5 أسباب وراء اضطراب الدورة الشهرية

تعد الدورة الشهرية من العمليات البيولوجية الطبيعية التي تحدث في جسم المرأة كل شهر، ولكن هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى اضطراب هذه الدورة. يعد اضطراب الدورة الشهرية من المشكلات الشائعة التي تعاني منها العديد من النساء في مختلف المراحل العمرية. يتراوح تأثير هذا الاضطراب من تغيير بسيط في مواعيد الدورة إلى مشكلات صحية خطيرة تؤثر على الصحة العامة والخصوبة.

في هذا المقال، سوف نتناول خمس أسباب رئيسية قد تؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، مع توضيح كيفية تأثير كل من هذه الأسباب على الجسم، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعلاج.

1. الاضطرابات الهرمونية

الهرمونات هي المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية، وأي خلل أو اضطراب في مستوى هذه الهرمونات يمكن أن يؤدي إلى تأخير الدورة أو تقدمها أو حتى انقطاعها بشكل غير منتظم. يُعتبر الاختلال الهرموني واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا لاضطراب الدورة الشهرية. من بين الهرمونات التي تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الدورة الشهرية هي الاستروجين والبروجستيرون، وعندما يحدث خلل في توازن هذه الهرمونات، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيرات غير منتظمة في الدورة الشهرية.

الأسباب الشائعة للاختلال الهرموني:

• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): هي حالة شائعة تؤدي إلى خلل في توازن الهرمونات، مما يمكن أن يسبب فترات غير منتظمة أو غياب الدورة الشهرية تمامًا.

• التغيرات المرتبطة بالحمل: الحمل هو سبب شائع لتوقف الدورة الشهرية.

• المرحلة ما قبل انقطاع الطمث: تبدأ العديد من النساء في مواجهة اضطرابات هرمونية عندما يقتربن من سن اليأس، حيث تبدأ مستويات الهرمونات في التغير تدريجيًا، مما يؤدي إلى تغيرات في الدورة الشهرية.

العلاج:

يعتمد العلاج على سبب الخلل الهرموني. في حالات مثل متلازمة المبيض المتعدد الكيسات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية لتنظيم الدورة الشهرية، مثل حبوب منع الحمل. في حالات انقطاع الطمث، يمكن أن يتم معالجة الأعراض باستخدام العلاج الهرموني البديل.

2. التوتر والضغوط النفسية

الضغوط النفسية والتوترات العاطفية لها تأثير كبير على الجسم بشكل عام، بما في ذلك على دورة الحيض. عندما يتعرض الجسم لمستويات مرتفعة من التوتر، يتم إفراز هرمونات مثل الكورتيزول، الذي يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على التوازن الهرموني في الجسم. هذا الاضطراب الهرموني نتيجة التوتر يمكن أن يتسبب في تغييرات في مواعيد الدورة الشهرية.

كيفية تأثير التوتر على الدورة الشهرية:

• تأخير الدورة الشهرية: في بعض الحالات، قد يسبب التوتر تأخير الدورة الشهرية بسبب تأثيره على مستوى الهرمونات المسؤولة عن عملية الإباضة.

• الإجهاد المفرط: يمكن أن يؤدي الإجهاد المفرط إلى توقف الدورة الشهرية تمامًا لبعض النساء، وهو ما يسمى بـ “فقدان الدورة الشهرية بسبب الإجهاد”.

العلاج:

للحد من تأثير التوتر على الدورة الشهرية، من الضروري تعلم تقنيات إدارة الإجهاد مثل التأمل، واليوغا، وممارسة الرياضة بانتظام. قد تكون أيضًا الاستشارة النفسية مفيدة للتعامل مع ضغوط الحياة اليومية.

3. التغيرات في الوزن والنظام الغذائي

التغيرات الكبيرة في الوزن، سواء كانت فقدانًا أو زيادة مفاجئة، يمكن أن تؤثر على انتظام الدورة الشهرية. إن النظام الغذائي الغني بالدهون أو العوامل التي تؤدي إلى نقص في التغذية السليمة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في التوازن الهرموني، مما يؤثر على الدورة الشهرية. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي نقص الوزن الشديد أو الوزن الزائد إلى اضطراب في الدورة الشهرية.

تأثير الوزن على الدورة الشهرية:

• نقص الوزن: في حالة فقدان الوزن بشكل كبير أو السمنة المفرطة، قد يتوقف الإباضة أو تحدث بشكل غير منتظم، مما يؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية.

• السمنة: يؤدي ارتفاع نسبة الدهون في الجسم إلى زيادة مستويات الاستروجين، مما قد يسبب دورات شهرية غير منتظمة أو غزارة الحيض.

العلاج:

للحفاظ على انتظام الدورة الشهرية، من المهم الحفاظ على وزن صحي ومتوازن. يجب على النساء التأكد من أن نظامهن الغذائي يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لصحة الجسم بشكل عام.

4. مشكلات صحية أخرى

بعض الأمراض والمشكلات الصحية يمكن أن تساهم في اضطراب الدورة الشهرية. تشمل هذه الأمراض مشاكل الغدة الدرقية، التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير مستويات الهرمونات وبالتالي تؤثر على الدورة الشهرية. كما يمكن أن يكون وجود أورام أو مشاكل صحية أخرى مثل التهاب الحوض أو اضطرابات الدم أحد العوامل المساهمة في هذه الاضطرابات.

الأمراض التي تؤثر على الدورة الشهرية:

• اضطرابات الغدة الدرقية: سواء كانت الغدة الدرقية مفرطة النشاط (فرط نشاط الغدة الدرقية) أو تحت النشاط (قصور الغدة الدرقية)، يمكن أن تؤثر على الدورة الشهرية، مما يسبب تغيرات في توقيتها أو غزارتها.

• الأورام الليفية: هذه الأورام التي تنمو في الرحم يمكن أن تسبب نزيفًا غزيرًا أو فترات غير منتظمة.

• التهاب الحوض: يمكن أن يسبب هذا المرض التهابًا في الأعضاء التناسلية الداخلية ويؤثر على الدورة الشهرية.

العلاج:

من الضروري استشارة الطبيب عند حدوث أي اضطراب ملحوظ في الدورة الشهرية. العلاج يعتمد على المرض الأساسي ويمكن أن يتضمن الأدوية، أو في بعض الحالات، العلاج الجراحي.

5. تناول الأدوية والعلاجات

تؤثر بعض الأدوية بشكل مباشر على الدورة الشهرية. يمكن أن تتسبب أدوية مثل موانع الحمل الهرمونية أو أدوية العلاج الكيميائي أو الأدوية المضادة للاكتئاب في اضطراب الدورة الشهرية. كما يمكن أن يؤثر تناول بعض الأدوية لفترات طويلة على التوازن الهرموني في الجسم.

الأدوية التي تؤثر على الدورة الشهرية:

• موانع الحمل الهرمونية: يمكن أن تؤدي بعض أنواع موانع الحمل الهرمونية إلى تغييرات في الدورة الشهرية، مثل تأخير الدورة أو انقطاعها تمامًا.

• الأدوية المضادة للاكتئاب: بعض الأدوية المضادة للاكتئاب قد تؤثر على الهرمونات وبالتالي على الدورة الشهرية.

• الأدوية الأخرى: أدوية مثل الأدوية المضادة للفطريات، والعلاج الكيميائي، وبعض أدوية علاج السكري قد تؤدي إلى تغييرات في الدورة الشهرية.

العلاج:

يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل التوقف عن تناول أي أدوية قد تؤثر على الدورة الشهرية. في بعض الحالات، قد يقترح الطبيب تعديل الأدوية أو البحث عن بدائل لتقليل التأثيرات الجانبية.

الخاتمة

إن اضطراب الدورة الشهرية قد يكون ناتجًا عن عدة أسباب مختلفة، تتراوح من الاضطرابات الهرمونية إلى التوتر والتغيرات في النظام الغذائي. يعد فهم السبب وراء هذا الاضطراب أمرًا مهمًا لتحديد العلاج الأنسب واستعادة التوازن الطبيعي للدورة الشهرية. من الضروري للنساء اللجوء إلى الرعاية الصحية المتخصصة عند مواجهة أي تغييرات مفاجئة أو غير طبيعية في الدورة الشهرية لضمان التشخيص المبكر والعلاج المناسب.