8 أدوية تتسبب في ضعف الرغبة في العلاقة الحميمة
تعتبر الرغبة في العلاقة الحميمة جزءاً أساسياً من الصحة النفسية والجسدية. ومع ذلك، قد يعاني العديد من الأشخاص من انخفاض هذه الرغبة نتيجةً لعدد من العوامل المختلفة، من بينها تأثيرات بعض الأدوية. قد تكون الأدوية الموصوفة لعلاج مشكلات صحية معينة سببًا رئيسيًا لتغيرات في مستويات الرغبة الجنسية. في هذا المقال، سنستعرض أبرز 8 أدوية قد تؤثر سلبًا على الرغبة الجنسية، مع توضيح آلية تأثير كل دواء وكيفية تقليله.
1. الأدوية المضادة للاكتئاب (مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية)
تُعد الأدوية المضادة للاكتئاب من أكثر الأدوية التي تؤثر على الرغبة الجنسية. خاصةً الأدوية التي تنتمي إلى فئة مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل فلوكستين (بروزاك)، سيتالوبرام (سيليكسا)، وباروكسيتين (باكسيل). تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ، وهو ناقل عصبي يؤثر على المزاج. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي زيادة السيروتونين إلى تقليل الرغبة الجنسية، حيث يؤثر هذا التغيير على النواقل العصبية الأخرى التي تشارك في تنظيم الرغبة.
بالإضافة إلى التأثير على الرغبة، قد تؤدي هذه الأدوية أيضًا إلى مشاكل مثل صعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية (orgasmic disorder) أو حتى العجز الجنسي. قد تختلف شدة التأثيرات الجانبية من شخص لآخر، لكن الكثير من المرضى يعانون من هذا التأثير بشكل ملحوظ.
2. الأدوية المضادة للضغط (محصرات البيتا)
الأدوية المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وخاصة محصرات البيتا مثل ميتوبرولول وأتينولول، قد تساهم في انخفاض الرغبة الجنسية. تعمل محصرات البيتا على تقليل قدرة القلب على ضخ الدم بشكل قوي مما يؤدي إلى خفض معدل ضربات القلب وضغط الدم. قد يؤدي هذا التأثير إلى تقليل تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما قد يؤثر على الأداء الجنسي والشعور بالرغبة.
في بعض الحالات، قد يصاحب استخدام محصرات البيتا انخفاض في مستويات الطاقة والشعور بالإرهاق، مما يؤدي أيضًا إلى تراجع الاهتمام بالعلاقة الحميمة. على الرغم من فعالية هذه الأدوية في السيطرة على ضغط الدم، إلا أن تأثيراتها على الحياة الجنسية قد تؤدي إلى قلق لدى المرضى.
3. الأدوية المضادة للفطريات (الأزولات)
الأدوية المضادة للفطريات مثل فلوكونازول وإيتراكونازول، التي تستخدم لعلاج التهابات الفطريات مثل عدوى المبيضات (القلاع)، قد يكون لها تأثير سلبي على الرغبة الجنسية. على الرغم من أن هذه الأدوية تعمل على القضاء على الفطريات، إلا أنها قد تؤثر على التوازن الهرموني في الجسم، مما يؤدي إلى تغييرات في المزاج والطاقة، وأحيانًا انخفاض الرغبة الجنسية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية قد تؤثر أيضًا على مستوى هرمون التستوستيرون، الذي يعد أحد الهرمونات الرئيسية المرتبطة بالرغبة الجنسية، خاصة لدى الرجال. تراجع مستويات التستوستيرون يمكن أن يساهم في انخفاض الرغبة الجنسية والإحساس بالضعف الجنسي.
4. الأدوية المضادة للأمراض العصبية (الأدوية المضادة للذهان)
تستخدم الأدوية المضادة للذهان مثل هالوبيريدول وأولانزابين في علاج اضطرابات مثل الفصام والذهان. تعمل هذه الأدوية على تعديل التوازن الكيميائي في الدماغ من خلال التأثير على النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين. أحد التأثيرات الجانبية الشائعة لهذه الأدوية هو تغيرات في الرغبة الجنسية.
يعتقد أن الخلل في مستويات الدوبامين، وهو ناقل عصبي مهم في الشعور بالمتعة والرغبة، قد يؤدي إلى انخفاض الإحساس بالمتعة الجنسية. إلى جانب ذلك، قد تؤدي الأدوية المضادة للذهان إلى مشاكل أخرى مثل نقص الطاقة والاكتئاب، مما يزيد من تراجع الرغبة الجنسية.
5. الأدوية المستخدمة في علاج السرطان (العلاج الكيميائي)
يؤثر العلاج الكيميائي بشكل كبير على صحة الجسم العامة، بما في ذلك الوظائف الجنسية. الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي تعمل على تدمير الخلايا السرطانية سريعة الانقسام، ولكنها قد تضر أيضًا بالخلايا السليمة في الجسم. قد تتسبب هذه العلاجات في تلف الأنسجة المسؤولة عن إنتاج الهرمونات الجنسية، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات هرمونات مثل التستوستيرون والاستروجين.
علاوة على ذلك، قد تتسبب الآثار الجانبية الأخرى للعلاج الكيميائي مثل الغثيان والتعب الشديد في تقليل الرغبة الجنسية. في بعض الحالات، قد يؤدي العلاج الكيميائي إلى مشاكل في التوازن الهرموني أو ضعف الانتصاب، مما يؤثر بشكل مباشر على الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة.
6. الأدوية الهرمونية (مثل الأدوية المانعة للحمل)
العديد من الأدوية الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل والحقن الهرمونية، يمكن أن تؤثر على الرغبة الجنسية. تحتوي هذه الأدوية على هرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون، والتي تعمل على منع الحمل، ولكنها قد تتسبب أيضًا في انخفاض مستويات التستوستيرون، وهو هرمون أساسي في الرغبة الجنسية لدى الرجال والنساء.
تؤدي هذه التغييرات الهرمونية إلى تقليل الدافع الجنسي، ويمكن أن يشعر البعض بتراجع الرغبة الجنسية بشكل ملحوظ أثناء استخدام هذه الأدوية. قد يعاني بعض النساء من جفاف المهبل أو تغييرات في التوازن الهرموني تؤثر على الرغبة الجنسية، مما قد يتسبب في شعور غير مريح أثناء العلاقة الحميمة.
7. الأدوية المستخدمة لعلاج اضطرابات النوم (مثل البنزوديازيبينات)
الأدوية المنومة، وخاصة البنزوديازيبينات مثل ديازيبام (فاليم) ولورازيبام (أتيفان)، تستخدم لعلاج الأرق والقلق، لكن لها تأثيرات جانبية تتعلق بالجنس. تعمل هذه الأدوية على تثبيط الجهاز العصبي المركزي، مما قد يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء والتعب. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الاستخدام المزمن لهذه الأدوية إلى انخفاض الرغبة الجنسية.
تتسبب البنزوديازيبينات في تقليل النشاط العصبي في الدماغ، ما يؤدي إلى انخفاض النشاط الجنسي. يمكن أن يشعر الشخص بالرغبة في النوم بشكل أكثر من الرغبة في ممارسة الجنس بسبب تأثير هذه الأدوية على مستويات الطاقة والمزاج.
8. الأدوية المضادة للتشنجات (مثل الكاربامازيبين)
تستخدم الأدوية المضادة للتشنجات مثل الكاربامازيبين وفالبروات الصوديوم في علاج الصرع وبعض الاضطرابات العصبية الأخرى. ومع ذلك، يمكن لهذه الأدوية أن تؤثر على الوظيفة الجنسية من خلال التأثير على توازن المواد الكيميائية في الدماغ.
من بين الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية هو انخفاض الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى مشكلات تتعلق بالانتصاب أو الوصول إلى النشوة الجنسية. قد تكون هذه التأثيرات نتيجة لتعديل مستويات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، مما يؤثر بشكل مباشر على السلوك الجنسي.
الخلاصة
في النهاية، يمكن القول أن تأثير الأدوية على الرغبة الجنسية يعتمد على نوع الدواء وطريقة تأثيره على الجسم. في حالة وجود تأثيرات سلبية على الرغبة الجنسية، من المهم التحدث مع الطبيب المعالج، حيث يمكن تعديل العلاج أو تقديم بدائل دوائية أخرى تقلل من هذه الآثار الجانبية. الحفاظ على التواصل الجيد مع مقدمي الرعاية الصحية قد يساعد على تجاوز هذه التحديات، مما يعيد التوازن إلى الصحة الجنسية والنفسية.
