أعراض ما بعد الولادة وكيفية التعامل معها

5 أعراض تتعرضين لها بعد الولادة ونصائح عن التعامل معها

الولادة هي تجربة مذهلة تغير حياة المرأة بشكل جذري. ومع أن الشعور بالفرح والتساؤل عن المستقبل غالباً ما يسيطر على هذه اللحظات الأولى بعد الولادة، فإن الأعراض الجسدية والنفسية التي تليها يمكن أن تكون صعبة وتحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصة. تتعرض معظم النساء بعد الولادة لمجموعة من الأعراض التي تختلف في شدتها من امرأة إلى أخرى، إلا أن هناك بعض الأعراض المشتركة التي يمكن أن تطرأ. من الضروري فهم هذه الأعراض وكيفية التعامل معها بشكل صحيح للتمتع بفترة ما بعد الولادة بشكل أفضل.

1. نزيف ما بعد الولادة (Lochia)

ما هو؟

يعد النزيف بعد الولادة من الأعراض الطبيعية التي تعاني منها معظم النساء بعد الولادة. يسمى هذا النزيف بـ “اللوشيا” (Lochia)، ويشمل مزيجاً من الدم، والمخاط، وأنسجة الرحم. يستمر عادة لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع بعد الولادة. في البداية يكون النزيف غزيرًا ويشبه الدورة الشهرية الغزيرة، لكنه يصبح أقل كثافة بمرور الوقت.

كيفية التعامل معه؟

• الراحة: من الضروري أن تعطي نفسك وقتًا كافيًا للراحة وتجنب أي أنشطة شاقة. قد يزيد النزيف مع المجهود البدني، لذا يجب الانتباه.

• استخدام الفوط الصحية: ينصح باستخدام الفوط الصحية الخاصة بنزيف ما بعد الولادة التي تمتص كميات أكبر من الدم. يجب تغيير الفوطة الصحية بشكل منتظم.

• مراقبة النزيف: إذا لاحظت أي زيادة غير طبيعية في النزيف أو تجلطات كبيرة، يجب استشارة الطبيب، حيث قد تكون هذه علامة على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.

2. آلام وتقلصات الرحم

ما هو؟

بعد الولادة، يبدأ الرحم في العودة إلى حجمه الطبيعي، وهو ما يمكن أن يسبب تقلصات مؤلمة تشبه آلام الدورة الشهرية. هذه التقلصات هي جزء من عملية التئام الرحم وقد تكون أكثر شدة عند النساء اللواتي أنجبن عدة مرات.

كيفية التعامل معها؟

• الراحة واستخدام الكمادات الدافئة: وضع كمادات دافئة على منطقة البطن قد يساعد في تخفيف التقلصات.

• الأدوية: يمكن استخدام مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول بعد استشارة الطبيب.

• التنفس العميق والتمارين البسيطة: قد تساعد تمارين الاسترخاء والتنفس العميق في تخفيف حدة الألم.

3. تغيرات في الثدي (تورم وألم)

ما هو؟

مع بداية الرضاعة، يمكن أن تشعرين بألم أو تورم في الثدي نتيجة لضخ اللبن وزيادة تدفقه. هذه التغيرات شائعة جدًا وقد تصاحبها أحيانًا أعراض أخرى مثل الحمى أو احمرار الجلد. في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي العدوى إلى التهاب في الثدي (الرضاعة) ويحتاج هذا إلى علاج طبي فوري.

كيفية التعامل معها؟

• الرضاعة المنتظمة: من أهم طرق تخفيف الألم هو الرضاعة المنتظمة. تأكدي من أن الطفل يرضع بشكل صحيح لتفادي احتقان الثدي.

• استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة: قد تساعد الكمادات الدافئة على تسهيل تدفق الحليب وتخفيف الألم. بينما يمكن استخدام الكمادات الباردة للتخفيف من التورم.

• التدليك اللطيف: إذا شعرت بتورم في الثدي، يمكنك تدليك الثدي برفق لتحفيز تدفق الحليب.

• استشارة الطبيب: إذا استمرت الأعراض أو ترافقت مع الحمى أو احمرار شديد، يجب استشارة الطبيب لتفادي حدوث التهاب.

4. تقلبات المزاج والاكتئاب ما بعد الولادة

ما هو؟

تقلبات المزاج هي من الأعراض الشائعة التي قد تعاني منها النساء بعد الولادة. يمكن أن تشمل مشاعر القلق، والحزن، والتعب الشديد. هذه التغيرات تتعلق بتقلبات هرمونية، بالإضافة إلى الضغط النفسي والبدني الذي يرافق فترة ما بعد الولادة. في بعض الحالات، قد يتحول هذا إلى اكتئاب ما بعد الولادة، وهي حالة تتطلب التدخل الطبي.

كيفية التعامل معها؟

• الحصول على دعم عاطفي: من المهم أن تحيط نفسك بأشخاص داعمين. سواء كان ذلك زوجك، أو أفراد عائلتك، أو أصدقاؤك، فإن دعمهم النفسي يلعب دورًا مهمًا في تحسين حالتك المزاجية.

• الراحة والنوم: من أبرز الأسباب التي تزيد من التقلبات المزاجية قلة النوم. لذلك، تأكدي من أخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم، خاصة إذا كنت ترضعين الطفل.

• الحديث عن مشاعرك: لا تخجلي من التحدث عن مشاعرك. إذا كنت تشعرين بالحزن أو القلق بشكل متزايد، فمن الضروري التحدث مع طبيبك لتحديد ما إذا كنت بحاجة إلى دعم إضافي.

• البحث عن مساعدة متخصصة: إذا استمر الحزن أو التقلبات المزاجية لفترة طويلة وبدأت تؤثر على قدرتك على العناية بنفسك أو بطفلك، فقد يكون من الضروري البحث عن مساعدة من متخصصين في الصحة النفسية.

5. الإمساك أو اضطرابات الهضم

ما هو؟

بعد الولادة، يعاني العديد من النساء من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك. يمكن أن يكون الإمساك ناتجًا عن التغيرات الهرمونية، وأيضًا بسبب ضعف عضلات الحوض أو تناول مسكنات الألم. في بعض الأحيان، قد تكون مشاكل الهضم ناجمة عن تغييرات في النظام الغذائي أو قلة الحركة.

كيفية التعامل معها؟

• التركيز على التغذية الصحية: يجب الحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة. هذه الأطعمة تساعد في تحسين حركة الأمعاء.

• شرب الماء: يعد شرب كميات كافية من الماء من الأمور المهمة لتجنب الإمساك.

• التمارين الخفيفة: ممارسة بعض التمارين الخفيفة يمكن أن تساعد في تنشيط حركة الأمعاء، مثل المشي القصير.

• استشارة الطبيب: إذا استمر الإمساك لفترة طويلة أو ترافق مع ألم شديد، يجب استشارة الطبيب لتقييم الوضع.

خاتمة

التعامل مع أعراض ما بعد الولادة يتطلب تفهمًا واهتمامًا خاصًا بصحتك الجسدية والنفسية. من المهم أن تكوني مستعدة لهذه الأعراض وتتعرفي على كيفية التعامل معها بشكل صحيح. استشيري دائمًا الطبيب في حالة حدوث أي مضاعفات أو إذا كانت الأعراض شديدة، حيث إن الرعاية الصحية المناسبة تلعب دورًا كبيرًا في تسريع التعافي بعد الولادة.