أكبر صادرات سوريا 2023

أكبر 10 صادرات دولة سوريا

تعد سوريا من الدول ذات الموقع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتوسط قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتمتلك شريطاً ساحلياً هاماً على البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب موارد طبيعية متعددة تشمل الزراعة، والصناعة، والثروات الباطنية. ورغم الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي مرت بها البلاد منذ عام 2011، فإن الصادرات السورية ما زالت تمثل أحد الأعمدة الأساسية للناتج المحلي الإجمالي، وتلعب دوراً حيوياً في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير العملات الأجنبية، والحفاظ على الحد الأدنى من التوازن في ميزان المدفوعات.

تعتمد الصادرات السورية على مجموعة متنوعة من السلع التي تجمع بين المنتجات الزراعية والغذائية، وبعض المنتجات الصناعية والمعدنية. وتختلف قائمة الصادرات حسب توفر الموارد، وفتح أو إغلاق الأسواق، والعقوبات الاقتصادية المفروضة، بالإضافة إلى الكفاءة الإنتاجية للقطاعات المختلفة. فيما يلي تحليل شامل لأكبر عشرة صادرات سورية حالياً، استناداً إلى بيانات التجارة الدولية ومصادر تحليل اقتصادي محلي وخارجي.

1. زيت الزيتون

يعتبر زيت الزيتون من أهم المنتجات الزراعية السورية وأكثرها شهرة في الأسواق العالمية، لا سيما في الدول الأوروبية والعربية. وتعد سوريا من أقدم البلدان التي عرفت زراعة الزيتون، حيث تنتشر أشجار الزيتون بكثافة في محافظات إدلب، وحماة، وطرطوس، وحمص، وريف دمشق.

يتميز الزيت السوري بجودته العالية نتيجة اعتماد الأساليب التقليدية في عصر الزيتون، إلى جانب المناخ المناسب والتربة الخصبة. وتصدر سوريا زيت الزيتون إلى عدة دول مثل لبنان، الإمارات، إيطاليا، وإسبانيا، مع توجه متزايد نحو أسواق شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.

2. الفستق الحلبي

يحتل الفستق الحلبي المرتبة الثانية في قائمة الصادرات السورية، وهو من المنتجات الزراعية التي ارتبطت تاريخياً باسم مدينة حلب. يتميز الفستق الحلبي السوري بطعمه الفريد وجودته العالية، مما يجعله من أكثر الأنواع طلباً في الأسواق العالمية، وخاصة في تركيا، الأردن، ودول الخليج العربي.

تعتمد زراعة الفستق الحلبي على مناطق محددة من سوريا، وأهمها ريف حماة وحلب، ويُستهلك جزء منه محلياً بينما يُصدّر الباقي بعد تقشيره أو تحميصه أو حتى على شكل مواد أولية تدخل في صناعة الحلويات.

3. القطن

رغم تراجع إنتاج القطن السوري بسبب الحرب وانخفاض معدلات الري في الشمال الشرقي من البلاد، لا يزال القطن من الصادرات الأساسية للدولة، حيث يتم تصديره كمواد خام أو منتجات نصف مصنعة مثل الخيوط أو الأقمشة القطنية.

يُعرف القطن السوري بجودته العالية وطول أليافه، ويُستخدم في صناعات النسيج محلياً ودولياً. كانت سوريا تصدر كميات ضخمة من القطن قبل الأزمة، وتعمل الحكومة حالياً على إعادة تأهيل هذا القطاع ليعود إلى ما كان عليه سابقاً.

4. الخضار والفواكه الطازجة

تشكل الخضار والفواكه حصة كبيرة من الصادرات الزراعية السورية، إذ تعتمد البلاد على التنوع المناخي بين السهول والجبال والبادية، ما يتيح زراعة مختلف الأنواع على مدار العام. تشمل هذه الصادرات: التفاح، الكرز، الرمان، البرتقال، البندورة، الخيار، البطيخ وغيرها.

تُصدر هذه المنتجات بشكل خاص إلى العراق ولبنان وبعض دول الخليج، بالإضافة إلى تصدير كميات محدودة إلى روسيا ودول أوروبا الشرقية عبر اتفاقيات تجارية محددة.

5. الكمون واليانسون والحبة السوداء

تشتهر سوريا بتصدير مجموعة واسعة من الأعشاب والبذور الطبية والعطرية، وأبرزها الكمون واليانسون والحبة السوداء، التي تزرع في مناطق السلمية، حمص، والرقة.

تُستخدم هذه البذور في الصناعات الغذائية والدوائية، وتتمتع بطلب عالمي متزايد خاصة من قبل الهند، ألمانيا، فرنسا، وبعض الدول الخليجية. وتُصدر هذه المنتجات بأشكال مختلفة، سواء كانت خاماً أو مسحوقة أو على شكل زيوت عطرية.

6. الأقمشة والمنسوجات

رغم التراجع الكبير في الصناعة النسيجية في حلب، التي كانت تعتبر العاصمة الصناعية لسوريا، لا تزال الأقمشة والمنسوجات أحد أبرز صادرات البلاد. تشمل هذه المنتجات الأقمشة القطنية، الخيوط، الملابس الجاهزة، والبياضات المنزلية.

تشكل دول العراق ولبنان السوقين الرئيسيين لهذه المنتجات، مع محاولات متفرقة لإعادة التصدير إلى أوروبا وشمال إفريقيا عبر منصات تجارية أو شركات خاصة في الخارج.

7. الأدوية والمستحضرات الصيدلانية

يعد القطاع الدوائي السوري من القطاعات الصناعية القليلة التي حافظت على نشاطها رغم الصعوبات، ويغطي نسبة كبيرة من الطلب المحلي ويصدر الفائض إلى الخارج، خصوصاً إلى اليمن، العراق، السودان، وليبيا.

تنتج سوريا أنواعاً متنوعة من الأدوية الجنيسة التي تحاكي الأدوية الأصلية من حيث التركيب، ما يجعلها أرخص ثمناً وأكثر طلباً في الأسواق التي تعاني من نقص في الأدوية.

8. الأسمدة والمشتقات الكيماوية

تملك سوريا مصانع لإنتاج الأسمدة الكيميائية مثل نترات الأمونيوم والفوسفات المركب، وتصدر هذه المواد إلى بعض الدول المجاورة مثل العراق ولبنان، إلى جانب محاولات لتوسيع السوق في أفريقيا وآسيا الوسطى.

وتُنتج هذه المواد بشكل رئيسي في محافظة حمص التي تضم مصانع ضخمة، تم إعادة تشغيل بعضها تدريجياً بعد سنوات من التوقف.

9. الفوسفات

تعد سوريا من الدول التي تمتلك احتياطات ضخمة من الفوسفات، تتركز في مناطق مثل خنيفيس والشرقية في البادية السورية. ويُعد الفوسفات من المواد الخام المهمة في صناعة الأسمدة العالمية، ويُصدر بكميات كبيرة إلى دول مثل الهند وصربيا.

وقد شهد هذا القطاع تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة بعد توقيع اتفاقيات استثمارية مع شركات أجنبية لإعادة تنشيط عمليات الاستخراج والنقل.

10. الصابون ومنتجات العناية بالبشرة التقليدية

يُعرف الصابون الحلبي كمنتج سوري تقليدي أصيل يتم تصنيعه من زيت الزيتون والغار، ويُعتبر من السلع التصديرية الفاخرة التي تلقى رواجاً واسعاً في أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية.

يترافق ذلك مع تصدير منتجات أخرى مثل الزيوت العطرية، كريمات الأعشاب الطبيعية، وماء الورد، والتي تعتمد على وصفات تقليدية تميز سوريا عن غيرها في الأسواق العالمية المتخصصة بالمنتجات العضوية.

جدول يوضح أكبر 10 صادرات سورية (وفق القيمة النسبية للأسواق التصديرية)

الخاتمة

رغم التحديات الاقتصادية الهائلة التي تواجه سوريا، لا تزال البلاد تمتلك قاعدة تصديرية متينة نسبياً بفضل وفرة الموارد الزراعية، والخبرات الصناعية المتراكمة، وارتباط بعض المنتجات السورية بالهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة. وتبقى آفاق الصادرات مرهونة بتحسين البيئة الاستثمارية، وإعادة تأهيل البنى التحتية، وتوسيع الشراكات التجارية مع دول صديقة أو محايدة على الساحة الدولية.

المراجع:

1. المركز السوري للتجارة الخارجية – تقارير دورية 2023

2. قاعدة بيانات UN Comtrade – صادرات سوريا حسب الفئة والبلد المستورد