أجمل اقتباسات أحلام مستغانمي

أجمل ما قالت أحلام مستغانمي

أحلام مستغانمي، الروائية الجزائرية الشهيرة، تُعَدُّ من أبرز الكاتبات العربيات في العصر الحديث، وقد شكّلت كتاباتها تحوّلاً جوهرياً في الأدب العربي من حيث الشكل والمضمون والجرأة في الطرح والتعبير عن قضايا المرأة، والهوية، والحنين، والوطن، والحبّ، والخذلان. تميّزت بأسلوبها الشاعري العميق الذي يمزج بين الفلسفة والعاطفة، بين الوطنية والرومانسية، ونجحت في الوصول إلى قلوب القراء بمختلف شرائحهم الفكرية والثقافية، بل وتحولت بعض مقاطعها إلى اقتباسات خالدة يتم تداولها في الحياة اليومية، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وفي الكتب والمقالات.

بصمة أدبية فريدة

لم تكن أحلام مستغانمي مجرد روائية تكتب قصصاً عاطفية، بل كانت حالة أدبية مكتملة الأركان. كتبت بلغتها العربية المترفعة، المحملة بالشاعرية والرمز، ما يشبه السيمفونيات الشعورية التي تسكن الذاكرة. ألّفت عدة روايات تصدّرت قوائم الأكثر مبيعًا في العالم العربي، أبرزها “ذاكرة الجسد”، “فوضى الحواس”، “عابر سرير”، “الأسود يليق بك”، و”نسيان.كوم”. هذه الأعمال لم تكن مجرد نصوص روائية بل مرافعة وجودية عن المرأة العربية، عن الحُب بوصفه حالة قهرية ووطنًا مؤقتًا.

المرأة في نصوصها: أنثى مقاومة

ترى أحلام مستغانمي المرأة بوصفها كيانًا عميقًا، لا يُمكن فهمه إلا بالغوص في أعماقه. تقول:

“المرأة التي أحبّت بصدق، لا تنسى بسهولة. هي لا تنسى، بل تتناسى، لتستمر الحياة.”

في هذه العبارة، تُعبّر عن فلسفتها العاطفية، التي تضع المرأة في موقع القوة رغم هشاشتها الظاهرة. تؤمن بأن المرأة ليست كائناً هشًا كما يصوّرها البعض، بل هي كيان يحمل صلابة داخلية نابعة من تجربة الألم، والخسارة، والنضج الوجداني. تقول أيضاً:

“أحببْ من شئت، لكن لا تعلّق قلبك به، فالمحبّون يتبدّلون، أما القلوب فلا تُستبدل.”

هذه الفكرة المتكررة في أعمالها تعكس نزعتها الصوفية نحو الحُب؛ حيث لا يكون الحبّ تملُّكًا بل تجرُّدًا، ولا يكون انقيادًا بل حُرية، ولا يكون اعتمادية بل كينونة مستقلة.

الوطن والذاكرة والوجع

الكتابة عند مستغانمي ليست هروبًا من الواقع، بل مواجهة له. الوجع الوطني حاضر في كل ما تكتبه، يتجلى في روايتها “ذاكرة الجسد” التي أهدتها إلى “الجزائر”، لتقول فيها:

“أكتبُ لأنّ الحياة لا تكفيني، ولأنّ امرأةً مثلي لا يجب أن تكتفي برجلٍ واحد.”

في هذه العبارة تُقدِّم مستغانمي اختزالًا لمفهومها عن الكتابة والحياة معًا. هي لا ترى في الكتابة مجرد ملاذ، بل ضرورة وجودية. كلّ كلمة تكتبها تحمل وجعًا جماعيًا، وكلّ شعور تبوح به يعكس ذاكرة شعبٍ بأكمله.

الجزائر، الثورة، الوطن، الشهداء، الحرية… كلها موضوعات شكّلت النسيج العاطفي والوطني في نصوصها. وتقول في إحدى مقولاتها عن الوطن:

“الوطن ليس أرضًا فقط، إنه الحنين، الغياب، الذاكرة، والرغبة في البقاء رغم الانكسار.”

فلسفتها في الحب

ربما لا يوجد كاتبٌ عربي معاصر تحدّث عن الحُب كما فعلت أحلام مستغانمي. جعلت منه كيانًا ميتافيزيقيًا، لا يخضع للمنطق أو التوقع، بل يتشكّل بوصفه قدَرًا وامتحانًا. تقول:

“الحبّ هو أن تعيش على حدود المستحيل، أن تتعذب بأناقة، أن تموت واقفًا كالأشجار.”

في عالمها الأدبي، الحُبّ لا يمنح الطمأنينة بقدر ما يوقظ الوجدان. هو دائماً على حافة الفقد، لذلك يصبح قوة خالقة ومدمّرة في آن. تقول أيضًا:

“ما حاجتنا للذكاء في الحُب؟ الذكاء يقتل الحُبّ كما تقتل الجرعة الزائدة مريض القلب.”

هذا الطرح يقف على النقيض من فكرة الحب العقلاني. فمستغانمي تراه حالة وجدانية، خارجة عن كل القوانين، تصنع ذاتها في لحظات الجنون العاطفي.

عن الفقد والنسيان

كتبت مستغانمي كثيرًا عن الفقد. وكتابها “نسيان.كوم” يُعدُّ من أبرز الأعمال التي تناولت هذا الموضوع بشيء من التهكم اللاذع والحكمة العميقة. تقول فيه:

“النسيان لا يحتاج إلى تدريب، بل يحتاج إلى قرار. أن تُقرر أنك تستحق أن تُنسى من خانك.”

النسيان عندها ليس ضعفًا بل شجاعة، ليس فقدانًا بل تحررًا من عبء عاطفي. إنها تضع المرأة دائمًا في موضع صاحبة القرار، لا ضحيته.

أحلام مستغانمي والفن

لم تقتصر مستغانمي على الأدب فحسب، بل تفاعلت مع الفنون الأخرى، وارتبطت موسيقى مارسيل خليفة بروح “ذاكرة الجسد”، كما تأثّرت كتاباتها بالصورة واللون والموسيقى. تؤمن بأن الفنّ بكافة أشكاله هو لغة مقاومة، وهوية وجمالية يجب ألا تُفصل عن قضايا الإنسان.

عبارات خالدة من أدبها

فيما يلي جدول يتضمّن بعضًا من أجمل العبارات التي كتبتها أحلام مستغانمي، مرتبة حسب المواضيع:

اللغة كأداة للتحرر

تميّزت أحلام مستغانمي بأسلوب لغوي فريد يقوم على التلاعب بالصور البلاغية، والإيقاع الشعري، وتكثيف الدلالات، ما جعل نصوصها أقرب إلى القصائد النثرية منها إلى السرد التقليدي. تؤمن بأن اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل بل هي شكل من أشكال المقاومة، تُعيد بها المرأة تعريف ذاتها، وتقاوم بها النسيان، وتكتب بها تاريخها.

أثرها في القرّاء العرب

ساهمت مستغانمي في جعل الرواية العربية أكثر قربًا من القارئ العادي، وأدخلت الأدب في الحياة اليومية. لم تعد الرواية عندها شأنًا نخبوياً، بل أصبحت نصًا حيويًا تتداوله الألسنة ويقتبسه العشّاق ويحتفظ به القرّاء على هواتفهم. وقد شكّلت كتاباتها مدخلًا لكثيرين إلى عالم القراءة، وخاصة من الشباب والنساء، ما جعلها أكثر من مجرد كاتبة، بل ظاهرة ثقافية عربية.

التقدير والجوائز

حازت أحلام مستغانمي على عدة جوائز أدبية وثقافية عربية ودولية، منها جائزة نجيب محفوظ للرواية، كما تم اختيار روايتها “ذاكرة الجسد” من طرف اتحاد الكتاب العرب ضمن أفضل 100 رواية عربية في القرن العشرين. واعتبرت اليونسكو أعمالها بمثابة مساهمة في نشر الثقافة العربية.

خلاصة فكرها

تكتب مستغانمي عن الحياة التي نعيشها جميعًا، لكنّها تمنحنا في كتاباتها عدسة مختلفة نرى من خلالها أنفسنا. تمزج بين الذاتي والجمعي، بين العاطفي والوطني، بين الحنين والنقد. وفي كل مرة نقرأ فيها لها، نشعر أن شيئًا ما في داخلنا يستيقظ، أو يُشفى، أو يتغيّر.

المراجع:

• مستغانمي، أحلام. ذاكرة الجسد. دار الآداب، بيروت.

• مستغانمي، أحلام. نسيان.كوم. منشورات نوفل.