الخراج السني: الأسباب والعلاج

الخراج السني: أسبابه وأعراضه وعلاماته وعلاجه

الخراج السني هو عبارة عن تجمع صديدي يحدث نتيجة لعدوى بكتيرية في جذور الأسنان أو الأنسجة المحيطة بها. يمكن أن يصيب الخراج السني الأسنان العلوية أو السفلية، ويعتبر من المشاكل الشائعة التي يعاني منها الكثيرون. عادة ما يحدث الخراج بسبب تسوس الأسنان أو التهاب اللثة، ولكنه يمكن أن يظهر نتيجة للعديد من الأسباب الأخرى. سنتناول في هذا المقال أسباب الخراج السني، الأعراض والعلامات التي تدل على حدوثه، بالإضافة إلى خيارات العلاج المتاحة.

1. أسباب الخراج السني

يتشكل الخراج السني نتيجة لتراكم البكتيريا في داخل الأسنان أو في الأنسجة المحيطة بها، مما يؤدي إلى حدوث التهاب حاد يتسبب في تجمع صديدي. يمكن أن تنشأ هذه البكتيريا نتيجة لأسباب عدة:

1.1 تسوس الأسنان

يعد تسوس الأسنان من الأسباب الأكثر شيوعًا لخراج الأسنان. عندما يترسب البلاك (البكتيريا) على الأسنان وتبدأ في تدمير طبقة المينا، تبدأ العدوى في اختراق الأنسجة الداخلية للأسنان، مثل العاج والعصب، مما يخلق بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا وتشكيل الخراج.

1.2 إصابة الأسنان

الإصابة المباشرة للأسنان، سواء كان ذلك نتيجة لحادث أو ضرب، قد تؤدي إلى تلف الأسنان وفتح قناة إلى الأنسجة الداخلية، مما يعرضها للبكتيريا ويزيد من احتمالية الإصابة بالخراج السني.

1.3 التهاب اللثة (التهاب الأنسجة المحيطة بالأسنان)

التهاب اللثة هو حالة شائعة تسببها البكتيريا الموجودة في الفم والتي قد تؤدي إلى تكون خراج في الأنسجة اللثوية المحيطة بالأسنان.

1.4 جراحة الأسنان

بعض إجراءات جراحة الأسنان، مثل خلع الأسنان أو علاج قناة الجذر، قد تؤدي إلى دخول البكتيريا إلى جذور الأسنان أو الأنسجة المحيطة، مما يسبب تكوّن خراج سني.

1.5 ضعف الجهاز المناعي

الأفراد الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل مرضى السكري أو المصابين بأمراض مزمنة أخرى، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والخراجات السنية.

2. أعراض وعلامات الخراج السني

تختلف الأعراض باختلاف مكان الخراج ومرحلته، ولكن هناك بعض الأعراض المشتركة التي يمكن أن تظهر لدى معظم الأشخاص المصابين بالخراج السني. غالبًا ما يشعر المريض بألم شديد أو ضغط في المنطقة المصابة. إليك أبرز الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى وجود خراج سني:

2.1 الألم الحاد والمستمر

يعد الألم السني الشديد والمستمر أحد أكثر الأعراض وضوحًا للخراج السني. غالبًا ما يكون الألم شديدًا لدرجة أنه يعيق الأنشطة اليومية مثل الأكل أو التحدث. يزداد الألم عند المضغ أو عند ملامسة الأسنان المصابة.

2.2 تورم في اللثة

قد يظهر تورم في اللثة أو في الوجه بشكل عام حول المنطقة المصابة. يمكن أن يكون التورم مؤلمًا ويزداد في الحجم مع مرور الوقت إذا تركت العدوى دون علاج.

2.3 تغير في لون الأسنان

في حالة وجود خراج سني في جذور الأسنان، قد تتغير لون السن ليصبح داكنًا أو مائلًا إلى الرمادي. هذا التغير في اللون يحدث نتيجة لتدمير الأنسجة الداخلية للأسنان بسبب العدوى.

2.4 الصديد أو القيح

أحد أبرز العلامات على وجود خراج سني هو خروج الصديد أو القيح من فتحة بالقرب من اللثة أو الأسنان المصابة. في بعض الحالات، يمكن أن يخرج القيح من الجيوب اللثوية أو عبر أنبوب متصل بجذر السن.

2.5 رائحة كريهة من الفم

يمكن أن تسبب العدوى السنية خروج رائحة كريهة من الفم، حيث تنبعث الروائح نتيجة للبكتيريا الموجودة في الخراج السني والمواد الصديدية.

2.6 الحمى

في حالات الخراجات السنية الكبيرة أو المتقدمة، قد يعاني الشخص من الحمى كجزء من الاستجابة الالتهابية لجهاز المناعة في الجسم لمكافحة العدوى.

3. تشخيص الخراج السني

عند زيارة الطبيب أو طبيب الأسنان، يتم إجراء فحص شامل لتشخيص الخراج السني. يعتمد التشخيص على الأعراض والعلامات التي يعاني منها المريض، ولكن قد يلجأ الطبيب أيضًا إلى بعض الفحوصات الإضافية مثل:

3.1 الأشعة السينية

تعتبر الأشعة السينية أداة رئيسية في تشخيص الخراج السني. من خلال الأشعة، يمكن للطبيب أن يرى ما إذا كانت العدوى قد انتشرت إلى الأنسجة المحيطة أو إلى جذور الأسنان.

3.2 الفحص السريري

يفحص طبيب الأسنان اللثة والأسنان المصابة بشكل دقيق، وقد يضغط على المنطقة لمعرفة مدى الألم ومدى تورم الأنسجة.

3.3 عينة من الصديد

في بعض الحالات المتقدمة، قد يطلب الطبيب أخذ عينة من الصديد الموجود في الخراج لتحليلها وتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى، مما يساعد في اختيار العلاج المناسب.

4. علاج الخراج السني

يعتمد العلاج على حجم الخراج ودرجة الإصابة. قد يتطلب العلاج تدخلًا جراحيًا في بعض الحالات، بينما يمكن أن تكون الأدوية كافية في حالات أخرى. إليك أبرز خيارات العلاج المتاحة:

4.1 تصريف الخراج (فتح الخراج)

أحد الطرق الأكثر شيوعًا لعلاج الخراج السني هو تصريف الصديد من المنطقة المصابة. يقوم طبيب الأسنان بإجراء شق صغير في الخراج للسماح بتصريف القيح، مما يقلل من الضغط والألم.

4.2 علاج قناة الجذر

في بعض الحالات، يحتاج المريض إلى علاج قناة الجذر، حيث يتم إزالة العصب التالف من داخل السن وتنظيف القناة من البكتيريا المسببة للعدوى، ثم حشوها بمادة خاصة لمنع عودة العدوى.

4.3 المضادات الحيوية

في حالة وجود عدوى بكتيرية، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية للحد من انتشار العدوى. يعتمد نوع المضاد الحيوي على البكتيريا المسببة للعدوى.

4.4 خلع الأسنان

إذا كانت العدوى قد دمرت السن بشكل كامل، قد يقرر الطبيب خلع السن المصاب لمنع انتشار العدوى إلى الأنسجة المحيطة.

4.5 مسكنات الألم

لتخفيف الألم الناتج عن الخراج السني، قد يوصي الطبيب بتناول مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول، التي تساعد في تقليل الألم والالتهاب.

5. الوقاية من الخراج السني

تعد الوقاية هي أفضل وسيلة لتجنب الخراجات السنية. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالخراج السني:

5.1 الحفاظ على نظافة الفم والأسنان

يعد تنظيف الأسنان بانتظام باستخدام فرشاة أسنان ومعجون يحتوي على الفلورايد من أبرز العوامل التي تساهم في الوقاية من التسوس والعدوى.

5.2 زيارة طبيب الأسنان بانتظام

يجب زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري للفحص والتنظيف، وذلك لتجنب تراكم البكتيريا في الفم واللثة التي قد تؤدي إلى الخراج السني.

5.3 تجنب الأطعمة السكرية

الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر تساهم في نمو البكتيريا في الفم، مما يزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان والخراج السني.

5.4 علاج أي مشاكل أسنان مبكرًا

من المهم معالجة أي مشاكل في الأسنان، مثل التسوس أو التهاب اللثة، في مراحلها المبكرة قبل أن تتفاقم وتسبب مشاكل أكبر مثل الخراجات السنية.

6. الختام

يعد الخراج السني من الحالات الصحية المزعجة التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا تركت دون علاج. من خلال الفحص المبكر والعلاج المناسب، يمكن الوقاية من تطور الحالة وتخفيف الألم بشكل فعال. الحفاظ على صحة الفم والأسنان من خلال النظافة الجيدة وزيارات منتظمة لطبيب الأسنان يسهم بشكل كبير في الوقاية من هذه المشكلة المؤلمة.