مصادر الفيتامينات والمعادن

أين يوجد السيلينيوم وأهميته

مقال: أين يوجد عنصر السيلينيوم؟

يعد السيلينيوم أحد العناصر الكيميائية الضرورية لجسم الإنسان، وهو ينتمي إلى مجموعة الفلزات القلوية الأرضية في الجدول الدوري. بالرغم من أن السيلينيوم موجود بكميات صغيرة في الجسم، إلا أنه يلعب دورًا حيويًا في العديد من العمليات البيولوجية. تكمن أهمية السيلينيوم في كونه مضادًا قويًا للأكسدة، ويسهم في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة. كما أن له دورًا حاسمًا في تعزيز المناعة والوظائف الهرمونية، خاصة في الغدة الدرقية. ورغم أنه لا يتواجد في العديد من المصادر الغذائية بكميات كبيرة، إلا أن السيلينيوم موجود في العديد من الأطعمة الطبيعية مثل الأسماك والمكسرات وبعض أنواع الحبوب.

1. ما هو السيلينيوم؟

السيلينيوم هو عنصر كيميائي ذو الرمز “Se”، ويعد من العناصر الدقيقة التي يحتاجها الإنسان بكميات صغيرة جدًا، ولكنه ضروري للغاية لأداء وظائف حيوية. يُصنف السيلينيوم ضمن المعادن الأساسية، ويعمل كمكون في العديد من الإنزيمات والأحماض الأمينية في الجسم، مما يجعله ضروريًا لصحة الإنسان.

السيلينيوم معروف بخصائصه المضادة للأكسدة. فهو يساعد في تحييد الجذور الحرة التي يمكن أن تسبب ضررًا للخلايا والأنسجة، مما يساهم في الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب. علاوة على ذلك، يساهم السيلينيوم في تنظيم عملية التمثيل الغذائي من خلال تأثيره على الهرمونات الدرقية.

2. دور السيلينيوم في الجسم

السيلينيوم يؤدي العديد من الوظائف الحيوية في جسم الإنسان، من أبرزها:

أ. الحماية من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة

يعد السيلينيوم أحد العناصر المضادة للأكسدة الفعالة. حيث يعمل على تحييد الجذور الحرة، وهي جزيئات غير مستقرة قد تسبب تلفًا للخلايا وتساهم في ظهور الأمراض التنكسية مثل السرطان وأمراض القلب. السيلينيوم، من خلال عمله كمساعد لأنزيمات مضادة للأكسدة مثل “جلوتاثيون بيروكسيداز”، يساعد في حماية الخلايا والأنسجة من هذه الأضرار.

ب. دعم وظيفة الغدة الدرقية

السيلينيوم ضروري لإنتاج الهرمونات الدرقية، ويعتبر عنصرًا أساسيًا في تكوين إنزيم “ديوديناز” الذي يحول هرمون الثايروكسين (T4) إلى الشكل النشط “ثلاثي يودوثيرونين” (T3). هذا التحويل يعد ضروريًا للعديد من وظائف الجسم، بما في ذلك تنظيم درجة حرارة الجسم، وزيادة معدلات الأيض، والمساهمة في نمو الشعر والعظام.

ج. تعزيز المناعة

من المعروف أن السيلينيوم يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الجهاز المناعي، حيث يساهم في تحسين أداء الخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مهاجمة مسببات الأمراض. كما أن السيلينيوم له تأثير إيجابي في مقاومة الالتهابات، مما يساعد في الوقاية من الأمراض.

د. المساهمة في الخصوبة

السيلينيوم يُعتبر من المعادن التي لها تأثير إيجابي على الخصوبة، خاصة في الرجال. يساهم السيلينيوم في تحسين جودة الحيوانات المنوية وزيادة عددها، مما يحسن من فرص الحمل. كما أنه يساهم في تعزيز الصحة العامة للأنسجة التناسلية.

3. مصادر السيلينيوم الغذائية

على الرغم من أن السيلينيوم لا يتوافر بكثرة في جميع الأطعمة، إلا أن بعض الأطعمة تحتوي على كميات عالية منه. يعتبر السيلينيوم معدنًا مستخرجًا أساسًا من التربة، لذلك تختلف مستويات السيلينيوم في الطعام حسب التربة التي تم زراعة المحاصيل فيها. فيما يلي بعض المصادر الغذائية الغنية بالسيلينيوم:

أ. المكسرات والبذور

تعد المكسرات البرازيلية من أغنى مصادر السيلينيوم على الإطلاق. تحتوي حبة مكسرات برازيلية واحدة على ما يصل إلى 90 ميكروغرام من السيلينيوم، مما يمثل أكثر من 100% من الاحتياج اليومي الموصى به. يمكن أن يوفر تناول مكسرات برازيلية يوميًا كمية كافية من السيلينيوم. بالإضافة إلى المكسرات البرازيلية، توجد بذور دوار الشمس أيضًا كمصدر جيد للسيلينيوم.

ب. الأسماك والمأكولات البحرية

تعد الأسماك والمأكولات البحرية مصدرًا غنيًا بالسيلينيوم. من بين الأسماك التي تحتوي على كميات جيدة من السيلينيوم نجد السردين، التونة، سمك القد، وسمك السلمون. يمكن لتناول حصتين من الأسماك أسبوعيًا أن يوفر كمية كافية من السيلينيوم للجسم.

ج. اللحوم والدواجن

تحتوي اللحوم الحمراء والدواجن على كميات معتدلة من السيلينيوم. لحم الديك الرومي والدجاج، على سبيل المثال، يحتويان على مستويات مناسبة من السيلينيوم. كذلك، يمكن العثور على السيلينيوم في لحم الأبقار والضأن.

د. الحبوب والمكملات النباتية

تعتبر الحبوب مثل الأرز البني والشوفان، بالإضافة إلى خبز القمح الكامل، من المصادر الجيدة للسيلينيوم. رغم أن هذه المصادر تحتوي على كميات أقل من السيلينيوم مقارنة بالمكسرات أو الأسماك، إلا أنها تظل مهمة في نظام غذائي متوازن.

هـ. منتجات الألبان

تحتوي منتجات الألبان مثل الحليب والجبن أيضًا على كميات معتدلة من السيلينيوم. إضافة هذه المنتجات إلى النظام الغذائي يساعد في تحقيق التوازن الغذائي والمساهمة في تلبية احتياجات الجسم من السيلينيوم.

4. نقص السيلينيوم وأعراضه

على الرغم من أن نقص السيلينيوم نادرًا ما يحدث في الدول التي تعتمد على نظام غذائي متوازن، إلا أنه قد يحدث في بعض الحالات نتيجة نقصه في التربة أو عند الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا فقيرًا في هذا المعدن. نقص السيلينيوم يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الأعراض والمشاكل الصحية، منها:

أ. تدهور صحة القلب

نقص السيلينيوم قد يؤدي إلى الإصابة بمرض “كوفورك” (Keshan disease)، وهو نوع من أمراض القلب التي تنتج عن نقص السيلينيوم، ويتميز بتلف في عضلة القلب قد يصل إلى فشل قلبي. يرتبط هذا المرض بشكل خاص بمناطق ذات مستويات منخفضة من السيلينيوم في التربة.

ب. ضعف جهاز المناعة

نظرًا لدور السيلينيوم في تعزيز المناعة، فإن نقصه يمكن أن يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى. الأشخاص الذين يعانون من نقص السيلينيوم يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والبكتيريا.

ج. تدهور في وظائف الغدة الدرقية

نظرًا لأن السيلينيوم ضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، فإن نقصه يمكن أن يؤثر على وظيفة الغدة الدرقية. قد يؤدي هذا إلى مشكلات مثل الكسل والكسل الذهني (التعب العقلي)، وزيادة الوزن، وصعوبة في التركيز.

د. تساقط الشعر ومشاكل في الجلد

نقص السيلينيوم قد يسبب تساقط الشعر ومشاكل في الجلد. في حالات متقدمة من نقص السيلينيوم، قد تظهر مشاكل جلدية مثل جفاف الجلد أو ظهور تقرحات.

5. الجرعة اليومية الموصى بها من السيلينيوم

تختلف احتياجات الجسم من السيلينيوم حسب العمر والجنس، ولكن بشكل عام يُوصى بالجرعات التالية:

  • البالغين: 55 ميكروغرام يوميًا.

  • الحوامل: 60 ميكروغرام يوميًا.

  • المرضعات: 70 ميكروغرام يوميًا.

  • الأطفال: تتراوح الجرعة الموصى بها بين 20 و40 ميكروغرامًا حسب العمر.

6. زيادة السيلينيوم في الجسم (التسمم بالسيلينيوم)

رغم أن السيلينيوم عنصر ضروري، فإن زيادته في الجسم قد تؤدي إلى تسمم السيلينيوم. التسمم الناتج عن السيلينيوم يمكن أن يتسبب في أعراض مثل الغثيان، والإسهال، وتساقط الشعر، والتهيج، وصعوبة في التنفس. من المهم تجنب تناول مكملات السيلينيوم بكميات كبيرة دون استشارة طبية.

7. الخاتمة

يبقى السيلينيوم عنصرًا حيويًا أساسيًا للحفاظ على صحة الإنسان. فهو يلعب دورًا كبيرًا في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، ويعزز جهاز المناعة، ويحسن من وظائف الغدة الدرقية. على الرغم من أن السيلينيوم يتوافر في مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل المكسرات، الأسماك، واللحوم،