سبب حرقان البول عند الأطفال

حرقان البول عند الأطفال من المشاكل الصحية الشائعة التي تسبب انزعاجاً كبيراً للصغار ولأولياء أمورهم على حد سواء. هذه الحالة التي تعرف طبياً بعسر التبول، تمثل عرضاً لاضطرابات متعددة قد تتفاوت في شدتها وأسبابها، مما يجعل فهمها وتحديد مصدرها أمراً حيوياً لتقديم العلاج المناسب والفعال. في هذا المقال سنناقش بالتفصيل أسباب حرقان البول عند الأطفال، العوامل المساعدة على ظهوره، كيفية تشخيصه، والطرق الطبية والعلاجية المتبعة للتعامل معه بشكل صحيح.

طبيعة حرقان البول عند الأطفال

حرقان البول هو الشعور بالألم أو الحرقان أثناء التبول، وهو عرض شائع يعبر عن وجود التهاب أو تهيج في المسالك البولية أو الأعضاء المرتبطة بها. قد يصاحبه أعراض أخرى مثل كثرة التبول، الحاجة الملحة للتبول، تبول مؤلم، أو حتى ظهور دم في البول. تختلف أسباب هذا العرض بين الأطفال بناءً على أعمارهم، الجنس، والحالة الصحية العامة، لذا فإن التعرف على سبب الحرقان يساعد في الوقاية والعلاج.

الأسباب الرئيسية لحرقان البول عند الأطفال

1. التهاب المسالك البولية (Urinary Tract Infection – UTI)

يعد التهاب المسالك البولية السبب الأكثر شيوعاً لحرقان البول عند الأطفال، وخصوصاً لدى الإناث بسبب قرب فتحة المهبل من الشرج مما يسهل انتقال البكتيريا إلى مجرى البول. يحدث التهاب المسالك البولية عندما تتكاثر البكتيريا في الأعضاء البولية، مثل المثانة، الحالب، أو الكلى، مما يسبب التهابات تؤدي إلى الألم والحرقان أثناء التبول.

العوامل التي تزيد من خطر التهاب المسالك البولية:

• النظافة الشخصية السيئة.

• عدم التبول بانتظام.

• الإمساك المزمن الذي يضغط على المثانة.

• وجود مشاكل تشريحية في الجهاز البولي.

• استخدام حفاضات مبللة لفترات طويلة.

• الجماع عند الأطفال الأكبر سناً.

2. التهاب الفتحة البولية أو التهابات الأعضاء التناسلية الخارجية

تتسبب الالتهابات الفطرية أو البكتيرية في التهيج والاحمرار حول فتحة البول، ما يؤدي إلى شعور بحرقان عند التبول. في بعض الحالات، قد يكون السبب رد فعل تحسسي تجاه الصابون، المنظفات، أو الملابس الضيقة.

3. وجود حصوات في الجهاز البولي

يمكن لحصوات الكلى أو المثانة أن تسبب تهيجاً والتهاباً، مما يؤدي إلى الشعور بحرقان أثناء خروج البول. الحصوات قد تتكون نتيجة لتركيز البول أو اضطرابات في توازن المعادن.

4. الأمراض المنقولة جنسياً (عند الأطفال الأكبر سناً)

على الرغم من أن هذه الأسباب أقل شيوعاً في الأطفال الصغار، إلا أنها قد تسبب التهاب مجرى البول وظهور حرقان في البول، وخصوصاً في مرحلة المراهقة.

5. ردود الفعل التحسسية والتهيجية

تستخدم بعض المنتجات مثل المناديل المبللة أو الفوط الصحية المعطرة، والتي تحتوي على مواد كيميائية قد تهيج الجلد الحساس حول فتحة البول، مسببة حرقان.

6. الجفاف وقلة شرب السوائل

عندما يقل تناول السوائل، يصبح البول مركزاً بشكل أكبر، مما يزيد من حدة التهيج في المسالك البولية ويؤدي إلى الشعور بالحرقان.

7. بعض الأمراض المزمنة والحالات الطبية

• داء السكري: يؤدي إلى ضعف المناعة وزيادة خطر الإصابة بالتهابات.

• السكري الكاذب: قد يؤدي إلى كثرة التبول وجفاف الأغشية.

• الاضطرابات العصبية: التي تؤثر على عمل المثانة.

• السرطان: نادراً ما يصيب الأطفال، لكنه قد يسبب أعراض مشابهة.

الأعراض المصاحبة لحرقان البول عند الأطفال

حرقان البول لا يحدث عادة بمفرده، بل يرتبط بسلسلة من الأعراض التي تدل على طبيعة المرض المسبب:

• زيادة تواتر التبول.

• ألم أو ضغط في أسفل البطن.

• تبول مؤلم يصاحبه نزيف في بعض الحالات.

• حرارة مرتفعة مع قشعريرة في حالة الالتهاب البكتيري الحاد.

• تغير لون ورائحة البول.

• قد يعاني الطفل من فقدان الشهية والتهيج العام.

التشخيص الطبي لحرقان البول عند الأطفال

تشخيص السبب وراء حرقان البول يتطلب إجراء فحوصات دقيقة تشمل:

• تحليل البول: للكشف عن وجود بكتيريا، خلايا دم بيضاء أو حمراء، أو مكونات غير طبيعية.

• زرع البول: لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى وتحديد العلاج المناسب.

• تصوير الجهاز البولي: مثل السونار أو الأشعة، للكشف عن التشوهات أو الحصوات.

• فحص الدم: في بعض الحالات للتحقق من وجود التهاب أو أمراض أخرى.

• فحص الحالة العامة: لتقييم الحالة الصحية والتاريخ الطبي للطفل.

طرق علاج حرقان البول عند الأطفال

العلاج يختلف بناءً على السبب الرئيسي، ويشمل:

العلاج الدوائي

• المضادات الحيوية: تستخدم بشكل أساسي لعلاج التهابات المسالك البولية، ويجب الالتزام بالمدة المحددة من قبل الطبيب لمنع المقاومة البكتيرية.

• مضادات الفطريات: في حالة وجود التهاب فطري.

• مسكنات الألم: للتخفيف من الأعراض مؤقتاً.

• علاج التحسس: في حال كان السبب تهيجياً نتيجة استخدام مواد كيميائية.

التدابير المنزلية

• تشجيع الطفل على شرب كميات كبيرة من الماء لترطيب المسالك البولية وتخفيف تركيز البول.

• الحرص على النظافة الشخصية الجيدة، خاصة عند الفتيات.

• تجنب استخدام الصابون المعطر أو المنتجات التي قد تسبب تهيجاً.

• تغيير الحفاضات بشكل متكرر.

• ارتداء ملابس قطنية فضفاضة تسمح بتهوية المنطقة التناسلية.

العلاج الجراحي

نادرًا ما يكون ضرورياً، لكنه قد يوصى به في حال وجود تشوهات تشريحية أو حصوات كبيرة لا يمكن علاجها بالأدوية.

الوقاية من حرقان البول عند الأطفال

الوقاية تلعب دوراً محورياً في الحد من حدوث حرقان البول، وتتضمن:

• تعليم الأطفال النظافة الشخصية الصحيحة منذ الصغر.

• شرب كميات كافية من السوائل.

• التبول بانتظام وعدم كبح البول.

• الاهتمام بالعناية بالمنطقة التناسلية وتغيير الحفاضات باستمرار.

• استخدام منتجات مخصصة للأطفال خالية من المواد الكيميائية المهيجة.

• متابعة حالات الإمساك المزمن وعلاجه بشكل فعال.

تأثير حرقان البول على صحة الطفل

الإهمال في علاج حرقان البول قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل انتشار العدوى إلى الكلى، التي قد تسبب التهاب الكلية أو خراجاً، وبالتالي تؤثر على وظائف الكلى بشكل دائم. لذلك يعتبر التشخيص المبكر والعلاج الفوري من العوامل الحيوية للحفاظ على صحة الطفل.

ملخص الجدول لأسباب حرقان البول عند الأطفال

يظهر أن حرقان البول عند الأطفال حالة شائعة لكنها متعددة الأسباب، تتطلب اهتماماً خاصاً في التشخيص والعلاج. الالتزام بالنظافة الصحية وتوفير بيئة مناسبة لطفلك يمكن أن يقلل كثيراً من احتمالية الإصابة بهذا العرض المزعج، كما أن التدخل الطبي المناسب والفعال يقي من المضاعفات الخطيرة ويضمن راحة الطفل وصحته العامة.

المصادر

1. Mayo Clinic – Urinary Tract Infection (UTI) in Children
   
   https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/urinary-tract-infection-uti-in-children/symptoms-causes/syc-20353449

2. American Academy of Pediatrics – Diagnosis and Management of Urinary Tract Infections in Children
   
   Pediatrics. 2011;128(3):595-610.