعض الأدوية، مثل أدوية الكورتيزون أو أدوية العلاج الكيميائي، قد يؤدي إلى تغييرات في الأوعية الدموية تحت الجلد وظهور شامات حمراء كنتيجة جانبية.

8. أسباب أخرى وأقل شيوعاً

هناك أسباب نادرة لظهور الشامات الحمراء مثل الأورام الوعائية الخبيثة أو أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الأوعية الدموية، لكنها حالات استثنائية وتحتاج إلى تشخيص طبي دقيق.

أنواع الشامات الحمراء

الشامات الحمراء تظهر بأشكال مختلفة، وتختلف بحسب سبب ظهورها وعمقها:

• الشامات الوعائية الولادية (Hemangiomas): تظهر غالباً في فترة الطفولة المبكرة، وتكون نتيجة نمو غير طبيعي للأوعية الدموية في الجلد. هذه الشامات قد تكبر بسرعة ثم تقل تدريجياً مع مرور الزمن.

• شامات النقاط الحمراء (Cherry Angiomas): تظهر عادة عند البالغين، تكون على شكل نقاط حمراء صغيرة ناتجة عن تجمع الشعيرات الدموية، وغالباً ما تتواجد على الجذع والأطراف.

• شامات العنكبوت (Spider Angiomas): تظهر على شكل شبكة من الأوعية الدموية تشبه العنكبوت، غالباً على الوجه والعنق، وتزداد مع بعض الحالات الهرمونية أو أمراض الكبد.

التشخيص الطبي لظهور الشامات الحمراء

يتم التشخيص في العادة بواسطة الفحص البصري من قبل الطبيب المختص في الأمراض الجلدية، وفي بعض الحالات قد يستخدم الطبيب أجهزة تصوير مثل الديرماسكوبي (Dermatoscopy) لفحص تفاصيل الشامة. إذا شك الطبيب في وجود أمراض أخرى كامنة، قد يطلب فحوصات إضافية مثل الخزعة أو الفحوصات المخبرية.

الطرق العلاجية المتاحة للشامات الحمراء

تختلف طرق العلاج حسب نوع الشامة، حجمها، وموقعها، بالإضافة إلى أسباب ظهورها:

• العلاج بالليزر: هو أكثر العلاجات شيوعاً وفعالية، حيث يستهدف الأوعية الدموية المتوسعة ويؤدي إلى تلاشي الشامة تدريجياً دون أضرار للجلد المحيط.

• العلاج بالتجميد (الكريوتيرابي): يستخدم في بعض الحالات لتجميد الأوعية الدموية المسببة للشامة، لكن له آثار جانبية محتملة مثل تغير لون الجلد.

• الجراحة: نادراً ما يتم اللجوء للجراحة، إلا في حالات الشامات الكبيرة أو التي تسبب مشاكل وظيفية أو جمالية.

• العلاج بالأدوية: في حالات الشامات الولادية التي تنمو بسرعة، يمكن استخدام بعض الأدوية الخاصة التي تقلل من نمو الأوعية الدموية.

نصائح للعناية بالجلد والوقاية

على الرغم من أن بعض الشامات الحمراء غير قابلة للوقاية، فإن هناك مجموعة من الإجراءات التي تقلل من خطر ظهورها أو تفاقمها:

• الحد من التعرض المباشر لأشعة الشمس واستخدام واقي الشمس بانتظام.

• الحفاظ على ترطيب الجلد وتغذيته بشكل جيد.

• مراقبة التغيرات الجلدية بشكل دوري وطلب الاستشارة الطبية عند ظهور علامات جديدة.

• تجنب الإصابات الجلدية والالتهابات المتكررة.

• التحكم في الأمراض المزمنة التي قد تؤثر على الأوعية الدموية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري.

جدول مقارنة بين أنواع الشامات الحمراء

تأثير الشامات الحمراء على الصحة النفسية والاجتماعية

على الرغم من أن معظم الشامات الحمراء لا تسبب مشاكل صحية كبيرة، إلا أن وجودها على مناطق واضحة مثل الوجه أو اليدين قد يؤثر سلباً على ثقة الفرد بنفسه ومظهره الاجتماعي. في بعض الحالات، قد تكون هذه الشامات دافعاً للبحث عن علاج تجميلي لتحسين الحالة النفسية.

الخلاصة

الشامات الحمراء هي علامات جلدية ناتجة عن توسع أو تكاثر الأوعية الدموية تحت الجلد، وترتبط بعوامل وراثية، هرمونية، بيئية، وصحية متعددة. مع تقدم الطب، تتوفر عدة خيارات علاجية فعالة تتيح السيطرة على ظهورها وتقليل تأثيرها على المظهر الخارجي. الوقاية المبكرة والعناية بالجلد تبقى دائماً من أهم وسائل التقليل من ظهور هذه الشامات أو تفاقمها.

المصادر والمراجع:

1. James, W.D., Berger, T.G., Elston, D.M. (2015). Andrews’ Diseases of the Skin: Clinical Dermatology. Elsevier Health Sciences.

2. Bolognia, J.L., Schaffer, J.V., Cerroni, L. (2018). Dermatology. Elsevier.