أسباب خفقان القلب وطرق علاجه

خفقان القلب: أسبابه، تأثيراته، وطرق التعامل معه

يعتبر خفقان القلب من الظواهر الصحية التي قد تُثير القلق لدى العديد من الأفراد. يشير خفقان القلب إلى شعور الشخص بتسارع نبضات قلبه أو عدم انتظامها، وقد يُصاحب هذا الشعور أحيانًا تسرع في ضربات القلب أو خفقان قوي يشعر به الشخص في صدره أو حتى في رقبته أو حلقه. وعلى الرغم من أن خفقان القلب في العديد من الحالات قد يكون غير خطير، إلا أن هناك حالات قد تشير إلى وجود مشاكل صحية تستدعي الانتباه.

1. ما هو خفقان القلب؟

خفقان القلب هو شعور غير طبيعي بتسارع أو تذبذب في ضربات القلب. قد يشعر الفرد به كخفقان قوي في منطقة الصدر، أو كأن القلب يرفرف، أو حتى قد يشعر به كنبضات متقطعة. تتراوح مدة هذه الحالة من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق أو حتى ساعات، وقد يكون مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الدوخة أو ضيق التنفس أو التعب.

2. أسباب خفقان القلب

يمكن أن يكون لخفقان القلب عدة أسباب، بعضها غير مقلق بينما قد تكون بعض الأسباب الأخرى خطيرة وتستدعي التدخل الطبي.

2.1. الأسباب الفسيولوجية لخفقان القلب

في بعض الحالات، يكون خفقان القلب نتيجة لأسباب فسيولوجية تتعلق بالحالة البدنية أو العاطفية للشخص. من أبرز هذه الأسباب:

• التمارين الرياضية الشاقة: عند ممارسة الرياضة أو بذل مجهود بدني مكثف، يزداد تدفق الدم إلى الأعضاء المختلفة، مما يؤدي إلى تسارع في نبضات القلب.

• التوتر والقلق: القلق النفسي والتوتر العصبي من الأسباب الشائعة لخفقان القلب. قد يتسبب التوتر في زيادة إفراز هرمونات الإجهاد مثل الأدرينالين، مما يؤدي إلى تسارع ضربات القلب.

• التغيرات الهرمونية: خاصة عند النساء خلال فترات الحمل أو الطمث أو سن اليأس. الاضطرابات الهرمونية قد تؤثر على عمل القلب وتسبب خفقانًا مؤقتًا.

• استهلاك الكافيين أو المنشطات: الكافيين الموجود في القهوة أو المشروبات الغازية، بالإضافة إلى بعض المواد المنشطة الأخرى، يمكن أن يؤدي إلى تسارع نبضات القلب.

2.2. الأسباب المرضية لخفقان القلب

قد يكون خفقان القلب في بعض الأحيان ناتجًا عن حالات طبية تتطلب الرعاية الطبية. أبرز هذه الأسباب:

• اضطرابات نظم القلب: مثل الرجفان الأذيني، حيث يحدث تسارع غير طبيعي في ضربات القلب. هذه الحالات تستدعي استشارة طبية فورية لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية.

• ارتفاع ضغط الدم: يمكن أن يؤدي الضغط المرتفع المزمن إلى تحميل إضافي على القلب، مما يزيد من احتمال حدوث خفقان في القلب.

• مشاكل في الغدة الدرقية: سواء كانت الغدة الدرقية نشطة جدًا (فرط نشاط الغدة الدرقية) أو خاملة (قصور الغدة الدرقية)، فإن أي اضطراب في وظائفها يمكن أن يؤثر على ضربات القلب.

• فقر الدم: انخفاض مستويات الهيموجلوبين في الدم يمكن أن يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الجسم، مما يجعل القلب يعمل بشكل أكبر لتعويض ذلك، مما يؤدي إلى تسارع ضرباته.

• مشاكل في الصمامات القلبية: قد تؤدي بعض مشاكل الصمامات، مثل تضيق الصمام التاجي أو ارتجاعه، إلى خفقان القلب.

2.3. الأسباب المؤقتة وغير المرضية

بعض الأسباب قد تكون مؤقتة أو غير مرتبطة بمشاكل صحية كبيرة، لكنها قد تتسبب في إزعاج للشخص. على سبيل المثال:

• التغيرات في الوضعية: الانتقال المفاجئ من الاستلقاء إلى الوقوف أو العكس قد يسبب خفقانًا مؤقتًا في القلب.

• الحمل: التغيرات الجسدية في فترة الحمل، مثل زيادة حجم الدم وتغيير مستوى الهرمونات، يمكن أن تؤدي إلى زيادة في معدل ضربات القلب.

3. أعراض خفقان القلب

قد تكون أعراض خفقان القلب متنوعة، وتختلف شدتها حسب السبب الكامن وراءه:

• الشعور بتسارع نبضات القلب: يلاحظ الشخص زيادة في سرعة نبضات قلبه بشكل ملحوظ.

• الدوخة أو الإغماء: قد يصاحب خفقان القلب شعور بالدوار أو الإغماء، خاصة إذا كان سببه اضطراب في تدفق الدم أو نقص الأوكسجين.

• ضيق التنفس: عند تسارع ضربات القلب بشكل غير طبيعي، قد يشعر الشخص بصعوبة في التنفس.

• ألم في الصدر: في بعض الحالات، قد يصاحب خفقان القلب ألم في الصدر، وهو عرض يتطلب الرعاية الطبية الفورية.

4. تشخيص خفقان القلب

تشخيص خفقان القلب يعتمد على التاريخ الطبي للمريض والفحوصات اللازمة:

• التاريخ الطبي والفحص السريري: سيسأل الطبيب المريض عن الأعراض التي يعاني منها وعن العوامل التي قد تثير هذه الحالة.

• تخطيط القلب الكهربائي (ECG): يستخدم هذا الفحص لتحديد إذا كان هناك اضطراب في نظم القلب.

• مراقبة 24 ساعة: قد يتم استخدام جهاز مراقبة يقيس نبضات القلب طوال اليوم لملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في النشاط الكهربائي للقلب.

• تحاليل الدم: يمكن أن تشمل اختبارات لمستويات الهرمونات، أو فحص مستوى الهيموجلوبين للكشف عن فقر الدم.

• أشعة القلب: قد يتم إجراء الأشعة السينية أو الفحوصات بالموجات فوق الصوتية لفحص الصمامات أو بنية القلب.

5. علاج خفقان القلب

علاج خفقان القلب يعتمد على السبب الكامن وراءه. إليك بعض طرق العلاج المتاحة:

• الراحة والتقليل من التوتر: إذا كان خفقان القلب ناتجًا عن التوتر أو القلق، فإن أخذ قسط من الراحة وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق قد يساعد في تقليل الأعراض.

• تغيير نمط الحياة: تقليل استهلاك الكافيين أو تجنب المنشطات، وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يساعد في تحسين صحة القلب بشكل عام.

• الأدوية: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب أدوية لتنظيم ضربات القلب أو لعلاج الحالات المسببة للخفقان مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية.

• العلاج الكهربائي: في حالات اضطرابات نظم القلب الشديدة، قد يتطلب الأمر العلاج بالصدمة الكهربائية لإعادة تنظيم ضربات القلب.

• الجراحة: في الحالات المتقدمة التي تتضمن مشاكل هيكلية في القلب، قد تكون الجراحة هي الحل الأمثل، مثل إصلاح الصمامات أو زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب.

6. التأثيرات النفسية والجسدية لخفقان القلب

يمكن أن يؤدي خفقان القلب إلى تأثيرات نفسية كبيرة مثل القلق المستمر، والإحساس بالخوف، والتوتر. في الحالات المستمرة، قد يترتب على ذلك تأثيرات جسدية مثل الإرهاق العام وفقدان القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي. كما أن الخوف من الخفقان المتكرر قد يدفع الشخص إلى تجنب الأنشطة التي قد تزيد من تسارع ضربات القلب مثل الرياضة أو التفاعل الاجتماعي.

7. كيفية الوقاية من خفقان القلب

الوقاية من خفقان القلب تبدأ باتباع نمط حياة صحي يساهم في الحفاظ على صحة القلب. من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها:

• ممارسة النشاط البدني: الحفاظ على مستوى مناسب من النشاط البدني يساعد على تقوية القلب وتحسين صحته بشكل عام.

• تناول غذاء صحي: اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى تقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة.

• إدارة التوتر: تعلم تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا، التأمل، أو ممارسة الرياضة يمكن أن يساعد في الحد من القلق والتوتر.

• الفحص الدوري: زيارة الطبيب بانتظام للكشف عن أي مشكلات صحية قد تؤثر على صحة القلب.

خفقان القلب، على الرغم من كونه عرضًا شائعًا، إلا أنه يجب مراقبته بدقة، حيث يمكن أن يكون مؤشرًا على حالة صحية تتطلب العناية.