أسباب العقم وطرق علاجه

العقم: التعريف، الأسباب، التشخيص والعلاج

مقدمة

يُعتبر العقم من المشكلات الصحية التي تواجه العديد من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، وهو يشير إلى عدم قدرة الزوجين على الإنجاب بعد فترة من المحاولة دون حدوث حمل. قد يبدو العقم قضية بسيطة بالنسبة للبعض، لكن بالنسبة للعديد من الأزواج، يمثل هذا الموضوع تحدياً كبيراً يتطلب فهماً عميقاً للأسباب والعوامل المؤثرة فيه، بالإضافة إلى البحث عن طرق العلاج المناسبة.

تعريف العقم

العقم هو حالة طبية تتسم بعدم قدرة الشخص على الإنجاب بعد مرور عام من المحاولات المنتظمة. يشمل العقم مشاكل في إنتاج أو إطلاق البويضة لدى النساء أو مشاكل في إنتاج أو إطلاق الحيوانات المنوية لدى الرجال. وتقدر الدراسات أن حوالي 15% من الأزواج في العالم يعانون من العقم، مما يجعله أحد القضايا الصحية التي تستحق الاهتمام والمراجعة من قبل الخبراء.

أنواع العقم

العقم الأولي

يشير إلى الحالة التي لم يحدث فيها حمل سابق، حيث يعاني الزوجان من صعوبة في الإنجاب منذ بداية محاولاتهما. يمكن أن يكون هذا النوع نتيجة لمشاكل صحية غير مكتشفة تتعلق بكلاً من الزوجين.

العقم الثانوي

يُقصد بالعقم الثانوي عندما يكون قد حدث حمل سابق، سواء عن طريق الحمل الطبيعي أو عن طريق وسائل مساعدات الإنجاب، ولكن لم يحدث حمل في محاولات لاحقة. يعتبر هذا النوع من العقم شائعاً في حالات تأخر الحمل بعد الإنجاب الأول.

أسباب العقم

تتنوع أسباب العقم بشكل كبير بين الرجال والنساء، ويمكن أن تكون أسباباً جسدية، هرمونية، أو حتى نفسية في بعض الأحيان. تتطلب كل حالة تحليل دقيق من أجل تحديد السبب الدقيق ومعالجته بشكل مناسب.

أسباب العقم عند النساء

1. مشاكل في التبويض:
   يعد العقم الناتج عن مشاكل في التبويض أحد الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء. قد تكون هذه المشاكل ناجمة عن اضطرابات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS)، حيث يتعذر على المبايض إطلاق البويضات بشكل طبيعي.

2. انسداد قنوات فالوب:
   في بعض الحالات، قد يحدث انسداد في قنوات فالوب، التي تربط المبايض بالرحم. هذا الانسداد يمكن أن يمنع مرور البويضة من المبيض إلى الرحم، مما يعيق عملية الحمل.

3. مشاكل في بطانة الرحم:
   قد تؤدي الاضطرابات في بطانة الرحم مثل مرض التهاب الحوض أو بطانة الرحم المهاجرة إلى صعوبة في الحمل. في حالة بطانة الرحم المهاجرة، ينمو النسيج الذي يُحسن عادة في داخل الرحم في أماكن أخرى، مما يؤثر على خصوبة المرأة.

4. عوامل العمر:
   كلما تقدم العمر بالمرأة، كلما تقلصت احتمالات حدوث الحمل بشكل طبيعي. يبدأ عدد وجودة البويضات بالتناقص بعد سن الثلاثين، مما يزيد من صعوبة الحمل.

5. اضطرابات الغدة الدرقية:
   الاضطرابات في الغدة الدرقية قد تؤثر على الدورة الشهرية وعمليات التبويض، وبالتالي تؤدي إلى العقم.

أسباب العقم عند الرجال

1. قلة عدد الحيوانات المنوية:
   تعد قلة عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركة الحيوانات المنوية من الأسباب الأكثر شيوعاً للعقم عند الرجال. قد يتسبب هذا في صعوبة في تخصيب البويضة.

2. التشوهات في الحيوانات المنوية:
   قد تحتوي بعض الحيوانات المنوية على تشوهات في الشكل أو التركيب مما يحد من قدرتها على التخصيب. هذه التشوهات قد تكون مرتبطة بأسباب وراثية أو بيئية.

3. مشاكل في الخصيتين:
   أي إصابة أو مرض يؤثر على الخصيتين قد يسبب انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية. بعض الأمراض مثل التهاب الخصيتين أو وجود دوالي الخصية (دوالي الأوردة في الخصية) قد تؤدي إلى العقم.

4. الاضطرابات الهرمونية:
   يمكن أن تؤثر الاضطرابات في مستويات الهرمونات الجنسية على إنتاج الحيوانات المنوية وجودتها. بعض الاضطرابات مثل انخفاض مستوى التستوستيرون قد تكون سبباً رئيسياً في العقم.

5. العوامل البيئية:
   قد تؤدي بعض العوامل البيئية مثل التعرض المفرط للحرارة، المواد الكيميائية، أو الإشعاع إلى انخفاض جودة الحيوانات المنوية.

التشخيص

تشخيص العقم يعتمد على تقييم دقيق لحالة الزوجين، ويمكن أن يتضمن عدة اختبارات لتحديد السبب الرئيسي للعقم. عادة ما يبدأ التشخيص بمراجعة التاريخ الطبي والعمليات السابقة، ثم يتبع ذلك مجموعة من الفحوصات.

فحوصات العقم عند النساء

1. اختبار التبويض:
   يمكن اختبار مستويات الهرمونات المتعلقة بالتبويض مثل هرمون اللوتين (LH) والبروجسترون للتأكد من أن التبويض يحدث بشكل طبيعي.

2. فحص قنوات فالوب:
   يمكن إجراء اختبار مثل تصوير الرحم بالموجات فوق الصوتية أو تنظير البطن للكشف عن أي انسداد أو تشوهات في قنوات فالوب.

3. فحص الرحم والمبايض:
   استخدام الموجات فوق الصوتية أو أشعة إكس لتقييم صحة الرحم والمبايض.

فحوصات العقم عند الرجال

1. تحليل السائل المنوي:
   يعد تحليل السائل المنوي من أهم الفحوصات التي تجرى لتقييم عدد وجودة الحيوانات المنوية. يتم فحص الحجم، العدد، الحركة، والشكل.

2. فحص الهرمونات:
   يمكن أن تساعد اختبارات الهرمونات في الكشف عن أي خلل في مستوى الهرمونات التي تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.

3. فحص الخصيتين:
   في بعض الحالات قد يتطلب الأمر فحص الخصيتين بالموجات فوق الصوتية أو اختبار التشوهات الموجودة فيها.

علاج العقم

تختلف خيارات العلاج بناءً على السبب الكامن وراء العقم. يمكن أن تشمل العلاجات الأدوية، الجراحة، أو تقنيات المساعدة على الإنجاب مثل التلقيح الصناعي.

علاج العقم عند النساء

1. الأدوية:
   تستخدم الأدوية لتحفيز التبويض في حالات التبويض غير المنتظم. الأدوية مثل الكلوميفين سترات تحفز المبيضين لإنتاج بويضات.

2. الجراحة:
   قد يتطلب العلاج في بعض الحالات التدخل الجراحي مثل إزالة الأورام الليفية أو علاج انسداد قنوات فالوب.

3. تقنيات المساعدة على الإنجاب:
   إذا لم تنجح العلاجات الأخرى، قد يوصى باستخدام تقنيات مثل التلقيح الصناعي (IVF) أو التلقيح داخل الرحم (IUI).

علاج العقم عند الرجال

1. الأدوية:
   في بعض الحالات، قد يساعد العلاج الهرموني أو الأدوية في تحسين إنتاج الحيوانات المنوية.

2. الجراحة:
   في حالات دوالي الخصية أو انسداد القنوات المنوية، قد يتطلب الأمر تدخل جراحي لإصلاح المشكلة.

3. تقنيات المساعدة على الإنجاب:
   إذا لم تنجح الأدوية أو الجراحة، يمكن أن يستخدم الرجل تقنيات مثل الحقن المجهري (ICSI)، حيث يتم إدخال الحيوانات المنوية بشكل مباشر في البويضة.

الوقاية من العقم

على الرغم من أن بعض أسباب العقم تكون غير قابلة للوقاية، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالعقم:

1. الحفاظ على وزن صحي:
   السمنة والنحافة المفرطة قد تؤثر على الخصوبة. الحفاظ على وزن صحي قد يساعد في تحسين احتمالات الإنجاب.

2. تجنب المواد الكيميائية الضارة:
   يجب تجنب التعرض المفرط للمواد الكيميائية أو السموم التي قد تؤثر سلبًا على الخصوبة، مثل التعرض للمواد السامة في العمل أو البيئة.

3. ممارسة النشاط البدني المعتدل:
   النشاط البدني المنتظم يعزز الصحة العامة ويعزز التوازن الهرموني، مما يسهم في تحسين الخصوبة.

4. الإقلاع عن التدخين والكحول:
   يُعتبر التدخين وتناول الكحول من العوامل التي قد تؤثر سلبًا على الخصوبة، سواء بالنسبة للرجال أو النساء.

الختام

يُعد العقم من الحالات الطبية التي تحتاج إلى اهتمام وعلاج دقيق، ويشمل الأسباب العديدة التي قد تؤثر على قدرة الزوجين على الإنجاب. من خلال الفحوصات الدقيقة والتشخيص المبكر، يمكن تحديد السبب الرئيسي للعقم ومن ثم تطبيق العلاجات المناسبة التي تشمل الأدوية، الجراحة، أو تقنيات المساعدة على الإنجاب.