في هذا العمل المثير، يقدم جون باتريك ديجنز، الذي وصفه آلان رايان في صحيفة نيويورك تايمز بأنه “واحد من أكثر المؤرخين الفكريين المعاصرين حيوية وإثارة”، إعادة تقييم شاملة لتاريخ أمريكا، مع التركيز على الدور الأساسي للنظرية الأخلاقية والسياسية لأبراهام لينكولن. يعبر ديجنز، الذي يعاني من تأثير الانقسام الناتج عن سياسات الهوية الحديثة، بقوة عن رأيه بأننا نجد في المعتقدات المركزية للفكر السياسي للرئيس لينكولن – قيمة العمل المستنير وحقوق الملكية وتقرير المصير – أنقى تعبير عن القيم التي جمعت الأمريكيين وقادت تاريخهم.
مع اتساع الأفق الذي يميزه، يتناول ديجنز تاريخ أمريكا من جيمس ماديسون إلى دبويس وفيلم “جود ويل هنتينغ” في استعراضه للطرق المتناقضة التي تخيل بها الأمريكيون أنفسهم وأمتهم. ومقتنعًا بأن المؤرخين المعاصرين قد أساءوا إلى أمريكا بشكل خطير من خلال التركيز على الانقسامات السياسية على خطوط الطبقة والعرق والجنس، يشير ديجنز إلى أنه على مر التاريخ الأمريكي، كان هناك المزيد مما يوحد الشعب الأمريكي من الذي يفصلهم.
يتناول الكتاب قضايا تاريخية وفلسفية متنوعة، ويبرز دور لينكولن كشخصية رئيسية في تشكيل قيم الأمة. وباسلوبه الساحر، يقدم ديجنز تحليلاً مؤثرًا لما إذا كانت التحولات الحديثة في التفكير التاريخي قد خدمت أو أضرت بفهمنا لمضمون التاريخ الأمريكي.
يتعمق الكتاب في مفاهيم مثل قيم العمل وحقوق الملكية، ملمحًا إلى كيف يمكن أن يساهم هذا التحليل في فهم أعمق للتلاحم الوطني والقوى التوحيدية في تاريخ الولايات المتحدة. ومع نشره عن دار النشر جامعة ييل في أغسطس عام 2000، يظل هذا العمل مصدرًا قيمًا لفهم أعماق التفكير الأمريكي والتأثير الذي قد يكون للأفكار السياسية في تشكيل المجتمع والدولة.