أسباب الدوار أثناء السفر

أسباب الدوار عند ركوب السيارة أو الطائرة ونصائح صحية

الدوار أثناء السفر في السيارة أو الطائرة يعد من الظواهر الشائعة التي يعاني منها العديد من الأشخاص. هذا الشعور غير المريح، الذي قد يتراوح بين الخفيف والمزعج إلى الشديد، يمكن أن يؤثر على تجربة السفر ويجعلها أقل متعة. فما هو الدوار؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إليه؟ وكيف يمكن الوقاية منه أو تخفيفه؟ في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية للدوار أثناء السفر ونتناول بعض النصائح الصحية التي يمكن أن تساعد في تقليل تأثير هذه الظاهرة.

ما هو الدوار؟

الدوار هو شعور بعدم التوازن أو الحركة، حيث يشعر الشخص وكأن الأشياء من حوله تتحرك أو تدور. يحدث هذا عادةً بسبب اضطراب في الجهاز الحسي المسؤول عن الحفاظ على التوازن في الجسم. يُعرف هذا الجهاز بالجهاز الدهليزي الذي يتواجد في الأذن الداخلية، ويُعتبر من الأنظمة الحسية الأساسية في الجسم التي تساعد في تحديد موقع الجسم في الفضاء.

أسباب الدوار عند ركوب السيارة أو الطائرة

1. اضطراب في الجهاز الدهليزي

يعتبر الجهاز الدهليزي في الأذن الداخلية هو المسؤول الرئيس عن التوازن في الجسم. عند ركوب السيارة أو الطائرة، قد تتعرض الأذن الداخلية لضغوطات غير معتادة نتيجة للتسارع أو التباطؤ المفاجئ أو التغيرات المفاجئة في الاتجاه. في هذه الحالات، قد تتلقى الأذن الداخلية إشارات متضاربة حول الحركة، مما يؤدي إلى الدوار.

• في السيارة: عند السير على الطرق الملتوية أو في حالة حدوث التوقفات المفاجئة، يتلقى الجهاز الدهليزي إشارات غير متسقة بين حركة الجسم وحركة البيئة، مما يسبب الدوار.

• في الطائرة: الطائرات تتعرض للتغيرات السريعة في الارتفاع والسرعة، مما يؤدي إلى تأثيرات مشابهة على الجسم، وبالتالي حدوث دوار. الطائرة قد تتحرك في اتجاهات غير معتادة للأذن الداخلية، مما يؤدي إلى شعور الشخص بعدم التوازن.

2. التناقض بين الإشارات البصرية والإحساس الحركي

يحدث الدوار عادة عندما تتناقض الإشارات البصرية مع إشارات الجهاز الحركي في الجسم. عند ركوب السيارة أو الطائرة، يشعر الشخص أنه في حالة حركة، ولكن الأجسام في محيطه قد لا تتحرك بنفس السرعة أو الاتجاهات نفسها. في مثل هذه الحالات، يمكن للجهاز العصبي أن يتلقى إشارات متناقضة بين ما تراه العين وما يشعر به الجسم، مما يؤدي إلى اضطراب في التوازن والشعور بالدوار.

3. الحركة المستمرة

الحركة المستمرة مثل التمايل أو الاهتزاز الذي يحدث في السيارات والطائرات يمكن أن يؤثر على الجسم بطريقة غير مريحة. في الطائرات، على سبيل المثال، قد يؤدي تأثير الاهتزاز الناتج عن المحركات أو تقلبات الهواء إلى زيادة فرص الشعور بالدوار. في السيارات، يمكن أن يكون التموج في الطريق أو الارتداد الناتج عن السرعة عاملاً مساعدًا في حدوث هذه المشكلة.

4. القلق والتوتر النفسي

من العوامل التي قد تسهم في حدوث الدوار هو القلق والتوتر النفسي، خاصة في الرحلات الطويلة أو أثناء السفر بالطائرة. الخوف من الطيران أو من التسبب في مشاكل صحية قد يساهم في زيادة التوتر، مما يزيد من احتمال حدوث الدوار. عندما يكون الشخص مشدودًا نفسيًا، يصبح جهازه العصبي أكثر حساسية لأي اضطراب، مما يزيد من فرص الإصابة بالدوار.

5. التغيرات في ضغط الهواء

أثناء الرحلات الجوية، تتغير مستويات الضغط الجوي بشكل ملحوظ، خاصة أثناء الإقلاع والهبوط. هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على الأذن الداخلية، حيث يحدث ضغط مفاجئ يؤدي إلى الإحساس بالدوار. في بعض الحالات، قد يكون التأثير أكثر وضوحًا لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأذن مثل التهاب الأذن أو انسداد قناة الأذن.

6. العوامل الجينية والوراثية

تشير بعض الدراسات إلى أن هناك عاملًا وراثيًا قد يزيد من قابلية الشخص للإصابة بالدوار أثناء السفر. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع مشاكل الأذن الداخلية أو الذين يعانون من الدوار بشكل متكرر قد يكونون أكثر عرضة لهذا النوع من الاضطرابات.

7. نقص النوم أو الإرهاق

السفر المرهق والمستمر يمكن أن يؤدي إلى شعور الجسم بالتعب والإرهاق، مما يزيد من احتمالية حدوث الدوار. نقص النوم يمكن أن يؤثر أيضًا على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات الحسية من الأذن الداخلية والعينين بشكل صحيح، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للدوار أثناء السفر.

نصائح صحية لتقليل الدوار

1. الحفاظ على ثبات الرأس

من النصائح التي يمكن أن تخفف من الدوار هي محاولة إبقاء الرأس ثابتًا قدر الإمكان أثناء السفر. في السيارات، من الأفضل الجلوس في المقاعد الأمامية والابتعاد عن المقعد الذي يتحرك أكثر (المقاعد الخلفية). أما في الطائرات، فيمكن للشخص الاستفادة من وضع الرأس على الوسادة والابتعاد عن النظر إلى الأفق المتحرك.

2. استخدام الأدوية المضادة للدوار

هناك بعض الأدوية التي يمكن استخدامها قبل السفر لتقليل تأثير الدوار. من أشهر هذه الأدوية هي مضادات الهيستامين مثل “درامنين” أو “ميدريزين”، وهي أدوية تعمل على تقليل الأعراض المصاحبة للدوار، مثل الغثيان والدوخة.

3. التركيز على شيء ثابت

أثناء السفر، يمكن محاولة التركيز على شيء ثابت في البيئة المحيطة لتخفيف تأثير الحركة. في السيارة، يمكن النظر إلى الأفق البعيد، بينما في الطائرة يمكن التركيز على جزء من المقعد أو لوحة التحكم في المقصورة.

4. التنفس العميق

التنفس العميق يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والقلق الذي يمكن أن يزيد من الدوار. أخذ نفس عميق وبطيء يمكن أن يساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف الأعراض المرتبطة بالدوار.

5. شرب الماء وتناول وجبات خفيفة

الجفاف أو انخفاض مستوى السكر في الدم يمكن أن يزيد من الدوار. لذلك، من المفيد شرب الكثير من الماء وتناول وجبات خفيفة صحية أثناء السفر لتجنب هذه الأعراض. تجنب الوجبات الثقيلة أو الدهنية التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالغثيان.

6. الراحة والنوم الجيد

إذا كنت تعرف أنك ستسافر لفترات طويلة، تأكد من الحصول على قسط كافٍ من الراحة قبل الرحلة. النوم الجيد يساهم في تقليل تأثير الدوار ويجعل الجسم أكثر قدرة على التعامل مع التغيرات المفاجئة في الحركة.

7. اختيار المقعد المناسب

إذا كنت تسافر بالطائرة أو بالقطار، حاول اختيار المقعد الذي يكون في منتصف المركبة. في الطائرة، يفضل الجلوس بالقرب من الجناح حيث الحركة تكون أقل وضوحًا. أما في السيارة، فتجنب الجلوس في المقعد الخلفي المتحرك.

8. استخدام الزيوت العطرية

استخدام بعض الزيوت العطرية مثل زيت النعناع أو اللافندر يمكن أن يساعد في تخفيف أعراض الدوار. يمكن وضع بضع قطرات من الزيت على منديل واستنشاقه، مما يساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف الغثيان.

9. ممارسة التمارين الرياضية

التمارين الرياضية المنتظمة تعزز من توازن الجسم وقدرته على التكيف مع الحركة. على الرغم من أن ممارسة التمارين قبل السفر لا يعالج الدوار بشكل مباشر، إلا أن تحسين التوازن العام للجسم قد يقلل من فرص حدوثه.

الخلاصة

الدوار عند ركوب السيارة أو الطائرة هو مشكلة صحية شائعة تتعدد أسبابها وتختلف من شخص لآخر. تتراوح هذه الأسباب بين اضطرابات في الجهاز الدهليزي، التغيرات المفاجئة في الحركة أو الضغط الجوي، والتوتر النفسي. على الرغم من أن الدوار قد يكون غير مريح، إلا أن هناك العديد من النصائح التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراضه مثل الحفاظ على استقرار الرأس، شرب الماء، واستخدام الأدوية المناسبة. إذا كانت هذه الأعراض مزمنة أو شديدة، يُنصح بمراجعة الطبيب لتحديد العلاج الأنسب.