كيفية قياس درجة الحرارة بالترمومتر: دليل شامل ودقيق
يُعد قياس درجة حرارة الجسم أحد المؤشرات الحيوية الأساسية التي يعتمد عليها الأطباء لتقييم الحالة الصحية للفرد. إذ تعكس درجة الحرارة حالة التوازن بين إنتاج الجسم للحرارة وفقدانه لها، ويُعد أي اضطراب في هذه العملية علامة على وجود حالة مرضية أو تغير فسيولوجي معين. يُستخدم الترمومتر، أو مقياس الحرارة، كأداة موثوقة ودقيقة لقياس حرارة الجسم، سواء في المنزل أو في العيادات الطبية، وتتعدد أنواعه وتقنياته بحسب الحاجة والموقف.
يمتد هذا المقال ليقدم شرحًا تفصيليًا لجميع جوانب استخدام الترمومتر، مع استعراض لأنواعه المختلفة، خطوات القياس الصحيحة، الفروقات في الدقة بين الطرق، وتفسير القيم المقاسة.
أهمية قياس درجة الحرارة
درجة الحرارة الطبيعية لجسم الإنسان تتراوح عادة بين 36.1 إلى 37.2 درجة مئوية. وأي انحراف عن هذا المعدل، سواء بالزيادة أو النقصان، قد يُشير إلى وجود عدوى، اضطراب في الجهاز المناعي، مشاكل في تنظيم حرارة الجسم أو اضطرابات هرمونية.
قياس الحرارة مهم لتحديد:
-
وجود حمى أو انخفاض في الحرارة
-
فعالية علاج دوائي معين (مثل خافضات الحرارة)
-
مراقبة الحالات الحرجة والالتهابات المزمنة
-
الكشف المبكر عن العدوى، خصوصاً عند الأطفال والمسنين
أنواع الترمومترات
تتوفر اليوم عدة أنواع من الترمومترات تختلف في آلية القياس ودقة النتائج. من الضروري اختيار النوع الأنسب حسب الفئة العمرية، موقع القياس، والحالة الصحية.
| نوع الترمومتر | وصفه واستخدامه | المزايا | العيوب |
|---|---|---|---|
| الزئبقي | أنبوب زجاجي يحتوي على زئبق يتمدد بالحرارة | دقيق جداً | خطر التسمم عند الكسر، صعب الاستخدام للأطفال |
| الرقمي (Digital) | يعتمد على مجس إلكتروني وتحليل حرارة الجسم رقمياً | سهل الاستخدام، قراءة فورية | أقل دقة في بعض الأحيان من الزئبقي |
| الأذني (Tympanic) | يقيس الحرارة من طبلة الأذن باستخدام الأشعة تحت الحمراء | سريع، مريح | قد يكون غير دقيق عند وجود شمع بالأذن |
| الجبهي (Forehead/Temporal) | يقيس من الشريان الصدغي في الجبهة باستخدام الأشعة تحت الحمراء | غير جراحي، مناسب للأطفال | أقل دقة إذا لم يُستخدم بشكل صحيح |
| الشريطي (Plastic Strip) | يوضع على الجبهة ويغير لونه حسب الحرارة | رخيص، سهل الاستخدام | دقة منخفضة، لا يُوصى به للأغراض الطبية الدقيقة |
| الترمومتر الذكي (Smart Thermometer) | يعمل بتقنية البلوتوث ويتصل بتطبيق ذكي | يسجل البيانات على مدى طويل | مكلف، يتطلب تقنية داعمة |
طرق قياس درجة الحرارة باستخدام الترمومتر
1. القياس عن طريق الفم (Oral Temperature)
يُستخدم هذا النوع مع الترمومترات الرقمية أو الزئبقية.
الخطوات:
-
يتم تنظيف الترمومتر جيداً بالكحول قبل الاستخدام.
-
يوضع رأس الترمومتر تحت اللسان ويُغلق الفم بإحكام.
-
يُترك لمدة دقيقة تقريباً (أو حسب التعليمات).
-
يتم إخراجه وقراءة القيمة على الشاشة أو تدريج الزئبق.
ملاحظات:
-
يُفضل عدم الأكل أو الشرب أو التدخين لمدة 15 دقيقة قبل القياس.
-
غير مناسب للأطفال دون عمر 5 سنوات.
2. القياس عن طريق فتحة الشرج (Rectal Temperature)
يُستخدم للأطفال الرضع أو في الحالات التي تتطلب دقة عالية.
الخطوات:
-
تُغطى نهاية الترمومتر بطبقة رقيقة من الفازلين.
-
يُدخل بلطف لمسافة 1-2.5 سم داخل فتحة الشرج.
-
يُترك لمدة دقيقة (حسب نوع الترمومتر).
-
تُقرأ النتيجة بعد إخراجه وتنظيفه.
ملاحظات:
-
تُعتبر هذه الطريقة الأدق لقياس الحرارة.
-
يجب تعقيم الترمومتر جيدًا قبل وبعد الاستخدام.
3. القياس تحت الإبط (Axillary Temperature)
أقل دقة لكنها تُستخدم لسهولة التطبيق، خاصة في المدارس والمنازل.
الخطوات:
-
يُوضع الترمومتر في منتصف الإبط مباشرة على الجلد.
-
يُضم الذراع إلى الجسد لمنع التهوية.
-
يُترك لمدة 3-5 دقائق.
-
تُقرأ النتيجة.
ملاحظات:
-
تُعطي قراءة أقل بمقدار 0.5 إلى 1 درجة مئوية مقارنة بالقياس الشرجي.
4. القياس من الأذن (Tympanic Temperature)
يُستخدم بشكل شائع في الأطفال والكبار.
الخطوات:
-
يُوضع الترمومتر في فتحة الأذن ويوجه باتجاه طبلة الأذن.
-
يُضغط على الزر لتسجيل القراءة.
-
تظهر النتيجة خلال ثوانٍ.
ملاحظات:
-
وجود الشمع أو عدم إدخاله بشكل صحيح يؤثر على الدقة.
5. القياس من الجبهة (Temporal Artery)
يُستخدم الترمومتر بالأشعة تحت الحمراء أو التلامس المباشر.
الخطوات:
-
يُمرر الترمومتر من منتصف الجبهة إلى خط الشعر.
-
تُظهر الشاشة النتيجة في الحال.
ملاحظات:
-
يُنصح باستخدامه في الأطفال، ولا يتطلب استيقاظ المريض.
تفسير نتائج درجة الحرارة
يختلف تفسير درجة الحرارة حسب مكان القياس، لذلك يجب تعديل القيم المقروءة وفقًا لذلك.
| موقع القياس | الحرارة الطبيعية (مئوية) | علامة الحمى |
|---|---|---|
| عن طريق الفم | 36.5 – 37.5 | ≥ 37.8 |
| عن طريق الشرج | 36.6 – 38.0 | ≥ 38.0 |
| تحت الإبط | 36.0 – 37.0 | ≥ 37.2 |
| من الأذن | 36.6 – 37.8 | ≥ 38.0 |
| من الجبهة | 36.1 – 37.3 | ≥ 37.4 |
اعتبارات مهمة عند قياس درجة الحرارة
-
التوقيت: تختلف حرارة الجسم خلال اليوم، حيث تكون أقل في الصباح وأعلى في المساء.
-
النشاط البدني: تؤدي ممارسة التمارين أو الحركة المفرطة إلى ارتفاع مؤقت في الحرارة.
-
البيئة المحيطة: قد تؤثر حرارة الجو أو الاستحمام بماء ساخن على القراءة.
-
نوع الترمومتر: تختلف القراءات حسب نوع الجهاز والموقع المُستخدم.
الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها
-
استخدام الترمومتر دون تنظيفه بين الاستخدامات.
-
قياس الحرارة مباشرة بعد الأكل أو الشرب.
-
وضع الترمومتر في مكان خاطئ (مثلاً في الفم مع فتحه).
-
الاعتماد على ترمومتر شريطي أو غير دقيق لأغراض تشخيصية.
-
تجاهل الفروق في القياس بين الطرق المختلفة وعدم تعديل النتائج بناءً عليها.
توصيات طبية
-
يُنصح باستخدام الترمومتر الرقمي في المنازل لسهولة استخدامه وسرعة نتائجه.
-
يجب الاحتفاظ بأكثر من ترمومتر عند وجود أطفال في المنزل، وتخصيص كل واحد لغرض معين (فم، شرج، إلخ).
-
لا يُنصح باستخدام الترمومتر الزئبقي للأطفال أو كبار السن، لما له من مخاطر صحية في حال الكسر.
-
في حال كانت درجة الحرارة مرتفعة باستمرار (أكثر من 38.5 مئوية) يجب مراجعة الطبيب فوراً.
خلاصة الجدولية لأنواع الترمومترات ومواقع استخدامها المثلى
| نوع الترمومتر | الموقع المثالي للقياس | الفئة العمرية الأنسب | سرعة القياس | الدقة |
|---|---|---|---|---|
| الزئبقي | الفم/الشرج/الإبط | البالغون | بطيئة (3-5 دقائق) | عالية |
| الرقمي | الفم/الشرج/الإبط | كل الفئات | سريعة (60 ثانية) | جيدة جداً |
| الأذني | الأذن | الأطفال >6 أشهر والبالغون | فورية (ثوانٍ) | عالية |
| الجبهي | الجبهة | الرضع، الأطفال، البالغون | فورية | متوسطة إلى جيدة |
| الشريطي | الجبهة | الأطفال | فورية | ضعيفة |
مصادر ومراجع
-
Mayo Clinic – How to take your temperature (https://www.mayoclinic.org)
-
World Health Organization – Guidelines on fever measurement methods (https://www.who.int)
عنوان المقال المقترح (SEO):
قياس الحرارة بالترمومتر بدقة
