“Footfalls in Memory” هو كتاب يعتبر شاهدًا حيًا على تجربة الأسر التي عاشها تيري ويت في بيروت عام 1987، حيث كان يعمل على إطلاق سراح الرهائن. خلال هذه التجربة المروعة، تم احتجازه ووضعه في العزلة الانفرادية، حيث لم يُسمح له بقراءة أي شيء خلال العام الأول من أسره. لكن في تلك الأيام المظلمة، استطاع ويت قضاء الساعات الطويلة بالكتابة بذهنه، حيث كتب سيرته الذاتية في عقله وتذكر الكتب والقصص والقصائد التي قرأها قبل أسره.
لم يكن لويت وحده في هذه التجربة، بل كانت الكتب والقصص شريكًا له في مواجهة الوحدة واليأس. وبعد مرور الوقت، سمح الحراس لويت بالحصول على الكتب، حيث كان أول الكتب التي تلقاها “ما وراء الفرات” لفريا ستارك، تلتها ترجمة إنجليزية للقرآن، ومن ثم كلاسيكيات أخرى مثل “شجرة تنمو في بروكلين”، و”الدائرة الأولى”، و”الإخوة كارامازوف”. ومع ذلك، بسبب الحد الذي يمتلكه الحراس من اللغة الإنجليزية، كانت الكتب التي تلقاها ويت تتنوع بين كتب الرعاية الطفولية، والرضاعة الطبيعية، وحتى كتاب يتناول كيفية الهروب من معسكرات الأسر في الحرب العالمية الثانية. فمن أجل البقاء على قيد الحياة، قرأ ويت كل هذه الكتب من الغلاف إلى الغلاف.
تمثل هذه المجموعة الشخصية من مقتطفات الكتب المفضلة لويت خلال فترة اعتقاله، الكتب التي تذكرها من ماضيه، وتلك التي كان يتمنى لو أنه تلقاها خلال فترة احتجازه. فهي رحلة عبر عقل رجل واحد؛ حيث يتأمل في تلك الكتب ويعكس على أسباب إدراجها في مجموعته. تتنوع الكتب المذكورة بين مختلف الأنواع والمواضيع، وتشكل مصدر إلهام لويت خلال تلك الفترة الصعبة، فتأخذ القراء في رحلة فريدة من نوعها تجمع بين الأدب والدين والتأمل، وتكشف عن قوة الروح البشرية في مواجهة التحديات القاسية.
“Footfalls in Memory” ليس مجرد كتاب عن الأسر والعزلة، بل هو تذكير بقوة الكتب والقصص في تحمل الروح وإعطاء الأمل، حتى في أصعب الظروف. يعكس هذا الكتاب تحول ويت من اليأس إلى إيمان قوي وروح متجددة، ويشكل مصدر إلهام لكل من يواجه التحديات في حياتهم الشخصية والروحية.