أسباب شخير الرجال أثناء النوم

لماذا يشخر الرجال أكثر من النساء خلال النوم؟

الشخير هو ظاهرة شائعة تحدث أثناء النوم، وتتمثل في إصدار أصوات اهتزازية بسبب تدفق الهواء عبر مجاري التنفس العليا. وعلى الرغم من أنه قد يكون من الطبيعي أن يشخر بعض الأشخاص بين الحين والآخر، إلا أن الدراسات قد أظهرت أن الرجال يشخرون بشكل أكثر تكراراً من النساء. في هذا المقال، سنستعرض العوامل المختلفة التي تساهم في هذه الظاهرة، مع التركيز على الأسباب البيولوجية، الفيزيولوجية، والسلوكية التي تجعل الرجال أكثر عرضة للشخير أثناء النوم.

1. الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء

تتمثل أولى العوامل التي تسهم في تفاوت معدل الشخير بين الجنسين في الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء. أولاً، يتمتع الرجال عادة بمسالك هوائية أوسع مقارنة بالنساء. ومع ذلك، قد يكون هذا السبب غير كافٍ لتفسير الظاهرة بالكامل، لذا يمكننا النظر في عدة جوانب بيولوجية أخرى.

1.1. الهيكل التشريحي للمجاري التنفسية

يتميز الهيكل التشريحي للرجال بوجود ممرات هوائية أوسع ولكن في الوقت نفسه أكثر عرضة للاسترخاء، خصوصًا أثناء النوم. تجدر الإشارة إلى أن الشخير يحدث عندما تتعرض أنسجة الحنجرة للانسداد أو الاهتزاز، مما يؤدي إلى إنتاج الأصوات. وبالمقارنة مع النساء، الذين يمتلكن ممرات تنفسية ضيقة نوعًا ما، يمتلك الرجال مساحة أوسع داخل الحلق والفم مما يزيد من احتمالية حدوث هذه الاهتزازات.

1.2. الهرمونات وتأثيرها على الشخير

تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في الجسم، ولا سيما في تنظيم عدة وظائف بيولوجية تؤثر على النوم والشخير. يُعتقد أن التستوستيرون، الهرمون الذكري، قد يساهم في ترخي العضلات في مجرى التنفس العلوي خلال النوم، ما يزيد من خطر الشخير. في المقابل، فإن مستويات الإستروجين لدى النساء تساعد في الحفاظ على مرونة الأنسجة المحيطة بالحنجرة والمجاري التنفسية، مما قد يقلل من احتمالية الشخير.

2. العوامل الفيزيولوجية والوظيفية

2.1. زيادة الوزن وتأثيره على الشخير

من العوامل الفيزيولوجية الرئيسية التي تساهم في تفشي الشخير لدى الرجال هو زيادة الوزن. يشير العديد من الدراسات إلى أن الرجال يميلون إلى زيادة الوزن بشكل أكبر في منطقة الرقبة والجزء العلوي من الجسم، مما يؤدي إلى ضغط أكبر على الممرات الهوائية أثناء النوم. إذا تراكمت الدهون حول الحلق والرقبة، يصبح هناك المزيد من العوائق التي يمكن أن تعوق تدفق الهواء، مما يزيد من احتمالية الشخير.

على العكس، النساء عادة ما يخزنن الدهون في مناطق مختلفة من الجسم مثل الوركين والفخذين، مما يقلل من تأثير السمنة على الشخير. وهذا يفسر بشكل جزئي سبب زيادة الشخير لدى الرجال مقارنة بالنساء الذين يعانون من السمنة.

2.2. تأثير الجنس على الأنسجة العضلية

يتأثر الشخير أيضًا بحجم الأنسجة العضلية التي تتحكم في الحنجرة، والتي تلعب دورًا حاسمًا في تنفس الشخص أثناء النوم. قد تكون الأنسجة العضلية لدى الرجال أكثر عرضة للاسترخاء بسبب التغيرات الطبيعية في العضلات التي تحدث مع التقدم في السن. كما أن النسيج العضلي في الحنجرة لدى الرجال قد يكون أقل مرونة، مما يسهم في الانسداد المؤقت للمجاري التنفسية ويسبب الشخير.

2.3. الشيخوخة وزيادة الشخير لدى الرجال

مع تقدم العمر، يزداد الشخير بشكل عام بسبب التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على الجسم. عند الرجال، تزداد احتمالية الشخير مع تقدمهم في السن بسبب الضعف التدريجي للعضلات المحيطة بالحلق، فضلاً عن انخفاض مرونة الأنسجة. وعادة ما يكون الرجال أكثر عرضة للشيخوخة المبكرة في هذه المناطق من النساء، ما يجعلهم أكثر عرضة للشخير.

3. العوامل السلوكية وطرق النوم

3.1. وضعيات النوم

تؤثر وضعية النوم بشكل كبير على احتمالية الشخير. يفضل العديد من الرجال النوم على ظهورهم، وهو الوضع الذي يعزز فرص انسداد مجاري الهواء بسبب تأثير الجاذبية على اللسان والأنسجة الرخوة في الحلق. هذه الوضعية هي الأكثر ارتباطًا بالشخير.

من ناحية أخرى، قد تكون النساء أكثر ميلًا للنوم على جوانبهن، وهو ما يقلل من فرص انسداد مجرى الهواء ويقلل من الشخير. لذلك، يمكن أن تكون العادات السلوكية في النوم عاملاً مؤثرًا في تفشي الشخير بين الرجال أكثر من النساء.

3.2. التدخين وتناول الكحول

يشير الباحثون إلى أن الرجال، كفئة، يميلون إلى التدخين وتناول الكحول بشكل أكبر من النساء. يعتبر التدخين من العوامل المهمة التي تساهم في تضيق المجاري التنفسية وزيادة التورم في الأنسجة المخاطية، ما يؤدي إلى تفاقم الشخير. كما أن الكحول يعمل على استرخاء العضلات في مجرى التنفس العلوي، مما يزيد من فرص انسداد الممرات الهوائية وبالتالي يؤدي إلى الشخير.

3.3. قلة النوم وأثرها على الشخير

إن قلة النوم قد تكون أحد العوامل الأخرى التي تسهم في زيادة الشخير. الرجال الذين يعانون من اضطرابات النوم أو الذين يحصلون على قسط أقل من النوم العميق يميلون إلى الشخير بشكل أكثر تكرارًا. يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة الاسترخاء غير الطبيعي للعضلات في الحلق والأنسجة المحيطة بها، ما يزيد من فرص الشخير.

4. الأمراض المرتبطة بالشخير

هناك العديد من الحالات المرضية التي قد تؤدي إلى زيادة فرص الشخير، ويميل الرجال إلى المعاناة منها أكثر من النساء. من بين هذه الحالات، نجد انقطاع التنفس أثناء النوم، وهي حالة طبية تتوقف فيها عملية التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم، ما يؤدي إلى الشخير المتكرر. الرجال أكثر عرضة للإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم مقارنة بالنساء بسبب اختلافات هيكلية في مجرى التنفس العلوي.

5. التعامل مع الشخير

يمكن تقليل الشخير من خلال بعض التعديلات في أسلوب الحياة. ينصح الخبراء بتجنب النوم على الظهر، التقليل من تناول الكحول والتدخين، بالإضافة إلى تحسين العادات الصحية مثل الحفاظ على وزن صحي والحصول على قسط كافٍ من النوم العميق. علاوة على ذلك، يمكن استخدام أجهزة خاصة مثل الأجهزة التي تثبت الفك السفلي أو أجهزة الضغط الإيجابي المستمر للمساعدة في الحد من الشخير.

6. التأثيرات الاجتماعية والنفسية للشخير

على الرغم من أن الشخير يعتبر حالة طبيعية إلى حد ما، إلا أنه قد يؤدي إلى توترات في العلاقات الاجتماعية والزوجية. في الكثير من الحالات، يؤثر الشخير على جودة نوم الشريك الآخر ويؤدي إلى مشكلات في العلاقة بسبب قلة النوم. في بعض الحالات، قد يشعر الشخص الذي يشخر بالحرج أو القلق حيال هذه المشكلة، ما يؤدي إلى تأثيرات نفسية قد تزيد من تأثير الظاهرة.

7. خاتمة

الشخير هو ظاهرة معقدة تتأثر بعدد من العوامل البيولوجية، الفيزيولوجية، والسلوكية. بينما يشخر كل من الرجال والنساء، إلا أن الرجال يعانون من هذه الظاهرة بشكل أكثر شيوعًا نتيجة للاختلافات الهيكلية والهرمونية، بالإضافة إلى بعض السلوكيات والعوامل الصحية التي تزيد من احتمالية حدوث الشخير. ومع ذلك، يمكن للرجال اتخاذ خطوات لتقليل الشخير وتحسين جودة النوم، سواء من خلال تغييرات في أسلوب الحياة أو باستخدام الأجهزة الطبية المساعدة.