أعراض فطريات الفم وعلاجها

أعراض فطريات الفم: تشخيص وعلاج

فطريات الفم، والمعروفة أيضًا بعدوى الخميرة الفموية أو مرض القلاع الفموي، هي حالة شائعة تصيب الغشاء المخاطي للفم، وتسبب مجموعة متنوعة من الأعراض المزعجة والمؤلمة. يُعتبر المسبب الرئيسي لهذه الفطريات هو نوع من الفطريات يُسمى “كانديدا ألبكانس”، وهو فطر ينتمي إلى مجموعة من الفطريات الطبيعية التي تعيش عادة في الجسم. في الظروف الطبيعية، يتم التحكم في نمو هذا الفطر بواسطة جهاز المناعة والبكتيريا الجيدة الموجودة في الجسم، لكن في بعض الحالات يمكن أن ينمو الفطر بشكل مفرط، مما يؤدي إلى الإصابة بعدوى فطرية.

الفطريات الفموية قد تصيب الأشخاص في جميع الأعمار، لكن هي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، مثل كبار السن، الأطفال الرضع، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة مثل الأدوية الكيميائية أو أدوية الستيرويد.

الأسباب الشائعة لفطريات الفم

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بفطريات الفم، ومن أبرزها:

1. ضعف الجهاز المناعي: مثلما يحدث عند الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو الذين يتلقون علاجًا مثبطًا للمناعة.

2. استخدام المضادات الحيوية: يمكن أن تقتل المضادات الحيوية البكتيريا الجيدة في الفم، مما يتيح للفطريات مثل كانديدا أن تنمو بشكل مفرط.

3. استخدام أطقم الأسنان: يمكن أن تساهم أطقم الأسنان غير الملائمة أو غير النظيفة في نمو الفطريات.

4. التدخين: يمكن أن يضعف التدخين جهاز المناعة ويؤدي إلى الإصابة بالفطريات.

5. الإصابة بأمراض مزمنة: مثل مرض السكري الذي يؤثر على مستويات السكر في الدم ويساهم في زيادة نمو الفطريات.

الأعراض الرئيسية لفطريات الفم

أعراض فطريات الفم يمكن أن تكون متنوعة وتعتمد على شدة العدوى وموضعها داخل الفم. في بعض الحالات، قد لا تكون هناك أعراض واضحة في المراحل المبكرة للعدوى، لكن مع تقدم العدوى تظهر الأعراض بشكل أكثر وضوحًا. إليك أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود فطريات في الفم:

1. ظهور بقع بيضاء على اللسان، الخدين، أو الحنك

تعد البقع البيضاء أو القشور التي تظهر على اللسان أو في الأجزاء الداخلية من الخدين من أكثر الأعراض شيوعًا. هذه البقع تكون غالبًا متكتلة أو لزجة، وتتميز بلونها الأبيض أو الأصفر. في بعض الأحيان، قد تظهر على اللثة أو الحنك أيضًا.

2. الألم أو الإحساس بالحرقان

يعاني المصابون بفطريات الفم عادة من شعور بالحرقان أو الألم في الفم، خاصة عند تناول الطعام أو الشراب. قد تكون هذه الأعراض مزعجة جدًا وتؤثر على قدرة الشخص على تناول الطعام بشكل طبيعي.

3. التهاب في الغشاء المخاطي للفم

في حالات فطريات الفم الشديدة، قد يحدث التهاب في الأنسجة المحيطة بالفم. قد يشعر الشخص بألم في الفم وتورم في المناطق المصابة.

4. صعوبة في البلع

قد تسبب الفطريات صعوبة في البلع بسبب الألم الذي يسببه وجود التقرحات أو البقع البيضاء. هذه الصعوبة قد تتراوح بين بسيطة إلى شديدة بناءً على شدة العدوى.

5. جفاف الفم أو شعور غير طبيعي في الفم

من الأعراض الشائعة أيضًا الشعور بجفاف الفم المستمر، مما يسبب صعوبة في التحدث أو تناول الطعام. يمكن أن يؤدي هذا الجفاف أيضًا إلى رائحة فم كريهة.

6. الدم في الفم أو النزيف

في بعض الحالات المتقدمة من فطريات الفم، يمكن أن يسبب الاحتكاك أو التهيج في الأنسجة الفموية نزيفًا طفيفًا عند فرك أو تحريك البقع البيضاء.

7. إحساس بطعم معدني أو غير طبيعي في الفم

العديد من المصابين بفطريات الفم يلاحظون تغيرًا في طعم الأطعمة أو شعورًا بطعم معدني أو مرير غير مريح. هذا التغيير في الطعم قد يكون من الأعراض المزعجة التي ترافق العدوى.

8. التهاب الحلق

في بعض الأحيان، يمكن أن تمتد العدوى إلى الحلق وتسبب التهابًا في الحنجرة. وهذا قد يؤدي إلى صعوبة في البلع وألم في الحلق.

تشخيص فطريات الفم

من المهم أن يتم التشخيص بواسطة طبيب متخصص في الأمراض الفموية أو طبيب الأسنان. التشخيص يعتمد بشكل أساسي على الأعراض الظاهرة على الفم، ويمكن أن يتطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية للتأكد من وجود الفطريات.

في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب أخذ عينة من الفم (مسحة فموية) لتحليلها في المختبر وتحديد نوع الفطريات المتسبب في العدوى. هذه الفحوصات قد تكون ضرورية إذا كانت الأعراض غير واضحة أو إذا كانت العدوى شديدة ومتكررة.

طرق العلاج

يختلف علاج فطريات الفم بناءً على شدة العدوى والأعراض المرتبطة بها. يمكن معالجة فطريات الفم بعدة طرق، ومنها:

1. الأدوية المضادة للفطريات

تعتبر الأدوية المضادة للفطريات هي العلاج الأساسي لفطريات الفم. يشمل ذلك الأدوية الفموية أو الموضعية التي تحتوي على مواد فعالة مثل “فلوكونازول” و”نystatin”، والتي تقاوم نمو الفطريات وتساعد في التخلص منها. قد يُوصف الدواء على شكل غسول فموي أو أقراص يتم تناولها عن طريق الفم.

2. مضادات الفطريات الموضعية

يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام مواد طبية موضعية مثل المراهم أو الجل الذي يوضع مباشرة على المناطق المتأثرة في الفم. هذه العلاجات تساعد في تقليل الالتهاب والسيطرة على العدوى.

3. العلاج بالأدوية المقررة للظروف الصحية الأخرى

إذا كانت فطريات الفم ناتجة عن حالة صحية أخرى مثل مرض السكري أو ضعف المناعة، قد يتضمن العلاج مراقبة هذه الحالة وتعديل الأدوية أو العلاجات المرتبطة بها.

4. العناية الشخصية

هناك بعض النصائح التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة أو تسريع الشفاء، مثل:

• الحفاظ على نظافة الفم بشكل جيد من خلال تفريش الأسنان بشكل منتظم.

• شرب كمية كافية من السوائل لتجنب جفاف الفم.

• تجنب استخدام أطقم الأسنان غير النظيفة أو التالفة.

• الابتعاد عن التدخين والمشروبات التي قد تهيج الفم.

الوقاية من فطريات الفم

من الضروري أن يتم اتباع بعض الخطوات الوقائية لتقليل خطر الإصابة بفطريات الفم، خصوصًا للأشخاص المعرضين بشكل أكبر للإصابة مثل مرضى السكري أو أولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة. بعض الخطوات الوقائية تشمل:

1. الحفاظ على نظافة الفم بشكل جيد.

2. تناول نظام غذائي متوازن يعزز من قوة الجهاز المناعي.

3. تجنب استخدام المنتجات التي قد تسبب تهيجًا للفم.

4. زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري لتشخيص أي مشكلات مبكرًا.

الخاتمة

تعد فطريات الفم من الأمراض التي يمكن علاجها بنجاح إذا تم اكتشافها في وقت مبكر واتباع العلاج المناسب. من خلال الحفاظ على نظافة الفم، وتناول الأدوية الموصوفة، ومراقبة الحالات الصحية المسببة، يمكن تقليل خطر الإصابة بهذا النوع من العدوى.