أسباب خفقان القلب وضيق التنفس
يعد خفقان القلب وضيق التنفس من الأعراض الشائعة التي يمكن أن يواجهها الإنسان في مختلف مراحل حياته. يتسبب هذان العرضان في شعور مزعج، وقد يرافقهما العديد من الحالات الصحية التي تتفاوت في شدتها وأسبابها. قد يتراوح شعور خفقان القلب من مجرد إيقاع غير منتظم أو سريع للقلب إلى إحساس قوي يمكن أن يرافقه دقات قاسية أو متسارعة بشكل مفاجئ، بينما يمكن أن يسبب ضيق التنفس الشعور بالاختناق أو الصعوبة في التنفس حتى أثناء القيام بأنشطة بسيطة.
فهم أسباب خفقان القلب وضيق التنفس يعتبر أمرًا مهمًا، لأن كلا العرضين قد يكونان دليلًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى اهتمام طبي عاجل أو متابعة مستمرة. لهذا سنستعرض في هذا المقال الأسباب المحتملة لهذه الأعراض، والتشخيصات الطبية المرتبطة بها، والعلاج الممكن.
1. أسباب خفقان القلب
خفقان القلب هو الإحساس بسرعة أو عدم انتظام في دقات القلب، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تكون مؤقتة أو مزمنة. يمكن أن يكون هذا الخفقان طبيعيًا في بعض الحالات مثل التمرين أو التوتر، أو قد يشير إلى حالة صحية أكثر خطورة. فيما يلي بعض الأسباب المحتملة لخفقان القلب:
1.1. الأنشطة البدنية الشاقة
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى خفقان القلب هو القيام بنشاط بدني مكثف. عندما يمارس الشخص تمارين رياضية أو يبذل مجهودًا بدنيًا، يحتاج القلب إلى ضخ الدم بشكل أسرع لتلبية احتياجات الجسم من الأوكسجين والطاقة. في هذه الحالات، يصبح خفقان القلب أمرًا طبيعيًا ولا يستدعي القلق.
1.2. القلق والتوتر
يشعر الكثير من الأشخاص بخفقان القلب نتيجة للقلق أو التوتر النفسي. في حالات مثل التوتر الشديد أو عند التعرض لضغط نفسي، ينشط جهاز “القتال أو الهروب” (Fight or Flight) في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة في مستويات الأدرينالين، وهي الهرمونات التي تؤدي إلى تسارع دقات القلب.
1.3. استهلاك المنبهات
الكافيين، النيكوتين، أو حتى بعض الأدوية يمكن أن تسبب زيادة في معدل ضربات القلب. على سبيل المثال، شرب القهوة بكميات كبيرة أو التدخين قد يؤديان إلى حدوث خفقان في القلب، خاصة لدى الأشخاص الذين يكونون حساسين لهذه المواد.
1.4. الاضطرابات القلبية
قد يكون خفقان القلب ناتجًا عن اضطرابات قلبية، مثل:
-
الرجفان الأذيني (Atrial Fibrillation): هو اضطراب في ضربات القلب يتسبب في تسارع أو عدم انتظام دقات القلب.
-
الخلل في وظائف الصمامات القلبية: وجود مشاكل في صمامات القلب يمكن أن يؤدي إلى خفقان متسارع.
-
الذبحات الصدرية أو النوبات القلبية: في بعض الحالات، قد يترافق خفقان القلب مع ألم في الصدر، وهو أمر يستدعي العناية الطبية الفورية.
1.5. الحالات الهرمونية
التغيرات الهرمونية، خاصة في حالات الحمل أو انقطاع الطمث، يمكن أن تؤدي إلى خفقان القلب. زيادة إفرازات الهرمونات مثل الأدرينالين أو الكورتيزول يمكن أن تؤثر على معدل ضربات القلب.
1.6. فقر الدم
فقر الدم هو حالة طبية تحدث عندما يكون عدد خلايا الدم الحمراء في الجسم منخفضًا، مما يؤدي إلى نقص الأوكسجين في الأنسجة. نتيجة لذلك، يعمل القلب بجهد أكبر لضخ الدم إلى الجسم، مما يؤدي إلى الشعور بالخفقان.
2. أسباب ضيق التنفس
ضيق التنفس أو الشعور بصعوبة في التنفس يمكن أن يحدث نتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب التي تتراوح من الحالات البسيطة إلى الحالات الصحية المعقدة التي تتطلب التدخل الطبي الفوري. إليك أهم الأسباب المحتملة لضيق التنفس:
2.1. الأمراض التنفسية
تعد الأمراض التنفسية من أكثر الأسباب شيوعًا لضيق التنفس. من هذه الأمراض:
-
الربو: هو اضطراب مزمن في الشعب الهوائية يؤدي إلى انقباض مجاري التنفس، مما يتسبب في صعوبة في التنفس والشعور بالاختناق.
-
التهاب الشعب الهوائية المزمن: يؤدي إلى تراكم المخاط في الرئتين، مما يسبب صعوبة في التنفس.
-
الانسداد الرئوي المزمن (COPD): وهو حالة مزمنة تؤثر على مجرى الهواء وتسبب ضيقًا في التنفس، خاصة عند النشاط البدني.
2.2. أمراض القلب
الحالات القلبية مثل قصور القلب أو النوبات القلبية قد تسبب ضيقًا في التنفس. في حالة قصور القلب، لا يتمكن القلب من ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الأعضاء، بما في ذلك الرئتين، مما يؤدي إلى تجمع السوائل في الرئتين وصعوبة في التنفس.
2.3. القلق والهجمات الذعرية
التعرض لحالات القلق أو الهجمات الذعرية يمكن أن يسبب شعورًا مفاجئًا بضيق التنفس. خلال نوبة الذعر، قد يشعر الشخص بصعوبة شديدة في التنفس، ويترافق ذلك مع تسارع في نبضات القلب، تعرق غزير، وأحيانًا دوار.
2.4. التغيرات في مستوى الأوكسجين في الدم
تغير مستويات الأوكسجين في الدم، مثل ما يحدث في حالات ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم أو نقص الأوكسجين، يمكن أن يسبب ضيق التنفس. قد يصاحب هذه الحالات أعراض أخرى مثل الشعور بالتعب أو الدوار.
2.5. الانسداد الرئوي
يحدث الانسداد الرئوي عندما يتراكم الهواء في الأنسجة الرئوية بسبب وجود كتلة أو جسم غريب أو التهاب، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس. قد يرافق ذلك أعراض مثل السعال المصحوب بالدم أو ألم في الصدر.
3. العلاقة بين خفقان القلب وضيق التنفس
في بعض الحالات، قد يحدث خفقان القلب وضيق التنفس معًا نتيجة لوجود حالة صحية تؤثر على القلب والرئتين في نفس الوقت. من أبرز هذه الحالات:
3.1. قصور القلب
عندما لا يستطيع القلب ضخ الدم بشكل فعال، يتراكم السائل في الرئتين، مما يؤدي إلى ضيق التنفس. هذا الوضع يترافق عادةً مع تسارع أو عدم انتظام في ضربات القلب، مما يسبب خفقان القلب.
3.2. الرجفان الأذيني مع ضعف القلب
الرجفان الأذيني هو نوع من أنواع اضطرابات القلب الذي يتسبب في دقات قلب غير منتظمة وسريعة، مما قد يؤدي إلى ضيق التنفس. عندما يصاب المريض بضعف في القلب، يضاف إلى ذلك تراكم السوائل في الرئتين، مما يؤدي إلى تدهور حالة التنفس بشكل أكبر.
3.3. الذبحات الصدرية أو النوبات القلبية
في حالات الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية، قد يعاني الشخص من ضيق التنفس وخفقان القلب بشكل متزامن. يؤدي انسداد الشرايين التاجية إلى تقليل تدفق الدم إلى القلب، مما يسبب تسارع دقات القلب كاستجابة لهذا التحدي، ويصاحب ذلك شعور بصعوبة في التنفس نتيجة لانخفاض الأوكسجين في الدم.
4. تشخيص خفقان القلب وضيق التنفس
يتطلب تشخيص الأسباب الكامنة وراء خفقان القلب وضيق التنفس زيارة الطبيب المختص. يبدأ الطبيب عادةً بتقييم التاريخ الطبي للمريض، ويُجرى العديد من الفحوصات لتحديد السبب الدقيق. تشمل هذه الفحوصات:
-
التخطيط الكهربائي للقلب (ECG): يستخدم لتقييم النشاط الكهربائي للقلب واكتشاف أي اضطرابات.
-
الأشعة السينية للصدر: لتقييم صحة الرئتين والكشف عن أي مشاكل مثل الالتهابات أو انسداد الأوعية الدموية.
-
فحوصات الدم: لفحص مستويات الأوكسجين في الدم وتشخيص فقر الدم أو أي اضطرابات أخرى.
-
اختبار إجهاد القلب: لاختبار قدرة القلب على التحمل تحت الضغط، وهذا يمكن أن يساعد في تشخيص الأمراض القلبية.
5. علاج خفقان القلب وضيق التنفس
يعتمد علاج خفقان القلب وضيق التنفس على السبب الكامن وراء الأعراض. في بعض الحالات، قد يتطلب العلاج دواءً مثل مضادات اضطراب ضربات القلب أو الأدوية التي تحسن من وظيفة القلب أو التنفس. من الإجراءات العلاجية الأخرى:
-
العلاج بالأوكسجين: لتحسين مستويات الأوكسجين في الدم.
-
إجراءات طبية مثل القسطرة القلبية أو الجراحة: في حالات الأزمات القلبية أو الأمراض القلبية الخطيرة.
-
التغييرات في نمط الحياة: مثل تقليل التوتر، تغيير النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني بشكل تدريجي.
