أسباب النعاس المستمر نهاراً

7 أسباب تقف وراء الشعور بالنعاس خلال النهار

يعاني الكثير من الأشخاص من الشعور بالنعاس خلال النهار، وهو شعور قد يكون محبطًا للغاية ويؤثر على الإنتاجية والأداء اليومي. قد يكون النعاس عرضًا غير مرغوب فيه، لكنه في العديد من الحالات يعد مؤشرًا على وجود مشكلة صحية أو نمط حياة غير متوازن. إذا كنت تشعر بالتعب المستمر خلال النهار، فإن هذا المقال يسلط الضوء على 7 أسباب قد تساهم في الشعور بالنعاس المستمر.

1. الحرمان من النوم

أحد الأسباب الرئيسية للشعور بالنعاس خلال النهار هو الحرمان من النوم أو النوم غير الكافي. يحتاج الجسم البشري إلى حوالي 7 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة من أجل الحصول على الراحة التي يحتاجها. عند قلة ساعات النوم أو النوم المتقطع، يواجه الشخص صعوبة في الاستيقاظ بنشاط، ويشعر بتعب مستمر طوال اليوم. ينظم النوم صحة الجسم والعقل بشكل عام، ويؤثر نقصه في القدرة على التركيز والأداء الجسدي والعقلي.

أظهرت العديد من الدراسات أن قلة النوم لا تقتصر على إبطاء التفكير فحسب، بل تؤدي أيضًا إلى انخفاض في القدرة على اتخاذ القرارات، وتعزز من ظهور القلق والاكتئاب. غالبًا ما يواجه الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة شعورًا مستمرًا بالنعاس أثناء النهار، كما أنهم يعانون من قلة النشاط والطاقة.

2. اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم

توقف التنفس أثناء النوم هو اضطراب شائع قد يؤدي إلى النوم غير المتواصل، ما ينتج عنه استيقاظ الشخص بشكل متكرر خلال الليل. يعاني المصابون بتوقف التنفس أثناء النوم من توقف مؤقت للتنفس أثناء النوم بسبب انسداد في مجرى الهواء العلوي. قد يمر الشخص بهذا الاضطراب دون أن يدركه، حيث يؤدي إلى قلة نوعية النوم على الرغم من النوم لفترات طويلة.

تسبب هذه الحالة زيادة في الشعور بالنعاس نهارًا، حيث يكون الشخص في حالة نوم غير مريحة وغير كافية. يمكن أن تؤدي اضطرابات النوم الأخرى مثل الأرق أيضًا إلى نفس النتيجة. من أجل تشخيص هذا الاضطراب، يمكن للفرد الخضوع لدراسة النوم التي تساعد في تحديد وجود مشاكل في التنفس أثناء النوم.

3. التغذية غير السليمة

الغذاء الذي يتناوله الشخص له تأثير كبير على مستويات الطاقة خلال النهار. النظام الغذائي الغني بالكربوهيدرات المكررة، السكر، والأطعمة الدهنية قد يؤدي إلى شعور بالتعب والنعاس. على سبيل المثال، تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر يؤدي إلى ارتفاع سريع في مستويات السكر في الدم، مما يعقبه انخفاض حاد في الطاقة، مما يسبب الشعور بالتعب والنعاس.

إضافة إلى ذلك، تناول الطعام بكميات كبيرة في وقت متأخر من اليوم يمكن أن يزيد من الشعور بالنعاس. عندما يأخذ الجسم وقتًا طويلاً في هضم الطعام، يوجه الدم إلى الجهاز الهضمي مما يقلل من تدفقه إلى الدماغ. هذا التغير في توزيع الدم في الجسم قد يسبب انخفاضًا في اليقظة والتركيز. من الأفضل تناول وجبات متوازنة تحتوي على الألياف، البروتينات الصحية، والدهون الجيدة التي توفر طاقة مستدامة.

4. نقص النشاط البدني

قلة النشاط البدني تؤدي إلى الشعور بالنعاس والتعب خلال النهار. عندما لا يتحرك الجسم بما فيه الكفاية، يقل تدفق الدم إلى الأنسجة والأعضاء الحيوية، ما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب. يعد النشاط البدني اليومي أساسًا لتنشيط الدورة الدموية وتحسين مستوى الطاقة في الجسم. يمكن أن يحسن التمرين المنتظم من نوعية النوم ويزيد من مستويات الأوكسجين في الدم، مما يساعد الجسم على الاستيقاظ نشطًا.

إذا كنت تجلس لساعات طويلة في مكان واحد، قد تشعر بالنعاس نتيجة لانخفاض مستويات النشاط البدني. على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية قد تبدو مرهقة، فإنها في الواقع تساعد على زيادة مستويات الطاقة على المدى الطويل، مما يؤدي إلى تقليل الشعور بالنعاس.

5. التوتر والقلق

التوتر النفسي والقلق يمكن أن يكون لهما تأثير عميق على مستويات الطاقة والنوم. عندما يكون الشخص تحت ضغط مستمر أو يعاني من القلق، يتم إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والتي تؤثر على جودة النوم. يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى صعوبة في النوم المريح والعميق، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب الشديد خلال النهار.

بالإضافة إلى ذلك، قد يكون القلق مرتبطًا بالعديد من الأعراض الجسدية الأخرى التي تسهم في الشعور بالتعب، مثل الصداع، وألم العضلات، واضطرابات المعدة. يمكن أن يساعد تقليل التوتر باستخدام تقنيات مثل التأمل، التنفس العميق، أو ممارسة اليوغا في تحسين نوعية النوم وتقليل الشعور بالنعاس.

6. الاستخدام المفرط للكافيين

رغم أن الكافيين قد يساعد في تعزيز اليقظة والطاقة على المدى القصير، فإن الإفراط في استهلاكه يمكن أن يؤدي إلى آثار عكسية. استخدام الكافيين بكثرة خلال النهار قد يسبب زيادة في الأرق وصعوبة في النوم ليلاً، ما يؤدي إلى انخفاض جودة النوم والشعور بالتعب خلال اليوم التالي. كما أن الأشخاص الذين يعتمدون على الكافيين بشكل مفرط قد يعانون من انخفاض مستويات الطاقة بمجرد أن يبدأ تأثير الكافيين في التلاشي.

من الأفضل تقليل تناول المشروبات المحتوية على الكافيين في الساعات المتأخرة من اليوم وتركز على شرب الماء والعصائر الصحية لتعزيز الطاقة دون التأثير على جودة النوم.

7. الأمراض المزمنة والأدوية

بعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، الأمراض القلبية، واضطرابات الغدة الدرقية يمكن أن تؤدي إلى التعب المستمر والنعاس. على سبيل المثال، الأشخاص الذين يعانون من انخفاض نشاط الغدة الدرقية قد يواجهون مشاكل في الطاقة والتركيز طوال اليوم. كما أن بعض الأدوية التي يتم تناولها لعلاج الأمراض المزمنة قد تتسبب في آثار جانبية تشمل النعاس المستمر.

الأدوية المهدئة، مضادات الاكتئاب، وأدوية علاج الحساسية قد تحتوي على مكونات تؤدي إلى الشعور بالنعاس. إذا كنت تشعر بالنعاس بشكل مستمر وقد تكون الأدوية سببًا لذلك، فمن الأفضل استشارة الطبيب لتعديل الجرعات أو استبدال الأدوية بأخرى.

خاتمة

الشعور بالنعاس خلال النهار ليس مجرد عرض مزعج، بل قد يكون مؤشراً على مشاكل صحية أو سلوكية تتطلب الاهتمام. من خلال إدارة النوم بشكل صحيح، تحسين النظام الغذائي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، وتقليل التوتر، يمكن للفرد أن يخفف من هذا الشعور بشكل فعال. في حال استمر الشعور بالنعاس بشكل غير طبيعي، من المهم استشارة طبيب مختص للبحث عن السبب الجذري ومعالجته بشكل مناسب.